الى ملكة جمال لبنان... ماذا ستخبرين عنه خلال Miss Universe وMiss World؟؟؟ | أخبار اليوم

الى ملكة جمال لبنان... ماذا ستخبرين عنه خلال Miss Universe وMiss World؟؟؟

انطون الفتى | الثلاثاء 26 يوليو 2022

لا شيء اسمه "عم نرفع إسم بلدنا بالعالي" في بلد لا كرامة للإنسان فيه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"غريب عجيب" أمر بعض من في بلادنا، الذين لا يريدون سوى الاستماع الى كلام "يُطرِب" الآذان، رغم علمهم بأنه يُقدّم واقعاً "مُركَّباً"، وغير صحيح.

فليست مبالغة، ولا هو تعبير عن يأس، إذا قُلنا إن الشعب الذي يمرّ بمثل ما نحن فيه، لا يجب أن يفرح، ولا أن يحتفل بشيء، هذا طبعاً إذا كان من "فصيلة" البشر. أما في الحالات الأخرى، فقد يبطل العَجَب عندها، ولا حاجة للتوغُّل في تلك النّقطة أكثر.

 

"صيفيّة"

مُثير للاهتمام كثيراً هذا العام، كيف غابت التقارير اللّيليّة عن انفجار مرفأ بيروت، على أبواب ذكراه السنوية الثانية، وذلك بعدما حضرت كثيراً على بعض شاشاتنا خلال العام الفائت، وفي الفترة الممتدّة بين 4 تموز و4 آب، 2021.

غاب هذا الجوّ في 2022، عن الشاشات نفسها التي حملت لواء الذكرى الأولى العام الفائت، وذلك لصالح "مورفين" السياحة، والرياضة، والمهرجانات، والجمال... و"الدّني صيفيّة وخلّوا الناس تفرح".

 

كوارث

"لأ يا حبّوبين". أنتم "مش فارقة عندكون" فرح الناس، ولا حزنهم، بل بعض "الاستثمارات الصيفيّة". ولكن أبرز ما نحذّر منه في هذا الإطار، هو أن مساعي "تفريح" الناس الآن، ستنقلب غمّاً بعد وقت غير طويل، أي عشيّة بَدْء "فَكْرَة" العودة الى المدارس، وتأمين الأقساط المدرسية، في آب القادم، والتي ستعود مقدّمات نشرات أخبار بعض شاشاتنا خلالها الى "النقّ"، و"اللّف والدّوران"، بين يأس الأقساط، وأحزان الخبز، والمياه، والمازوت، والمحروقات عموماً، والتدفئة... مع اقتراب فصل الخريف، بنوع أن كل الأفراح "المزوَّرَة" التي تُبَثّ حالياً، ستُصبح سبباً للإصابة بالسكري، وبارتفاع ضغط الدم، وربما بالجلطات، في أوان "الصَّحْصَحَة" من "غناء القصايد" السياحية، والرياضية، والجمالية... الصيفيّة، بدلاً من "حصايد" التركيز الإعلامي على أخطاء وخطايا الدولة الفاشِلَة، وملاحقتها حتى النّهاية، قبل حلول كوارث الشتاء.

 

"يا حرام"

فلا شيء اسمه "عم نرفع إسم بلدنا بالعالي"، لا رياضياً، ولا جمالياً، ولا سياحياً... في بلد لا دولة فيه، ولا عدالة اجتماعية فيه، ولا كرامة للإنسان فيه.

و"قلّة فرق" سواء فاز من فاز، أو خسر من خسر، بالرياضة، أو بمسابقات الجمال، أو...، أو...، أو... في بلد، أو لصالح بلد، يأكل "الفاجر" فيه "مال التاجر"، وقطاعه العام هو قطاع "تفقاية البزر"، و"طقّ الحَنَك"، مع الإصرار على إظهار "شمّامي الهوا وقطّافي الورد" فيه أنفسهم، على أنهم "حاملين البلد عا كتافون يا حرام"، وذلك بهدف المزيد من "التشبيح"، وبكلّ وقاحة، وبعجز رسمي تامّ عن استخدام القانون لوقف "مسخراتهم" التي تعرقل حياة الناس، في بلد مُتهالِك أصلاً.

 

فساد

ما نعيشه خلال صيفنا، على بعض شاشاتنا، ليس أكثر من "تخدير"، وفساد، تمارسه بعض تلك الشاشات لخداع الناس. ومن سخرية القدر أنها الشاشات نفسها التي تتحمّس بغبطة شديدة، في كل مرّة تشتمّ فيها رائحة فضيحة أو ارتكاب قام بهما أحد رجال الدّين، فيما تلمّع هي صورة فسادها "المورفيني" الذي تقدّمه للّبنانيّين يومياً خلال الصيف، بـ"رفع إسم لبنان بالعالي".

 

ماذا ستخبر؟

في أي حال، نسأل بعض المتحمّسين، عمّا يُمكن لأي ملكة جمال للبنان، في مرحلة ما بعد انهيار عام 2019، أن تُخبر به "العالم" و"الكون" عن لبنان، عندما تمثّله في مسابقتَي Miss Universe، وMiss World؟

فهل ستخبر "العالم" و"الكون" عن لبنان الـ "5 دقايق" بين البحر والجبل؟ أو عن لبنان التبولة، والكبّة، و"الكرامة والشعب العنيد"؟ أو عن لبنان دولة "مدّ الجسور" بين المناسبات، والاحتفالات... في الوقت الذي تنقل فيه وسائل الإعلام العالمية حقيقة "التعتير" الذي نحن فيه، أكثر بكثير من شاشاتنا "الغارِقَة" بعَسَل الجمال، والسياحة، والرياضة صيفاً؟

أو هل تخبر ملكة جمال لبنان "العالم" و"الكون"، بأن تكاليف تنظيم احتفال انتخابها "ما بتردّ حقّا" للبنان ولشعبه، طالما أن أي ملكة جمال للبنان، لم تحقّق ولا حتى نصف العناوين "الخرافيّة" التي رفعتها، خلال حفلة انتخابها، منذ أيام الـ "1500 ليرة"؟ أو هل تخبر "العالم" و"الكون"، بأنه لو كنّا في بلد تقوم فيه زوجات الرؤساء وكبار القوم في بلادنا، بأدوارهنّ على أكمل وجه، لما كانت تحتاج فيه أي ملكة جمال للبنان، الى رفع الكثير من العناوين "الخرافيّة"؟

 

مُضحِك

سيكون مُضحِكاً إذا أخفت ملكة جمال لبنان في مرحلة ما بعد انهيار 2019، عن "العالم" و"الكون"، خلال مشاركتها في Miss Universe وMiss World، حقائق التقاتُل اليومي بين اللبنانيين للحصول على رغيف خبز. ومن غير الأخلاقي إخبار شيء عن لبنان، أقلّ من كوارث الموت الصّامت لآلاف الناس يومياً، "وبلا ما حدا يحسّ"، بسبب انهيار القطاع الصيدلاني والاستشفائي في البلد.

وسيكون مُضحِكاً إذا أخفَت ملكة جمال لبنان عن "العالم" و"الكون"، حقيقة أن لبنان بات بلداً مُصدِّراً للأدمغة، وللمواهب، لأكثر من نصف البلدان المُشارِكَة في مسابقَتَي Miss Universe وMiss World.

كما سيكون مُثيراً للسخرية إذا أخفت ملكة جمال لبنان عن "العالم" و"الكون"، أنها لا تمثّل في هاتَيْن المسابقتَيْن إلا قسماً من اللبنانيين، لأن جزءاً آخر هو في البلد بالفعل، ولكن على طريقة "الجسم بالكنيسة والعقل بالهريسة"، نظراً الى أنه لا ينظر الى ذاته كلبناني أصلاً، بل كمكوّن من ضمن "حالة إقليمية" "شاطحا حالا" الى ما يفوق الحدود اللبنانية، بكثير.

فأوقفوا الضّحك على الناس، واستتروا. فهذا بلد الحِدَادْ، والسّواد، الى أن تشرق شمس العدل في ربوعه، والتي لن تشرق فيها، لشعب يفضّل العيش "في قبو المورفين"، والأفراح "المُرَكَّبَة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار