اللواء عباس ابراهيم وخطورة الكلام ... والأرقام | أخبار اليوم

اللواء عباس ابراهيم وخطورة الكلام ... والأرقام

جان الفغالي | الإثنين 18 يوليو 2022

اللواء عباس ابراهيم وخطورة الكلام ... والأرقام

 هل لبنان عصيٌّ على التغيير؟

 

بقلم جان الفغالي – وكالة أخبار اليوم

ماذا يعني أن يقول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان "11 في المئة من سكان لبنان حاليًا هم من كبار السن، وهذا إحصاء مقلق، ودليل على أن الشباب يهاجرون، وهذا دليل خطر، وسبب الهجرة هو الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر به البلد، إضافة إلى الوضع السياسي المقرف"؟

اللواء عباس ابراهيم مُقلٌّ في الكلام، صمته خطير وكلامه أخطر! حين يتحدث عن نسبة 11 في المئة هم من كبار السن، فهذا يعني ان اكثر من أربعمئة الف لبناني هم من كبار السن؟

ماذا تعني هذه النسبة؟

تعني أولًا ان هؤلاء لن يهاجروا، وأنهم بحاجة إلى رعاية صحية واستشفائية ودوائية، فهل هذا "المثلث الطبي" متوافر؟ هذا السؤال وكأنه صيغ بأسلوب "تساؤل العارف"، هؤلاء سيكونون متروكين لأن الوضع الصحي والاستشفائي والدوائي في لبنان في حال يُرثى لها: نسبة كبيرة من الأطباء هاجرت، وكذلك الممرضون والممرضات، وولت الايام التي كان فيها لبنان مستشفى الشرق.

وتعني ثانيًا أن هذه النسبة ستزداد سنويًا، فمَن لا يستطيع الهجرة فإنه سينضم إلى "نادي كبار السن"، ويتحوَّل لبنان إلى "جمهورية الكهولة".

يربط اللواء ابراهيم سبب الهجرة بالوضع الاقتصادي والمالي، لكن ما لم يقله أن هذا الوضع لن يتحسن في المدى المنظور، ما يعني ان الهجرة ستستمر.

يضع اللواء ابراهيم يده على الجرح حين يتحدث عن "الوضع السياسي المقرف"، وما لم يقله أن هذا الوضع المقرف ليس وليد اليوم بل هو مستمر منذ أكثر من نصف قرن، فهل يُعقَل أن تندلع حروب وثورات تحت عنوان "التغيير" ولا تتغيَّر الطبقة السياسية إلا في ما ندَر؟

يندثر إقطاع فينمو إقطاع غيره .

تندلع ثورة ويصل بعض الثوار إلى السلطة فيؤخَذون بها ويتناسون الثورة!

هل لبنان عصيٌّ على التغيير؟

حين يصف اللواء ابراهيم الوضع السياسي بـ "المقرف" فهذا أقل ما يقوله المواطن العادي .

إحدى المشاكل الكبيرة في لبنان أن هناك مَن يملكون "داتا " الأزمات، وهي تُرفَع على شكل تقارير إلى السلطات المختصة من رؤساء ووزراء، ولكن ماذا يفعل هؤلاء بالتقارير؟ هل الحل بحفظِها في الأَدراج أو استخدامها في وجه الخصوم.

المعالجات المطروحة حتى اليوم قاصرة عن التوصل إلى حلول، الجميع تقريبًا ينجحون في التشخيص لكنهم عاجزون عن إيجاد الحلول، وهذا يعني في السياسة: الدخول في الغيبوبة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة