"الصكّ على بياض" انتهى فمتى يُصبح فكّ الحصار عن لبنان مصلحة أميركية؟ | أخبار اليوم

"الصكّ على بياض" انتهى فمتى يُصبح فكّ الحصار عن لبنان مصلحة أميركية؟

انطون الفتى | الثلاثاء 12 يوليو 2022

الحوت: علاقات لبنان بالدول العربية ليست مرتبطة بزيارة أميركية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عن قصد، أو من دونه، قدّم مستشار الأمن القومي لـ "البيت الأبيض" جيك سوليفان، خلال مؤتمره الصّحافي أمس، مجموعة من الأجوبة على كلام كلّ الذين يجهدون منذ مدّة في الحديث عن أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجد منطقة مختلفة خلال زيارته، وعن أنه يتوجّب عليه الحديث بصوت منخفض فيها، مع ضرورة فعله كذا وكذا، وعَدَم قوله كذا وكذا...

 

نهاية حقبة

فبعض ما صدر عن سوليفان أمس، قد يُظهر أننا أمام نهاية حقبة السياسة الأميركية التي نتجت عن ضرورات "الحرب على الإرهاب" في الشرق الأوسط، في عام 2001، لصالح أخرى.

وهو ما قد يعني أن ما سنراه من سلوكيات أميركية في منطقتنا، بعد مدّة، قد يتحوّل الى سياسة أميركية عامّة، لا ترتبط بمزاج إدارة بايدن وحدها، بل ستنسحب على أي إدارة أميركية "ديموقراطية" أو "جمهورية"، في "البيت الأبيض"، مستقبلاً.

 

النّفط

ففي الوقت الذي تشدّد فيه بعض مكوّنات منطقتنا على أن الحاجة الأميركية الى زيادة ضخّ النّفط في الأسواق، حملت بايدن الى الشرق الأوسط "مذلولاً"، ها ان اللّغة الأميركية التي عبّر عنها سوليفان بوضوح أمس، تقول إن الإدارة الحالية استبدلت سياسة "الصكّ على بياض" مع السعودية التي اعتمدها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لافتاً الى أن الديبلوماسية الأميركية مع السعودية بدأت تحقّق نتائج، ومن بينها الهدنة في اليمن، بالإضافة الى مجلس تعاون خليجي "أكثر تكاملاً".

 

تطبيع

وفي الوقت الذي تُبدي فيه بعض الجهات الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل، حماساً لزيارة بايدن، على أساس أنها ستعمّق مسارات التطبيع الخليجية - الإسرائيلية، لم يُظهِر سوليفان اهتماماً أميركياً محصوراً بهذه النّقطة، فقط، رغم أنه ركّز عليها.

فهو (سوليفان) عبّر عن أن بايدن يرغب في استغلال زيارته لتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، وسيعمل على إحراز تقدّم في "العلاقات الطبيعية" بين إسرائيل والسعودية، مشيراً الى أنه من المرجّح أن يستغرق أي تطبيع بينهما وقتاً طويلاً.

وهذا يعني بحسب بعض الأوساط المطّلعة على السياسة الأميركية، أن واشنطن ما عادت مهتمّة بالتطبيع العربي مع إسرائيل، بحدّ ذاته، كما كانت عليه الأمور خلال حقبة ترامب، بل بمدى القدرة على دمج إسرائيل في المنطقة، من خلال هذا التطبيع.

 

الحصار

فأي آفاق مُحتمَلَة للمنطقة بعد زيارة بايدن، خصوصاً إذا فشلت، أو إذا أخفقت في تحقيق بعض أهدافها بحدّ أدنى، سواء على مستوى زيادة إنتاج النّفط، أو غيره من الملفات؟

والى أي مدى يُمكن للبنان أن يجد فرصة من جراء فشلها، للإسراع بفكّ الحصار عنه؟

فمن جهة العرب، حصل بعض الابتعاد الخليجي عن لبنان، لأسباب تتعلّق بسيطرة إيران على القرار اللبناني. فالى أي مدى يُمكن لفَشَل زيارة بايدن السعودية، أن ترسم خريطة "براغماتيّة" أميركية أكبر وأوسع تجاه إيران، وتحالفات أميركية - عربية بنكهات جديدة، مع دول مثل قطر وغيرها؟ والى أي مدى يحتاج لبنان الى سلطة قادرة على الاستفادة من هذا الواقع، بما يفكّ الحصار عنه، ويجعل فكّ الحصار هذا حلقة ضمن سلسلة إعادة رسم خريطة المصالح الأميركية في الشرق الأوسط؟

 

"لا ننخدع"

اعتبر النائب عن "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت أنه "مهما تغيّرت الإدارة الاميركية، إلا أن الأولوية الأساسية بالنسبة إليها تبقى استقرار وأمن الكيان الصهيوني. وبالتالي، نحن لا ننخدع بكلام سوليفان".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحديث عن توجُّه أميركي سياسي جديد، كان متزايداً في المرحلة التي سبقت الحرب الروسية - الأوكرانية. أما الآن، وبعد اندلاع الحرب، واضطراب أسواق الطاقة، فمن الواضح أن الإدارة الأميركية عادت الى سابق عهدها في ما يتعلّق بالعلاقة مع مختلف الدول".

 

توتُّر

ورأى الحوت أنه "إذا كان الهدف الأميركي من زيارة بايدن هو إقامة تحالف من مستوى "ناتو" للشرق الأوسط، بحسب بعض التسريبات، فهذا يعني إدخال المنطقة في صراعات إضافية هي بغنى عنها".

وأضاف:"الناتو" الشرق أوسطي يبقى فرضيّة، لا سيّما أن الإدارة الأميركية عوّدتنا على أن تغامر بمن يتعامل معها في حروب لصالحها، لكونها تسحب يدها منه في وقت لاحق، وتتركه لمصيره. لذلك، إذا تحقّقت هذه الفرضية، فإنها ستقود الى مزيد من التوتّر في المنطقة".

 

عودة عربيّة

ولفت الحوت الى أنه "من المبكر جدّاً أن نتحدّث عن تباينات أميركية - خليجية. وأنا أعتقد أن الحرب الروسية - الأوكرانية ستُسفر عن تقارُب أميركي - خليجي، وليس الى العكس".

وختم:"علاقات لبنان بالدول العربية ليست مرتبطة بزيارة أميركية، ولا بمواقف إدارة أميركية، بل بظروفنا الداخلية. وبالتالي، إذا أردنا تحسين علاقاتنا بالدول العربية، وهذا أمر مطلوب طبعاً نظراً الى أن عمق لبنان هو عربي، فإنه يتوجّب علينا ترتيب أوضاعنا السياسية الداخلية، حتى نسهّل العودة العربية الى لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار