قاطيشا لـ"أخبار اليوم": هذه الانتهاكات لم تحصل في تاريخ لبنان
كاسندرا حمادة – "أخبار اليوم"
تحرّكات قضائية لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان حصلت بالتزامن خلال يومين، من توقيف راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج البارحة الى اقتحام مصرف الدولة من الدولة نفسها.
هذه التحركات التي تأتي على مشارف نهاية عهد الرئيس ميشال عون، لم تمر مرور الكرام على اللبنايين كونها تشمل أحداثا مفصلية مهمة تعكس وجه القضاء الحقيقي.
"مسيس" قد تكون كلمة مبسّطة عن القضاء اللبناني، انما الأكبر من ذلك هو قضاء متناقض متصارع حتى مع نفسه. فمنذ الـعام 2011 ويمر من الناقورة المطران من فلسطين المحتلّة الى لبنان عبر ناقورة، ولكن لم يحصل اي تحرك الا أمس.
وتأتي هذه التطورات ايضا بالتزامن مع استماع المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري الى رئيس دائرة المناقصات جان العلية على خلفية الاخبار المقدم في حقه من مجلس شورى الدولة.
وكان ختامها مسك ظهرا مع اقتحام عناصر من أمن الدولة برفقة مدعي عام جبل القاضية غادة عون مصرف لبنان بحثا عن الحاكم رياض سلامة.
وكأن البلد أصبح خشبة لاقامة المسرحيات، في حين ان المجتمع الدولي يواري أنظاره عنها حتى نهاية العهد!
ويؤكّد النائب السابق وهبة قطيشا ان هذه "التحركات القضائية تعكس افلاس الدولة أو ما تبقى من الدولة، وبدأت تتوضّح المساحة الميليشياوية التي تحيط بها وتتسع منذ 6 سنوات الى اليوم".
ويضيف أن ما يحصل هو تخبّط اركان هذا الفريق ببعضهم البعض، حيث باعتقاد الجهة المسيطرة على الدولة انها قادرة على استكمال فرض تسلّطها حتى ما بعد العهد، الأمر الذي بات يدركه اللبنانيون تماما، فلا جدوى من تحرّكاتهم.
ويختصر تعليقه على عن اقتحام المركزي، بالقول "معقولة الدولة تهاجم حالها؟"..
أما في ما يتعلّق بتوقيف المطران حاج، فيعتبر قاطيشا أنها رسالة موجّهة ضد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الثابت على مواقفه الوطنية.ويشير الى أن هذه الانتهاكات لم تحصل في تاريخ لبنان حتى في خلال الحروب الأهلية، ولكن يبدو ان العهد فقد حتى احترامه لحرمة الكنيسة. وهذا يعني أن الدولة تحللت كليا، مؤكدا أن هذا العهد يحاول عبثا فرض وجوده.
ويختم أن الأمل هو بما بعد انتهاء العهد، حتي تستطيع الدولة أن تلملم نفسها، وبالتالي تضع حدًّا لكل ممارسة حزب الله الميليشياوية ان كان على صعيد القضاء أو على مستوى الوطن كافة.