وأخيراً... وصلنا الى "الأشهر الأخيرة" فهل نقول إن الانهيار لم يبدأ بَعْد؟! | أخبار اليوم

وأخيراً... وصلنا الى "الأشهر الأخيرة" فهل نقول إن الانهيار لم يبدأ بَعْد؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 19 يوليو 2022

مصدر: الجيش هو المؤسّسة الوحيدة التي لا تزال تؤكد أن لبنان دولة موجودة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكون أجمل ما في صيف 2022، هو أننا نتخلّص من الأشهر الأخيرة لحقبة سياسية بائسة، ويائسة، خرّبت حياة أفقر وأضعف فئات الشعب اللبناني، ونقلت البلد من حالة فوضوية كان فيها أصلاً، الى أخرى أسوأ منها.

فنهاية حقبة "الـ 1500 ليرة"، كانت مُنتَظَرَة وضرورية، في طريق الانتقال الى الدولة العصرية، والاقتصاد المُنتج. ولكن من أسوأ ما حصل في بلادنا، هو أن حقبة الانتقال الاقتصادي تلك، لم تواكبها الإدارة السياسية الصالحة، والقادرة على تسهيل نقلنا من حالة الى أخرى، بالانتظام اللّازم، وبحالة اليقين الصحيحة، والضرورية.

 

خجل

فسلطة تلك الحقبة السياسية، التي تقترب من شوطها الأخير حالياً، بالَغَت في سوء تقدير حدود الخطوط الحمراء لعَدَم رغبة دول "العالم الحرّ" بانهيار لبنان، ورأت (سلطة تلك الحقبة) نفسها قوية جدّاً، وقادرة على تهديد الغرب بورقة اللّجوء السوري، وبورقة "المعادلات المُتوالدة" لحليفها "الصاروخي"، و"المسيّراتيّ"، وبالسوق المشرقية... الى أن عاد لبنان وشعبه الى عصور ما قبل الحضارة، بكلّ ما للكلمة من معنى، مع وصوله (الشعب اللبناني) الى درجة الاختيار بين الموت جوعاً، أو عطشاً، أو بسبب انهيار الخدمات الطبية والاستشفائية... والى حالة التنقُّل من الاستماع الى هذا المسؤول أو ذاك، "يبشّر" ومن دون أدنى خجل، بمزيد من الانهيارات.

 

أفضل؟

أجمل ما في صيف 2022، هو أننا في الأشهر الأخيرة من تلك الحقبة السياسية "الفاشِلَة"، و"خرّابة البيوت" بـ "تدجيلها" السياسي، والاقتصادي، والمالي، وبتحالفاتها المشرقيّة "الدجّالة". ولكنّنا نتنعّم بصيف "خريفي" تقريباً، لكوننا لسنا متأكّدين أبداً، ممّا إذا كان الآتي بعد تشرين الأول القادم، سياسياً واقتصادياً ومالياً، سيحمل لنا أفضل ممّا نحن فيه الآن، أو لا.

 

لسنوات إضافيّة؟

أكد مصدر سياسي أن "كل ما يُطرَح من أسماء للانتخابات الرئاسية في الوقت الرّاهن، لا يؤكد أن الشخصيات القادرة على أن تصل الى كرسي بعبدا، بدأت تتبلور بالفعل، بل ربما ان العكس هو الصحيح".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض الأسماء تُطرَح حالياً لحرقها، أكثر من أي شيء آخر. كما تمارس بعض الأطراف الداخلية، لعبة "المناورات الرئاسية" في وجه خصومها. ولكن تلك المناورات قادرة على أن تكون خطيرة، خصوصاً إذا أوصلتنا الى مرحلة الاضطّرار لاستنساخ ما حصل سابقاً، مع تسهيل انتخاب رئيس يمدّد الانهيار الذي نحن فيه، لسنوات إضافية".

 

الجيش

ودعا المصدر الى "الابتعاد عن المناورات، والى طرح مرشّح جدّي للرئاسة، يحظى بموافقة غالبية الأطراف، ويكون قادراً على أن يحمل في جعبته حقبة جديدة بالفعل".

وطالب بـ "تحييد المؤسّسة العسكرية عن الكلام السياسي، لأن إدخالها في المعركة الرئاسيّة سيتطلّب انتخاب قائد جديد للجيش، في مرحلة سياسية غير قادرة تماماً على التعامُل مع هذا الملف بالطريقة الصحيحة، وفيما القرار اللبناني الحقيقي ليس موجوداً في لبنان، وذلك أكثر ممّا كان عليه الحال خلال السنوات السابقة. بينما أكثر ما نحتاجه في الوقت الراهن، هو زيادة المساعدات للجيش اللبناني، بما يقوّيه، ويساعده في التركيز على عمله لبَسْط سلطة الدولة على أراضيها كافّة، ولتمكينها من الإمساك بملفّاتها الاستراتيجيّة والحيويّة، هي (الدولة اللبنانية) وحدها، وحصراً".

وختم:"إدخال الجيش في التجاذبات الرئاسية، وفي التقلّبات الإقليمية والدولية الحالية، سيأخذنا الى مرحلة من الانتظار الداخلي، في توقيت عالمي حَرِج، أكثر ما نحتاج إليه خلاله هو أن نُظهِر للعالم أن الجيش اللبناني، هو المؤسّسة اللبنانية الوحيدة التي لا تزال تؤكد أن لبنان دولة قائمة وموجودة، رغم انهيار كلّ ما في البلد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار