بالأرقام... الإفلاس "يأكل" سكان العاصمة فأي سجن سيُفتَح ولمن؟؟؟ | أخبار اليوم

بالأرقام... الإفلاس "يأكل" سكان العاصمة فأي سجن سيُفتَح ولمن؟؟؟

انطون الفتى | الخميس 28 يوليو 2022

حفر لنفسه حفرة كبيرة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

من الصّعب جداً أن لا تُترجَم المتغيرات الاقتصادية والمالية في أي بلد، في السياسة والأمن والعسكر.
فعلى سبيل المثال، أدى مشروع "حرب النجوم" الأميركي خلال الثمانينيات، ورغبة الاتحاد السوفياتي بالحفاظ على مستوى التطوّر الموازي للأميركيين، نفسه، الى إجبار السوفيات على زيادة إنفاقهم العسكري، رغم الفارق في حجم الاقتصادين الأميركي والسوفياتي. وهذا ما ساهم بزيادة التّعب الاقتصادي لديهم، وبتفكّك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

أسلحة


روسيا التي تُطلِق حممها على أوكرانيا منذ خمسة أشهر، باتت مُعاقَبَة اقتصادياً بشكل هائل، يهدّد بالإمعان في تراجع مرتبة اقتصادها في التصنيفات الدولية. هذا مع العلم أن اقتصادها ليس كبيراً، بالنّسبة الى وضعيتها ومكانتها الاستراتيجية الدولية.
وبموازاة ذلك، وبدلاً من أن يكافح الروس المتغيّرات الاقتصادية الهائلة التي تعصف بهم، بطرق منطقية وعلمية، من مستوى فتح قنوات تواصل مع الغرب، حول المكاسب الاقتصادية التي يمكن لروسيا أن تستعيدها، أو أن تكتسبها، في ما لو توقّفت الحرب الروسية على أوكرانيا، ها انهم (الروس) يصرّون على المكابرة، وعلى مواجهة العقوبات الغربية بإزعاج الاقتصادات والشعوب الأوروبية بورقة الغاز، وبالسعي الى الحفاظ على أسعار نفط مرتفعة عالمياً، بما يؤذي كل الاقتصادات الغربية (والعالمية أيضاً، وإن بنِسَب متفاوتة)، وباستخدام الطاقة، والغذاء... كأسلحة حرب.
كما أنهم (الروس) لا يُجيدون سوى الحديث عن عملات بديلة من الدولار الأميركي، وعن إخراجه التدريجي من التبادل التجاري العالمي، وكأنهم يقاتلون في عصور ما قبل الحضارة، أي عندما كانت الحروب تخاض، أو عندما كانت تُبرم الاتفاقيات، بالمقايضات، والتبادلات البدائية.


الفضاء


هذا فضلاً عن أن روسيا تعالج ما تمرّ به من حالة حرجة حالياً، بكثير من الأكاذيب التي تُسمعها لشعبها يومياً، حول تعاظم قوّتها بعد العقوبات الغربية.
فعلى سبيل المثال، لا يُفصح المسؤولون الروس لشعبهم عن الآثار السلبية بعيدة المدى لانسحاب الشركات الأجنبية من روسيا، والتي تمثّل نحو ٤٠ في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في بلادهم. كما لا يكشف الروس لشعبهم مثلاً، عن حجم الإنفاق الهائل الذي سيتوجّب عليهم أن يتحمّلوا تكاليفه، لتأمين "البديل الفضائي" الروسي الصالح، عندما تجهز وتنضج متطلبات الانسحاب الروسي من محطة الفضاء الدولية.

ماذا لو؟


فالحفاظ على استراتيجية المواقع، والدور، والحضور... على مستوى العالم، مُكلف جداً. وتتضاعف تكاليفه في أوان العقوبات، وعندما تكون البلدان المُعاقِبَة مركزاً لمختلف أنواع القوى العلمية، والتكنولوجية، والمالية، والاقتصادية. وهذا هو حال روسيا مع الغرب.
فأوروبا خائفة من انقطاع الغاز الروسي، وعلى مستقبل اقتصاداتها. والولايات المتحدة الأميركية ضجرت من المحاولات الروسية لإزعاج مكانة الدولار الأميركي، وهي انتقلت الى مرحلة وضع حدّ "للصبيانيات" الروسية. كما أن أوكرانيا من جهتها، تدفع ثمن "الأحلام السوفياتية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالحديد والنار، فيما لا شيء ينجح في إجبار هذا الأخير على وقف إراقة الدماء الأوكرانية.
ولكن ماذا لو تحوّل بوتين القيصري، أو القيصر بوتين، كما يحلو لبعض من في العالم العربي بتسميته، الى نقولا الثاني الجديد، الذي سقط بالثورة الروسية في عام ١٩١٧، وذلك بدلاً من أن يكون بطرس الأكبر الجديد؟

الزنزانة نفسها؟


فوزارة التطوير الاقتصادي في روسيا، أعلنت بنفسها، أن نسبة الذين أعلنوا إفلاسهم، وطلبوا تسييل أصولهم لسداد ديونهم المتراكمة، ارتفعت بنسبة ٣٧.٨ في المئة، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنةً بالمدة الزمنية نفسها من عام ٢٠٢١، وأن العدد الأكبر منهم من العاصمة موسكو، ومنطقة "موسكو أوبلاست". فيما قال أليكسي يوخنين، وهو مسؤول في الوزارة، إن عدد المواطنين المُفلسين وصل الى مستويات مرتفعة جداً.
هذه معطيات قد يصعب أن لا تجد ترجمة لها، في بنية النظام السياسي العامل في الكرملين حالياً، ولو في مدى متوسّط، أو أبعَد.
فهل نجح بوتين بأن يحفر لنفسه حفرة "القيصر"، في زمن التكنولوجيا، والحداثة؟ وهل تنتهي "قيصريته" في الزنزانة نفسها التي سُجِنَ فيها نقولا الثاني، بعد انتزاع العرش منه، قبل نحو ١٠٥ أعوام؟؟؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار