في كرسي بعبدا... هل من تعويل على "فارق روسيّ" يخفّف التأثير الإيراني في لبنان؟ | أخبار اليوم

في كرسي بعبدا... هل من تعويل على "فارق روسيّ" يخفّف التأثير الإيراني في لبنان؟

انطون الفتى | الثلاثاء 12 يوليو 2022

مصدر: ليست سياسة ناجحة إذا لم تَكُن تلك التباينات مستقرّة وثابتة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لم نَكُن بحاجة للاستماع الى مستشار "البيت الأبيض" لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان، يتحدّث عن استعداد إيراني لتزويد روسيا بما يصل إلى عدّة مئات من الطائرات من دون طيار، وذلك الى جانب استعداد طهران لتدريب القوات الروسية على استخدامها، لنعلم أن التعاون العسكري الروسي - الإيراني "ضارب طنابو"، وأنه لا يُمكن لأحد أن يحصل من الروس على أي مساعدة، في ما يتعلّق بتخفيف آثار السياسة الإيرانية في أي مكان، نظراً الى أن طهران نفسها، تطبّق سياسة موسكو في كلّ الملفات، وفي كل مكان.

 

فوارق

ولكن تبقى العبرة في إمكانيّة إقناع اللبنانيّين بذلك، خصوصاً بعض أولئك الذين ينتمون الى التيار "السيادي"، الذين يتحدّثون عن فوارق في السياسة الروسيّة والإيرانيّة يُمكن اللّعب عليها، وعن ضرورة طرح أسماء للرئاسة الأولى، ليست بعيدة من السياسة الروسيّة، فيما الفوارق الروسيّة - الإيرانية غير موجودة عملياً، إلا بنسبة قد لا تصل الى 5 في المئة، ربما.

ففي حزيران الفائت، أعلن من تسمّيه روسيا، رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية (دينيس بوشيلين)، توقيع اتفاق بين تلك الجمهورية (هي جمهورية بالمفهوم الروسي) وإيران، تقوم طهران بموجبه بتزويد دونيتسك بمواد بناء، وبالمحاصيل الزراعية، لافتاً الى أن "جمهوريّته" تخطّط لتصدير بعض أنواع المعادن، والأسمدة، ومنتجات الصّلب، ومعدّات استخراج الفحم، ومعدات العمل في المناجم، الى إيران.

 

انفصاليّة

أما الحقيقة، فهي سرقة روسيّة لخيرات من الأراضي الأوكرانية، واستعمالها لمصلحة موسكو، الى جانب محاولة إخفاء المشاركة الإيرانية في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، على مستويات نقل المرتزقة والمعدّات العسكرية، تحت ستار محاصيل زراعية ومواد بناء، خصوصاً أن بلدان الاحتجاجات الشعبية "الجائعة"، وتلك التي تُعاني من سقوط مباني بعض مناطقها (مثل إيران)، لا "تتاجر" بالمحاصيل الزراعية، ولا بمواد البناء فيها، مع دولة "انفصالية".

 

انفجار

أمر آخر يؤكّد عَدَم "صداقة" السلوكيات الروسيّة مع ما يتوجّب أن يكون عليه لبنان، هو الغارة التي شنّها الجيش الأوكراني على خيرسون أمس، والتي أدّت الى تدمير مستودع ذخيرة للقوات الروسية.

ففي الوقت الذي تؤكّد فيه روسيا، أن الغارة على مدينة نوفايا كاخوفكا في خيرسون، أدّت الى انفجار في مستودعات للأسمدة المعدنية، مُعتقدةً أنها قادرة بذلك على أن تخدع العالم بسلميّة الموقع، وباستعمالاته المدنيّة، تُدين هي (روسيا) نفسها بنفسها، عندما تقول على لسان من تسمّيه رئيس الإدارة العسكرية والمدنية في منطقة نوفايا كاخوفكا، فلاديمير ليونتيف، إن الضربة الأوكرانية أدّت الى انفجار في مستودعات الأسمدة المعدنية، بما يمكن مقارنته بانفجار مرفأ بيروت.

 

تخفيف تأثير

وهنا نقول، إنه في الوقت الذي يتحدّث فيه الروس عن وجوب محاكمة الجانب الأوكراني المسؤول عن توجيه تلك الضّربة، يحقّ للعالم أجمع أن يعلم ماذا كان يفعل الروس بالأسمدة المعدنيّة تلك، قبل أن تنفجر على هذا النّحو؟ هذا إذا أردنا أن نعتمد رواية الأسمدة الروسيّة، ومن دون أي اعتبار لإمكانيّة أن يكون الموقع المستهدف أوكرانيّاً، مخزناً لأسلحة روسيّة.

وانطلاقاً ممّا سبق، يظهر أن البحث عن "صداقات"، أو عن شراكات... مع روسيا، في معرض السّعي الى تخفيف تأثير إيران في في أي مكان، وفي لبنان، قد لا يكون علمياً تماماً.

 

لا إمكانيّة

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "الروس ليسوا قادرين على إعطاء ضمانات لأحد حالياً، لا سياسياً، ولا أمنيّاً، في الوقت الذي يركّزون فيه على أتون الصراع المُرهِق لهم في أوكرانيا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا إمكانيّة للتعويل على ضمانات روسية في لبنان، حتى على سبيل اللّعب على التبايُنات الموجودة بين الإدارتَيْن الروسيّة والإيرانية".

 

تغيُّر مستمرّ

وأوضح المصدر:"اللّعب على التباينات هو أمر طبيعي على كل المستويات، وكل المحاور. وهو قاعدة عامة صحيحة، يمكن استخدامها في أي وقت. ولكن لا يُمكنها أن تكون سياسة ناجحة، إذا لم تَكُن تلك التباينات نفسها، مستقرّة وثابتة، بما يجعل اللّعب عليها مُنتِجاً. وهو ما ليس كذلك تماماً، على صعيد المصالح الروسيّة - الإيرانية".

وختم:"أمر آخر أيضاً، وهو أن شدّة التقلّبات الحاليّة في المنطقة، تجعلنا نرى أن من هم في وضع من التبايُن اليوم، يُمكنهم أن يصبحوا في حالة من الاتّفاق غداً، وذلك نتيجة التغيُّر المستمرّ في واقع جيوسياسي غير مستقرّ".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار