لو عاش يوسف مخلوف مثلهم لما كان أصبح مار شربل ... و"فهمكون كفاية "! | أخبار اليوم

لو عاش يوسف مخلوف مثلهم لما كان أصبح مار شربل ... و"فهمكون كفاية "!

انطون الفتى | الأربعاء 20 يوليو 2022

لو عاش يوسف مخلوف مثلهم لما كان أصبح مار شربل ... و"فهمكون كفاية "! ...

نموذج كامل ‏لأشرف وأطهر اللّحى ولحقوق الإنسان

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


بئس زمن، تحوّل فيه الحديث عن حقوق الإنسان إلى سلعة محصورة بالجنس. وبئس زمن، يُعتبر فيه "الانفجار الجنسي" عنصراً من عناصر التّعبير عن "العالم الحرّ". وبئس زمن يتحوّل فيه المجرمون ‏في الحرب الروسية على اوكرانيا، ومَن لفَّ لفيفهم من أصدقاء وحلفاء لهم حول العالم، إلى مدافعين عن العفّة، والشّرف، والقِيَم.


أكثر الزُّناة
فالمعلوم أن المتحدّثين عن الجنس و"تلميحاته" بكثرة، وأن مُخبري النّكات المرتبطة به، هم من أكثر الزُّناة على وجه الأرض، حتى ولو استعرضوا "إنجازاتهم" بالإحجام عنه.
كما أنّ العدد الساحق من المحاضرين بالشّرف، والعفّة، والقِيَم، ‏بعدائيّة وعنف، هم من أكثر الزُّناة في الوجود. وخوض الحروب بحجّة منع الانفلات الجنسي (كما هو حال الروس في أوكرانيا)، أو إلقاء الناس في السجون، أو إعدامهم، بحجّة الدّفاع عن القِيَم في المجتمع (كما هو الحال في معظم بلدان منطقتنا) يُخفي "فَجَعاً" على الجنس، و"شبَقاً شديداً"، مستتراً خلف تلك الممارسات.


طهارة
ونذّكر هنا بأن الزّنى قد يكون بالنّفس، والنّوايا، والإرادة، وعلى مستوى اللاوعي (inconscient )...لدى بعض شرائح الناس، وبشكل أقوى بكثير ممّا هو في أجسادهم على مستوى الممارسة، ومهما كانت أعمارهم. ولكن هؤلاء ليسوا أطهاراً، حتى ولو أحجموا عن الممارسات الجنسيّة بالجسد، لأن الطهارة هي أبعد ما يكون عن الزّنى المكبوت، وعن ذاك المُستبدَل ب "التهيُّج" الحربي، وعبر الصواريخ المنفجرة بنيران شديدة، وأشلاء القتلى...
وتبعاً لما سبق، فإن النظر إلى قضايا حقوق الإنسان من باب الجنس، ورفضها لتلك الأسباب، يفضح بعض الدول والأنظمة والحكام (ومعظمهم في منطقتنا، وشرقنا)، ويدلّ على أنهم أكثر "الملتهبين" جنسياً، هم، و مكوّنات ‏أنظمتهم، وجيوشهم، ومجتمعاتهم، وشعوبهم ...


بالقانون
فما دخل الجنس بحقوق الإنسان على مستوى القانون، والعيش بكرامة، والتعليم، والرعاية الصحية، والغذاء، ومستوى الدّخل الجيّد، وحرية المُعتَقد...؟
وما هو هذا الإنسان الذي يطالب بتشريع (كما في الغرب) أو تحريم (كما في الشرق) ما يفعله، بالقانون؟ ف"مين فاحِص مين"، طالما أن ما يحصل في الخفايا والظّلمات، يحصل بقوانين وتشريعات أو من دونها، و(طالما) أن من يرفضها، يفعل ذلك بتشريعات وقوانين، أو من دونها.
ومن يخدع نفسه بأن الإجهاض، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والمثليّة الجنسية... غير موجودة في روسيا مثلاً، أو في إيران، أو في دول الخليج، أو في الصين؟...
ومن يخدع نفسه بأن رفض تلك الممارسات نفسها ليس موجوداً في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والغرب عموماً؟ ...


حياة
‏أوقِفوا الضّحك على الشعوب، وتبرير الحروب، والتلاعُب بالقيَم. فإذا أخذنا موضوع المثلية الجنسية مثلاً، فإننا سنجد أن العدد الساحق من البشر على الأرض، يتحدثون عن إحراق سدوم، كقصاص لأهلها، وكسبب لرفضها (المثليّة)، وهذا صحيح.
ولكن حقّاً أساسياً من حقوق الإنسان، أن يعرف الإنسان، أن الرب لم يُحرق سدوم لأنه ظالم، ولا لأنه تلذّذ ب"حفلة شواء". فالله لا يخلق أحداً ليعذّبه، ولا ليهلكه، كما أنه لا يخلق أحداً ليكون "مثليّ الجنس".
‏فالله هو حياة بجوهره، فكيف يضع طاقة غير قابلة لإعطاء حياة، أي لاستعمالها في "إنتاج حياة"، في أي خليقة له على وجه هذه الأرض، سواء في الإنسان، أو الحيوان ، أو النبات؟
وبالتالي، من حقّ الانسان أن يعرف، أن "المثليّة الجنسية" هي شذوذ، وأنها ليست أمراً طبيعيّاً، وأنه يتوجب على مَن تعرّض لظروف، أو ولِدَ بحالة جسدية معيّنة، تعود لأسباب معيّنة، جعلت طاقة الحياة الموجودة فيه "معكوسة الاستعمال"، الإسراع لطلب المساعدة، لأن الشِّفاء موجود، وليس وهماً، ومهما كان طريقه صعباً وطويلاً.

تكاذب
ومن حقوق الانسان أن يعرف الإنسان، أن الله، وقبل أن يُحرق سدوم، نزل إليها بملاكَيْن (بحالة جسدية، يعبِّر عنهما "الكتاب المقدس" برجُلَيْن)، ليتحقّق ممّا فيها، أي ليحمل الشفاء إليها. ومن حقّ الإنسان أن يعرف أن الملاكَيْن كادا أن " يُغتصبا" فيها، قبل أن يتدخل أحد أنسباء ابراهيم النبي، وهو لوط. وبعدما تعذّر أي شفاء إلهي فيها، أمطر الرب كبريتاً وناراً من السماوات على سدوم وعمورة.
ومن حقوق الإنسان، أن يعرف الإنسان، أن لوطاً نجا مع ابنتَيه وزوجته، ولكن الأخيرة استخفّت بالملاكَيْن، فخرقت توصيتهما، ونظرت الى الوراء، فتحوّلت الى نصب ملح. وهنا، من حق الإنسان أن يعلم أن زوجة لوط، وهي أمّ وامرأة متزوّجة، نظرت الى الوراء، وهو ما يعني أن قلبها كان حيث الشذوذ "المُنتهي". وبالتالي، كم من شذوذ وشذوذ، في حالة من التكاذُب الاجتماعي الخارجي؟

حقوق الإنسان
فماذا عن الأنظمة ‏والدول التي تقول إنها تحمي نفسها من الفسق، والزنى، والمثلية الجنسية... برفضها الحديث عن حقوق الإنسان، لننظر إليها فنجد مختلف تشريعات زواجات المُجون، والدّعارة، تحت ستار "الحلال"؟
‏فحقّ من حقوق الإنسان أن يعرف، أن "قصقوصة الزواجات" المرحلية، التي تحلّل "الفلتان الجنسي" أثناء السفر، أو السياحة... هي تشريع لشذوذ، غير قابل "لإنتاج حياة"، بل لإشباع لذّة فقط. ومن حق الإنسان أن يعرف، أن تحويل الزواجات إلى ماكينة إنجاب، هو زنى.
‏ومن حقوق الإنسان، أن يعرف الإنسان، أن الانتقال من زوجة إلى أخرى، بحثاً عن مزيد من الولادات، وعن أجيال وفروع جديدة منها (على مستوى الأفراد، أو بعض حكام الدول)، هو أشبه بتغطية لدعارة في "حرملك"، مغطّاة بتسميه زواج. ومن حق الإنسان أن يعرف، أن الزواجات المبكرة قد تكون نوعاً من زنى، لأن من لا يعلم كيفية التعاطي مع طاقة الحياة الكامنة فيه في سن المراهقة، لن يفعل ذلك عندما يصبح في العقد الثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والتاسع... من العمر.

‏مار شربل
‏ومن حقوق الإنسان، أن يعرف الإنسان، أن تدمير روسيا لأوكرانيا لا يمنع، كما لا يسمح، بدخول "المثلية الجنسية" إلى موسكو، أو إلى الشرق عموماً، وذلك لأن تلك "المثلية"، و"الشذوذات الجنسية" المختلفة، موجودة ومنتشرة في روسيا، وفي أكثر الدول الصديقة والحليفة لها، وداخل جدران قصور وبيوت الحكام، والملوك، والمرشدين فيها.
فحروب هؤلاء المتوالدة تفضح ما في أجسادهم. وما يهدّدون به على ألسنتهم، يفضح ما في أجسادهم. فكما أنه لا يمكن إطفاء حريق بمحروقات، فإنه لا يمكن "لطاهر من الجنس" أن يشنّ حرباً، ولا أن يهدّد بها، ولا أن يتلذذ بأسلحة، أو بتدمير ، وإزالة، وإبادة... كما لا يمكن "لطاهر من الجنس" أن يرفض مناقشة جرائمه، وكل ما يرتبط بحقوق الإنسان، بحجة اختلاف القِيَم، والمعايير، والخوف من النتائج العكسية.
‏فشتّان ما بين الطهارة، وما هو موجود في منطقتنا، وشرقنا. ولمن أراد أن يعرف النموذج الكامل لأشرف وأطهر اللِّحَى والناس، فما عليه إلا النظر إلى مار شربل مثلاً، حيث الرجل الكامل، بطاقاته الكاملة، وتساميه الكامل.
‏فلو عاش يوسف مخلوف، مثل أي رجل، أو صاحب لحية، من النماذج التي نراها يومياً أو بتواتر على شاشاتنا، والتي تتحدّث عن بلداننا، لما كان أصبح مار شربل، و"فهمكون كفاية"... والتي تتحدث عن بلداننا، لما كان أصبح مار شربل، و"فهمكون كفاية"...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار