لبنانيون "يتجوّلون" بين المحال ويسهرون ليهربوا من مشاكلهم الكثيرة! | أخبار اليوم

لبنانيون "يتجوّلون" بين المحال ويسهرون ليهربوا من مشاكلهم الكثيرة!

انطون الفتى | الخميس 14 يوليو 2022

مصدر: التوقّف عن الكذب السياسي سيشكّل بداية جديّة للعمل

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

نفهم أننا وصلنا الى مرحلة مُنحدرة جدّاً من الانهيار، تنقلنا من التقنين في كل شيء، الى الاضطرار لتحمُّل تقنين التقنين. ولكن ما دخل تلك الحالة، بزيادة الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، الفوضى في حياة الناس؟

 

تنظيم

فعلى سبيل المثال، بات الحصول على المياه مرهوناً بانتظار توفُّر المازوت، لضخّها الى المنازل. ولكن ما علاقة ذلك، بـ "الضخّ المائي" غير المُنتَظِم، وغير المُنَظَّم، لا بالأيام، ولا بعدد الساعات، ولا من حيث التوقيت؟ ولماذا التكاسُل عن إرساء حالة من "اليقين"، تعرّف الناس في كل منطقة، متى تتوفّر المياه، ومتى لا تتوفّر، مع عدد الساعات، ومعرفة إذا ما كانت (تلك الساعات) صباحاً، أو خلال الفترة المسائية؟

هذه تفاصيل مهمّة، ضمن أسلوب حياة يومي يزداد صعوبة في هذا البلد. فهل من معوقات فعليّة، تمنع وضع جداول محدّدة، وتعميمها على الناس، في مثل تلك الأمور اليومية؟ وهل نحتاج الى قيّمين على صناديق مالية دولية، أو الى وفود دوليّة، لتحدّثنا عن تلك التفاصيل البسيطة، التي لا تحتاج الى نِسَب كبيرة من الذّكاء، بل الى القليل من الذّوق البشري العام، لتنظيمها؟

 

ماذا يفعل؟

أسف مصدر سياسي "للحالة التي وصل إليها اللبنانيون، الذين رغم ذلك، ننظر الى السريلانكيّين يقومون بعمل كبير في وجه سلطة الفساد في بلادهم، في الوقت الذي يعجز فيه شعبنا عن القيام بذلك".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الوضع العام في أي بلد لا يُقاس بما إذا كانت بعض أكياس الأرزّ مثلاً، لا تزال متوفّرة في المنازل. واللبناني الذي يعيش على 100 أو 200 دولار شهرياً، يرسلها إليه ابنه من الخارج، هو شخص يتنفّس من قلّة الموت، لأن هذه ليست ظروفاً طبيعية لحياة، إذ ماذا يفعل هذا اللبناني، إذا احتاج الى دخول مستشفى نتيجة عارض صحي كبير، ولمدّة طويلة؟".

 

الكذب السياسي

ولفت المصدر الى أن "بعض ما نشاهده على الشاشات، يبيّن لنا أن المطاعم، والفنادق، وأماكن اللّهو والسّهر السياحية ممتلئة بالناس. ولكن ما لا يُرَكَّز عليه كثيراً هو أن قسماً مهمّاً من الناس يسهر ويسكر ليهرب من مشاكله الكثيرة، فيما بعضهم الآخر "يتجوّل" بين المحال، ويزيد من الزّحمة في كل مكان، رغم أنه لا يمتلك القدرة على شراء شيء".

وأضاف:"أي شاب يتحدّث عن مستقبل له في هذا البلد، حالياً؟ وأي مسؤول ينظر بالفعل الى أولئك الذين جمعوا مالهم على مدى العقود الماضية، ليرتاحوا في شيخوختهم؟ فما جمعوه ليكفيهم خلال سنوات الشيخوخة، إما "تبخّر" بالكامل، أو انه لا يزال متوفّراً ليسدّ حاجاتهم ضمن مدّة زمنيّة غير طويلة تماماً بَعْد. وبالتالي، هذه "مش عيشي".

وختم:"مشاكل لبنان لا تتوقّف عند غياب التنظيم فقط، إذ إن هناك عملاً كثيراً متراكماً في البلد، سواء على مستوى المياه، أو الطُّرُق، أو البنى التحتية عموماً. ولكن مشكلتنا الحقيقية تكمُن بشعبوية الكلام السياسي، الذي يَعِد الناس بالكثير، فيما لا قدرة على تنفيذ شيء من الوعود. وهذا ما يجعلنا نقول إن التوقّف عن الكذب السياسي، سيشكّل بداية جديّة للعمل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة