رسائل إيرانيّة للروس... طهران هي ضمانتكم فلا تنظروا الى الخليج كثيراً! | أخبار اليوم

رسائل إيرانيّة للروس... طهران هي ضمانتكم فلا تنظروا الى الخليج كثيراً!

انطون الفتى | الخميس 14 يوليو 2022

مصدر: الجوّ الدولي يختلف تماماً عن الكلام المُتداول في لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد "يتلذّذ" بعض من في بلادنا بلغة "الانتصارات" المربوطة بـ "معادلات". ولكن قد يحقّ للبعض الآخر في بلادنا أيضاً، أن يلفت الانتباه الى أن تهديد آبار أو منصّات النّفط والغاز، في أي بقعة من العالم اليوم، ما عاد مسألة تتعلّق بحروب ثنائيّة، أو بين عدد محدّد من الدّول، بل بصراع مع الكرة الأرضيّة كلّها، قد تُشعِل مواجهة كبرى.

 

مصالح

قد تكون هناك مصلحة لدى إيران حالياً، بتوجيه رسائل واضحة الى الروس، تقول لهم فيها إنه مهما عمّقتُم علاقاتكم بالدول العربية الخليجية، إلا أن لا بديل "ناجحاً" لكم في الشرق الأوسط، غير طهران، وإنه لا بدّ لكم من أن تحافظوا على تلك القاعدة، نظراً الى أن الخليجيّين، وحتى لو رفضوا زيادة إنتاج النّفط خدمةً لروسيا، إلا أنهم يعجزون عن عرقلة أو تهديد أو وقف مشاريع الطاقة البديلة من الروسيّة، الى أوروبا.

بينما أنا (أي إيران)، قادرة على ذلك، بمسيّرة من هنا، أو بصاروخ من هناك، وعند توفّر حاجتي وحاجتكم (الروس) الى ذلك. والمحصّلَة، هي أن "بيت طاعة" المصالح مع إيران، يبقى الممرّ الإلزامي لأي تطوّر في العلاقات الروسية - الخليجية، انسجاماً مع أن طهران هي الضّامن الأكثر قوّة، للمصالح الروسية.

 

"الناتو"

ولكن، إذا أخذنا تلك الأمور بحدّ ذاتها، الى جانب الحديث عن أن أميركا اليوم هي أضعف من تلك التي كانت في عامَي 2003 و2006، وعن أن الرئيس الأميركي (جو بايدن) "العجوز"، هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة، أو التي دخلتها بالفعل، قد نتذكّر أنّنا سمعنا في عامَي 2006 و2003، الكلام نفسه أيضاً، وهو أن أميركا (في ذلك الوقت) أضعف من تلك التي كانت في عامَي 1996، و1982.

كما قد نتذكّر أن الحرب التي فتحتها روسيا على أوكرانيا، لضمان عَدَم انضمامها الى "الناتو"، وسّعت حدود الحلف مع روسيا في شمال أوروبا، وعلى تخوم القطب الشمالي، وصولاً الى انضمام أوكرانيا نفسها الى برنامج التشغيل البينيّ للتعاون التكنولوجي بين جيوش الدول الأعضاء في "الناتو"، والذي بموجبه بات يحقّ لكييف بصفتها عضواً فيه، أن تشارك في تطوير وتعديل معايير الحلف الرئيسية، المتعلّقة بالتفاعل بين أنظمة التحكّم القتالية، والمعايير ذات الصِّلَة.

 

عجوز

وترجمة ذلك في الشرق الأوسط، هي أن "افتتاح" زمن حروب أو معارك أو رسائل آبار ومنصّات النّفط والغاز، قد توسّع سياسات دول حلف "شمال الأطلسي" في منطقتنا أكثر، إذ بالنّظر الى تجربة الحرب الروسيّة على أوكرانيا، يبدو أن أكبر دول العالم نفسها، ما عادت قادرة على فرض شروطها على أي مستوى، خصوصاً عندما تكون هي المبادرة الى الهجوم.

أما بالنّسبة الى الحديث عن رئيس أميركي "عجوز"، كصورة لشيخوخة أميركا، فقد نكون نحن في لبنان، آخر من يُمكنه الدّخول في متاهات تلك التوصيفات، في بلد "عجوز" بوقف التهريب، وبضبط الحدود، وبتطبيق الإصلاحات، وبمكافحة الفساد، وبتأمين الدواء، والاستشفاء، والخبز، والمياه... و(بلد) "معجّز" عن تأمين الحياة لشعبه.

 

مفاوضات

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الجوّ الدولي يختلف تماماً عن الكلام المُتداول في لبنان، حول الترسيم البحري جنوباً، ومصادر الطاقة. وهو يبني على قاعدة الأجوبة التي قدّمها لبنان الرسمي في هذا الشأن، الى الولايات المتحدة الأميركية، والتي يُنظَر إليها في واشنطن بطريقة إيجابيّة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "كلّ ما يُمكن أن نقوله حالياً، هو أن لبنان ضمن لعبة مفاوضات، يُمكن لكلّ فريق فيها أن يرفع سقفه بوجه الآخر، وذلك بمعزل عن "التخبيصات" اللبنانية بالدّفاع عن حقوق لبنان في هذا الملف، منذ عام 2007، والتي لم يحصل الشعب اللبناني على أجوبة واضحة في شأنها، حتى الساعة".

 

الغُرَف المُغلَقَة

وأشار المصدر الى أنه "قد تكون لدى طهران رغبة في الوقت الرّاهن، بإظهار أنها الضّمانة الوحيدة لموسكو، على مستوى قدرتها على عرقلة مشاريع الطاقة البديلة من الروسيّة الى أوروبا، بالنّار، أي بما هو أوسع ممّا يُمكن للخليجيّين أن يقدّموه على الصّعيد النّفطي، لمساعدة روسيا واقتصادها. وهنا نذكّر بأن حرب سوريا ما كانت لتُحسَم لصالح محور "المُمانَعَة" لولا الروس، فيما موسكو نفسها هي التي تقف وراء صمود المنظومة التابعة لإيران، في لبنان".

وختم:"المخارج موجودة دائماً، ولكلّ شيء، ولدى كل الأطراف. فعلى سبيل المثال، إذا لم تنجح واشنطن بزيادة إنتاج النّفط بعد زيارة بايدن الخليج، فستقول الإدارة الأميركية إن الرئيس الأميركي لم يطلب ذلك أصلاً. والهدوء نفسه يُمكن تعميمه على الملفات كافّة. ولكن في النهاية، لعبة الأمم لا ترحم، أي انه إذا قام أي شخص، أو دولة، أو فريق... بعَرْقَلَة مسارات دولية، فسيدفعون الثّمن غالياً جدّاً، مع عنصر أساسي، وهو أننا قد لا ندرك ذلك بالعَلَن، لأن السياسات الدولية لا تُرسَم بالأصوات المرتفعة التي نحبّها نحن في لبنان، ونتأثّر بها، بل داخل الغُرَف المُغلَقَة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار