الأميركيّون نجحوا في انتزاع السعودية من قلب "هواوي" الصينيّة فماذا عن لبنان؟؟؟ | أخبار اليوم

الأميركيّون نجحوا في انتزاع السعودية من قلب "هواوي" الصينيّة فماذا عن لبنان؟؟؟

انطون الفتى | الإثنين 18 يوليو 2022

مصدر 1: لن نجد أي اهتمام عربي بلبنان في وقت قريب

مصدر 2: نجحوا بالاتّفاق في مجال تقنيات "الجيل الخامس" و"السادس"

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أقفلت قِمَم جدّة على الكثير من الكلام، والكلام المُضاد، بين ما يقول إن الرئيس الأميركي جو بايدن فشل في زيارته السعودية، وبين ما يتحدّث عن العكس. ولكن مشكلة أساسية برزت على هامشها، وهي فقدان أي مشروع عربي واضح، للمنطقة العربية.

فالحديث مثلاً، عن حلول سياسية "واقعيّة" للأزمة في سوريا، هو "حمّال أوجُه"، بين من يقول إنه مناداة بحلّ سياسي بعيداً من (الرئيس السوري) بشار الأسد، وبين من يؤكّد أنه اعتراف عربي - خليجي بواقعيّة الإبقاء عليه (الأسد)، بهدف إرضاء الروس.

 

لبنان

أما في ما يتعلّق بلبنان، يبدو "الطلاق العربي" مع بيروت واضحاً. فرغم التشديد على بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، إلا أن الحديث عن أن لا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، يُعيد الأمور الى نقطة البداية، وهي: من يسيطر على الحكومات في لبنان؟ هل هي الدولة اللبنانية بالفعل؟ وماذا عن تأثير مشيئة الفريق اللبناني التابع لإيران، داخل تلك الحكومات، على مستقبل موافقتها (الحكومات اللبنانية) على الأسلحة، وعلى قراراتها بشأن استعمالها؟

 

مسؤولية

في أي حال، يرى مراقبون أن قِمَم جدّة، ورغم أهميّتها، فشِلَت في الإجابة على عدد من الأسئلة، من بينها، من سيكون مسؤولاً عن ترجمة مطالبة إيران بوقف تدخّلاتها في المنطقة العربية، على أرض الواقع؟

وهنا نتذكّر مجموعة من الأخطاء العربية القديمة. فعلى سبيل المثال، من كان مسؤولاً عن ضعف الحكومات المحليّة، والدول، في كلّ من لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن؟ هل هي إيران وحدها؟ أو هل هي الولايات المتحدة الأميركية؟ وماذا عن الأخطاء العربيّة المتراكِمَة في تلك الدول، بما وفّر هوامش واسعة لإيران، من أجل العمل فيها؟

 

"خطّ رجعة"

فعلى سبيل المثال، شكّل الصّمت العربي عن الاحتلال السوري للبنان، الذي هو احتلال عربي لدولة عربيّة، والتمويل العربي لهذا الاحتلال في أكثر من مناسبة، ومن دون الاحتفاظ بـ "خطّ رجعة" حقيقية، (شكّل) قاعدة تأسيسية لضعف الدولة اللبنانية، ولسقوطها في يد الخيارات السورية - الإيرانيّة، من دون حساب.

ومن هذا المُنطَلَق. وقبل أن نسأل ماذا فعلت الولايات المتحدة الأميركية للبنان، أو لسوريا، أو للعراق... يحقّ لنا أن نعرف ما هي السياسة العربية الملموسة تجاه تلك الدول، بما هو أبْعَد من دعوتها الى الالتزام بعروبتها الآن، مثل من يدعوها الى مائدة طعام، بعدما فقدت أسنانها؟

 

خارج منظومتها

شدّد مصدر سياسي على أن "الدول العربية تعتبر أنه طالما بقيَ لبنان خارج منظومتها، فهي لن تهتمّ به".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بمعزل عن الشخصيّة التي قد تُكلَّف بتشكيل حكومة لبنانية، يعتبر العرب أن القرار ليس بيَد تلك الشخصيّة، ولن يكون. وهو ما ينسحب على النّظرة العربية الى الرؤساء كافّة، في البلد".

وختم:"من هذا المُنطَلَق، لن نجد أي اهتمام عربي بلبنان، في وقت قريب".

 

كَسْر الجليد

وتعليقاً على نتائج قِمَم جدّة، على المستوى العام، شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "بعض أهمّ أهدافها تحقّق".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "زيارة الرئيس الأميركي الخليج، كسرت الجليد بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وثبّتت الأخير ملكاً على السعودية مستقبلاً".

 

الحرب

وأوضح المصدر أن "تخفيض أسعار النفط، مع مرور الوقت، هو الهدف الأصلي من نشاط بايدن، أكثر من زيادة الإنتاج. هذا فضلاً عن أن قمّة جدّة شكّلت مناسبة لترميم الثّقة التي اهتزّت بين الولايات المتحدة الأميركية، والدول الإسلامية السنيّة، منذ أحداث 11 أيلول 2001. بالإضافة الى أن الأميركيّين نجحوا في انتزاع السعودية من قلب شركة "هواوي" الصينيّة، أي من قلب الصين، وذلك من خلال الاتّفاق الأميركي مع الرياض في مجال تقنيات "الجيل الخامس" و"الجيل السادس"، كما (نجحوا) في فتح نقاشات حول الاستثمارات، والنّفط والغاز. أما الباقي، فيتعلّق بمسار طويل، يحتاج الى الكثير من الوقت. وبالنّظر الى كل ما سبق، يظهر لنا أن بايدن نجح في السعودية، ونتائج زيارته أتَتْ مُتناسِبَة مع الواقع".

وختم:"واشنطن عادت الى الشرق الأوسط الذي كانت تركته سابقاً، بسبب الظّروف الجديدة التي أنتجتها الحرب الروسية على أوكرانيا. وهذا لا يرتبط لا بانتخابات "نصفيّة"، ولا بنتائجها بعد أشهر. فالجميع يُدرك أن الحزب "الديموقراطي" سيخسر "نصفيّة" 2022، وذلك منذ ما قبل زيادة التضخُّم، وظهور النتائج الاقتصادية الكارثيّة للغزو الروسي. وخسارة فريق بايدن "النّصفيّة" لن يؤثّر على الاستراتيجيا الأميركية في حرب أوكرانيا، لأن واشنطن لا تخوضها ببايدن، بل ان الدّولة الأميركية بمستوياتها كافّة، هي التي تتقاتل مع روسيا هناك، وليس إدارة أو شخصيّة أميركية بحدّ ذاتها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار