دول تعمّق علاقاتها بإيران وتسعى لامتلاك "إف - 35" و"رافال"... لماذا؟! | أخبار اليوم

دول تعمّق علاقاتها بإيران وتسعى لامتلاك "إف - 35" و"رافال"... لماذا؟!

انطون الفتى | الإثنين 18 يوليو 2022

شحيتلي: كثير من صفقات الأسلحة أُبرِمَت في الماضي من دون الحاجة إليها تماماً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في الوقت الذي تسعى فيه بعض دول المنطقة الى تعميق سياسات "تصفير" المشاكل، وزيادة علاقاتها الاقتصادية والتجارية والديبلوماسية مع إيران، لا بدّ من السؤال في مثل تلك الحالة، عن حاجة مثل تلك الدول الى صفقات شراء طائرات "إف - 35" الأميركية، و"رافال" الفرنسيّة مثلاً، وغيرها من أنواع السلاح.

 

"حبّة مسك"

فالأسلحة ليست "أقفاصاً" من الخضار أو الفاكهة، ولا هي ألبسة أو عطورات... يُمكن التعامُل معها على طريقة "الحلويني"، أو "حبّة مسك"... خصوصاً تلك (الأسلحة) الاستراتيجيّة منها، كبعض أنواع الصواريخ والمقاتلات. وبالتوازي مع ضرورة التّدقيق الدائم بالحاجة أو عَدَم الحاجة إليها، قبل إبرام أي صفقة بشأنها، فإنه لا بدّ من النّظر الى الوزن الجيوسياسي للدّول الرّاغبة بامتلاكها، ليس على صعيد المال والأعمال والاقتصاد فقط، بل على المستويات السياسية والعسكرية، ذات الأبعاد و"التوظيفات" الدولية أيضاً.

 

لماذا؟

وانطلاقاً من هنا نسأل، لماذا تحتاج بعض دول منطقتنا الى "إف - 35"، أو الى "رافال"؟ وهل يكفي امتلاك ثمنها، وثمن صيانتها، والتدريبات عليها، لإبرام صفقات تتعلّق بها؟

وما هي حاجة الدول التي تعمل على تعميق علاقاتها بإيران، الى مثل تلك الأسلحة، في وقت أن إدخال الـ "إف - 35" مثلاً، الى منطقة جغرافيّة مُجاوِرَة للدولة الإيرانية، يمكنه أن يتسبّب بزيادة التوتّرات، وبإرسال إشارات سلبيّة أكبر؟

كما أن لماذا الإصرار على اقتناء مثل هذا النّوع من الأسلحة الاستراتيجيّة، رغم الشّروط الأميركية السياسية والتكنولوجيّة  المتعلّقة ببَيْعها؟

 

مواجهة

رأى اللّواء الرّكن المتقاعد عبد الرّحمن شحيتلي ضرورة الانتباه في هذا الإطار، الى "ما إذا كان صحيحاً بالفعل، أو لا، كلّ ما يُصرَّح به في العَلَن، حول رغبة بعض الجهات بالابتعاد عن التوتّرات والحروب، أو إذا ما كان هذا الكلام محاولة لتهدئة الأوضاع الآن، بموازاة التجهيز لمواجهة ستندلع في وقت لاحق".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "احتمال أن لا يكون لدى أي طرف رغبة باندلاع مواجهة حالياً، لأن لا مجال للاستعداد لها الآن، ولا لخوضها، بسبب الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، وبانتظار انتهاء تلك الحرب. بالإضافة الى احتمال آخر، وهو أن تكون مثل تلك الصّفقات لأسباب تجارية فقط، ولحصول الدول التي تبيع هذا النّوع من الأسلحة على مزيد من الأموال، لا سيّما عندما تكون الدول التي تشتريها غير مُخيَّرَة بالكامل على صعيد استعمال أموالها. وهنا نذكّر بأن كثيراً من صفقات الأسلحة، أُبرِمَت في الماضي، رغم عَدَم حاجة الدّول التي اشترتها، الى مثل تلك الأنواع (من الأسلحة)، تماماً".

 

نوايا

وعن القِمَم التي انعقدت في جدّة قبل يومَيْن، بين قادة دول الخليج من جهة، والرئيس الأميركي جو بايدن، من جهة أخرى، أشار شحيتلي الى أن "العبرة تبقى بالتنفيذ، من قِبَل الطرفَيْن. فهل ان النوايا صافية فعلاً تجاه بعضهما البعض، أم ان إظهار النجاح هو مجرّد بروباغندا، وليس أكثر من ذلك؟ لا بدّ من الانتظار قبل أن تتوضّح الصورة الحقيقية".

وفي ما يتعلّق بالوضع اللبناني، بعد تلك القِمَم، اعتبر أن "لبنان قد يبقى على ما هو عليه الآن، الى حين اندلاع  المواجهة إذا وقعت، أو الى حين الاتّفاق، إذا حصل".

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت القِمَم التي ستُعقَد في إيران غداً، على المستوى الروسي - الإيراني - التركي، قادرة على إرساء حركة مُوازِيَة لتلك التي فعلها بايدن في المنطقة، قبل أيام، ختم شحيتلي:"من المرجّح أن يتركّز النّقاش في طهران على الأوضاع في شمال سوريا، وفي شمال العراق، أكثر من أي شيء آخر له علاقة بالمنطقة عموماً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار