"الاقتحامات الكبرى" في طريقها الى لبنان بطريقة لامركزية فهل يسبقها الحلّ؟! | أخبار اليوم

"الاقتحامات الكبرى" في طريقها الى لبنان بطريقة لامركزية فهل يسبقها الحلّ؟!

انطون الفتى | الأربعاء 13 يوليو 2022

كرم: للاتّفاق على رئيس يُنقِذ لبنان من المحور الإيراني

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

فيما يواصل المتظاهرون في سريلانكا اقتحام المقرّات الحكومية والرسمية، نتوقّف أمام الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا، الذي يجعل العالم حالياً أمام أحدث نموذج من الحكام الذين يعيشون "عا البَهْدَلِي".

فما هو سرّ لذّة بعض الحكام، في بعض البلدان، بالعيش "عا البَهْدَلِي"، وبعَدَم الخروج من السلطة إلا لظروف قاهرة، وبعد تدميرهم لبلدانهم، ولشعوبها؟

 

الدستور

قد لا يكون حكام كل الدول "الفاشِلَة" حول العالم، على شاكلة راجاباكسا تماماً، لا على مستوى الممارسة السلطوية، ولا على صعيد نتائجها. ولكن ماذا عن البلدان التي لا همّ لدى بعض أهمّ كبار القوم فيها، سوى التعريف عن أنفسهم على أساس أنهم حُماة الدّستور مثلاً، والقوانين، في الوقت الذي لن يحمل فيه المرضى، والفقراء... الدّستور، ولا مواده، ولن يدخلوا به الى المستشفيات، ولا الى الصيدليات، و"السوبرماركات"، والمدارس، والجامعات... طلباً للاستشفاء، والطعام، والتعليم...

 

الثّقة

وبالعودة الى لبنان، نسأل. هل اقترب زمن الانتقال من حماية الدّستور، من أجل حمايته، لصالح زمن السياسات المُصحِّحَة للاقتصاد، أم لا؟ وهل اقترب زمن السلطات التي تستعيد ثقة الشعب اللبناني، واحترامه؟

 

شرط وحيد

رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم أن "الأمل كبير جدّاً في هذا الإطار، شرط أن نصل الى المسار الطبيعي لإعادة بناء الدولة، وانتظام مؤسّساتها، وعودة السيادة الى البلد، وعودة لبنان الى المجتمع المتطوّر والمزدهر".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الشرط الوحيد لذلك، هو أن يصل رئيس جمهورية يمثّل هذه المواصفات، وهذا النوع من الذهنية. وهذا الأمر يبقى في أيدي من أوصلهم الشعب الى النّدوة البرلمانية، كممثّلين له. فالشعب اللبناني، بأكثريّته، صوّت لممثّلين له، هم ضدّ "حزب الله" ومحوره. ولكن حتى الساعة، لم يعرف هؤلاء أن يعكسوا التصوُّر الذي صوّت اللبنانيون على أساسه".

 

الثّقة

وأشار كرم الى أن "من هذا المُنطَلَق، نقول إنه يتوجب على ممثّلي الشعب اللبناني، الذين يشكّلون أكثرية في مجلس نواب 2022، أن يتّفقوا مع بعضهم على رئيس للجمهورية ينقذ لبنان من المحور الإيراني، ويُعيده الى النّظام الاقتصادي الحرّ، والى العلاقات الجيّدة مع الدول العربية والخليجية، ومع العالم الحرّ".

وعن تحدّي استعادة الرئيس الجديد، احترام الشعب اللّبناني له، مجدّداً، أضاف:"نعم، طبعاً. فهذا يعود الى أدائه الذي سيُمكّنه من أن يكتسب الثّقة مجدّداً. فالمسألة كلّها تقوم على الثّقة بين الشعب، والمسؤولين، والمؤسّسات الاقتصادية والمصرفية. فلدى لبنان إمكانات ضخمة، على مستوى الدولة والشعب والانتشار، ولكن ما ينقصنا هو استعادة الثّقة، لإعادة لبنان الى مساره التاريخي الطبيعي، الذي هو مسار الأنظمة الحرّة، ولاستعادة سيادته وقراره الحرّ. وأما بقاء لبنان في يد المحور الإيراني، فإنه سيجعل أصحاب كل تلك الإمكانات غير مستعدّين لاستعمالها، أي انها لن تُترجَم في تطوير نظام لبنان، ولا بإعادة الثقة، ولا بتطوير الاقتصاد اللبناني".

 

احتجاجات

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يشهد لبنان تحرّكات شعبيّة أقوى من تلك التي حصلت في مرحلة ما بعد اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، تصل الى حدّ اقتحام قصور ومقرّات رسميّة، كما هو الحال في سريلانكا حالياً، أجاب كرم:"كل شيء يبقى وارداً، ولكن لا بدّ من التذكير بأن لكلّ بلد طبيعته وهويته، مع شكل ونوع للعلاقات القائمة بين جماعاته ومكوّنات نظامه، بشكل مختلف عمّا هو موجود في بلدان أخرى".

وختم:"من هذا المُنطَلَق، قد تحدث مثل تلك الاحتجاجات الكبرى في لبنان مستقبلاً، ولكن بطريقة لامركزية أكثر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار