تدوير زوايا حول حقائب واسماء يؤخر لقاء عون وميقاتي
الوقت يمر بسرعة والتأخير يعني بقاء حكومة تصريف الاعمال
داود رمال- "أخبار اليوم"
"كل رئيس ينتظر الاخر ليتصل به ويتحدد موعد اللقاء الثالث"، هذه هي حال ملف تشكيل الحكومة، بعدما توقف اسلوب التخاطب عبر البيانات والمصادر، وصدور بيان عن مكتب الاعلام لرئاسة الجمهورية حسم الجدل الذي كان قائما ولاقاه بيان مماثل عن رئاسة الحكومة أشّر الى ايجابية قريبة متوقعة.
هذه الايجابية "ولو عبر البيانات الزاجلة" بين بعبدا والسراي، تفترض ان تكون المناخات صارت افضل تمهيدا للقاء المرتقب يترجمها، بعدما قدم ميقاتي تشكيلته الى عون والاخير وضع ملاحظات ومعايير، حيث قيل بأن الرئيس المكلف أبدى استعدادا لتغيير أسماء وحقائب، ولكن يبدو ان هذا الامر لم ينضج بعد، وربما تأخر عقد اللقاء الثالث بين عون وميقاتي عنوانه من يتصل قبلا انما مضمونه انضاج تسوية حول بعض الاسماء والحقائب.
لكن الخطورة تكمن، حسب مصادر رفيعة، "في ان الوقت يمر بسرعة ولا يملك احد ترف الوقت في عملية تأليف الحكومة، والدخول في الاستحقاق الرئاسي صار داهما جدا، ومع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يتحول مجلس النواب الى هيئة ناخبة يصعب في خلالها مناقشة بيان وزاري لحكومة ومنحها الثقة اذ لا اولوية تتقدم على اولوية انتخاب رئيس جمهورية".
فما هي السيناريوهات المحتملة؟، تقول المصادر "احتمال بقاء حكومة تصريف الاعمال الحالية هو الارجح، واذا انتخب رئيس جديد للجمهورية حينها تتم الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس حكومة تشكيل حكومة العهد الاولى، واذا لم ينتخب رئيس تدير الحكومة الحالية شؤون البلاد بعدما تنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية، وهذا الاحتمال لا اشكالية دستورية فيه وبامكان الحكومة ان تمارس مهامها وتجتمع وتتخذ القرارات الاساسية والملحة الى ان يُقضى امرا رئاسيا كان مفعولا وموحى به من خارج".
هل اللقاء الثالث سيعقد؟ ترى المصادر "ان علاقة الود والاحترام والتعاون السائدة بين عون وميقاتي تفترض ان لا يتأخر عقد هذا اللقاء، وفي حالات مماثلة سابقة دائما كان الرئيس عون يأخذ الامور بصدره ويبادر الى الاتصال ودعوة الرئيس المكلف للحضور للتشاور، وهذا الامر حصل اكثر من مرة خصوصا ابان فترات تكليف الرئيس سعد الحريري، وحتى في العلاقة بين الرئيسين عون وبري، وبالتالي يتوقع ان يحصل اللقاء في اي وقت ولكن يبدو موعده مرتبط بتدوير زوايا حول بعض الحقائب والاسماء وحينها يصبح اللقاء مفروغا منه".