هل يُكمِل "الرئيس القوي" حروبه "الصّليبيّة" رغم تعتيمه على حقيقة وزير دفاعه وجامع أمواله؟؟؟ | أخبار اليوم

هل يُكمِل "الرئيس القوي" حروبه "الصّليبيّة" رغم تعتيمه على حقيقة وزير دفاعه وجامع أمواله؟؟؟

انطون الفتى | الجمعة 29 يوليو 2022

"التخبيصات" تتزايد تحت الضّغط

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يبدو أن الأهداف الروسيّة الموضوعة للحرب على أوكرانيا تتوغّل في التضارُب، تحت شدّة الضّغط الحربي الذي تشعر به موسكو.

ففي بداية الحرب، تحدّث الروس عن تحرير أوكرانيا من النازيين الجُدُد، لنعود ونستمع بعد فترة، عن حماية كييف من الفاشيّين الجُدُد، ومن ثم حماية أوكرانيا من القوميّين المتعصّبين، وصولاً الى القوميّين الإرهابيّين، واللائحة تطول...

 

اليهود

كما تحدّث الروس في شباط الفائت، عن هدف حماية الأرثوذكس في أوكرانيا، فيما الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية التي لم تنفصل عن بطريركية موسكو قبل سنوات، انفصلت عنها قبل نحو شهرَيْن، مُعلنة رفضها للحرب.

هذا بالإضافة الى بعض "اللّطشات" الروسيّة، حول أصول يهودية للزّعيم النازي أدولف هتلر، بهدف اللّعب على أعصاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

بطرس الأكبر

وبهدوئه المُصطَنَع، وضحكاته الهادئة، العائمة على براكين متفجّرة من الحَنَق، من جراء إخفاقات جيشه، مضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأشهر الخمسة الماضية، بتوجيه الرسائل العدائية الى الغربيّين، محذّراً إياهم من محاولة إذلال روسيا في أوكرانيا.

وتلك الرسائل كثيرة، ومتعدّدة الأوجُه، من بينها، الإيحاء بأنه "وريث" القيصر الروسي بطرس الأكبر، الذي قاتل فنلندا، وغزا قسماً من الأراضي السويدية، بالإضافة الى أجزاء من إستونيا، ولاتفيا...، مُعتبراً أنه (بطرس الأكبر) استعاد ما لروسيا، ولم يحتلّ ما ليس لها، وقائلاً:"يبدو أنه يتعيّن علينا أن نستعيد، وأن ندعّم"، في إشارة منه الى الهجوم الروسي على أوكرانيا.

 

"آجيا صوفيا"

ولكن بوتين المُولَع بـ "الاستعادة" و"التدعيم" في أوكرانيا، لم يخبر العالم، ولا الشعوب الأرثوذكسية، إذا ما كانت استراتيجيّة "نستعيد وندعّم" تشمل كاتدرائية "آجيا صوفيا" في تركيا مثلاً، وترميمها، وإعادة تكريسها بالميرون المقدّس من قِبَل البطريرك الروسي كيريل، مع إعادة إسم "القسطنطينية" الى مدينة اسطنبول.

هذا ما كنّا نحبّ أن نعرفه، من بوتين رئيس "روسيا المقدّسة"، وقائد الحروب "المقدّسة" (بالمفهوم الروسي).

 

بوذي

ولكن كيف نعرف ذلك، ووزير دفاع بوتين، أي سيرغي شويغو، ومهندس حربه على أوكرانيا، و"مُلهِم أفكاره" العسكرية، هو بوذي، يُقال للشعب الروسي إنه تعمّد في إحدى الكنائس الأرثوذكسية الروسية عندما كان في عامه الخامس، بينما توجد الكثير من الشكوك حول صحة الرواية الروسيّة تلك، المقدّمة للشعب الروسي حول وزير الدفاع، بحسب أكثر من مُطَّلِع على الشؤون الروسيّة. ورغم ذلك، يظهر شويغو وهو يرسم إشارة الصّليب المقدّس على وجهه، "بالثلاثة"، في بعض العروض العسكرية.

وكيف نعرف إذا ما كانت استراتيجيّة "نستعيد وندعّم" تشمل "آجيا صوفيا"، طالما أن شخصيّة مثل رمضان قديروف (الزّعيم الشيشاني) ترتكب منذ شباط الفائت أفظع الجرائم بحقّ الأوكرانيّين، على طريقة "يا غيرة الدّين"، وتحت العلم الروسي.

 

الصليبيّون

يبدو أن "التخبيصات" الروسيّة تتزايد، تحت الضّغط العسكري في أوكرانيا. فقد مَنَح بوتين قديروف وسام ألكسندر نيفسكي، نظراً الى "ما قدّمه من مساهمات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجمهورية الشيشان"، (بحسب المُعلَن روسيّاً).

ولكن المُهمّ في الموضوع، هو الوسام بحدّ ذاته، لا قديروف، الذي لا قيمة فعليّة له، لا في الكرملين، ولا في أي مكان آخر. فمَنْح وسام ألكسندر نيفسكي لمن يُقاتِل في أوكرانيا، ولمن يجمع الأموال لصالح تمويل حروب الرئيس الروسي، حتى وهو (قديروف) في الحجّ (تحت ستار جمع الأموال للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لجمهورية الشيشان)، قد يحوّل التوصيف الروسي للحرب على أوكرانيا الى "عمليّة عسكرية لتطهير أوكرانيا من الصّليبيّين". وهنا ينضمّ "الصّليبيون" الى النازيين، والفاشيّين، والإرهابيّين، والقوميّين... والى لائحة أعداء الروس التي تتوسّع وتطول، في أكبر عمليّة سفر عبر الزمن، لاختيار التوصيفات من تاريخ انتهى منذ عقود وقرون، مَضَت.

 

غير موفَّقَة

فألكسندر نيفسكي أصبح معروفاً في جميع الأراضي الروسية بعد انتصاره على السويديّين، الذين سمّاهم الروس بالصّليبيّين الغُزاة، في عام 1240. وهو نفسه الذي قاد الانتصار الروسي على "الصّليبيّين" من أخوية ليفون الألمانية، في عام 1242.

ولكن يبدو أن "ضربة" بوتين "الصليبيّة" أتت غير موفّقة تماماً هذه المرّة. فقد يكون فاته، أن الروس يوصّفون ألكسندر نيفسكي بـ "القدّيس"، ويتناقلون أنه شجّع جنوده قبل معركة نيفا (ضدّ السويديّين) بقوله إن "ليس الله في القوة بل في الحقيقة"، فيما يجعل بوتين كل شيء في أوكرانيا، بالقوّة العسكرية. كما مَنَح (بوتين) ما لنيفسكي "القدّيس"، الى قديروف، الذي يمارس القتل في أوكرانيا، تماماً كما لو كان جندياً من جنود "الخلافة"، بعد "إعلان الجهاد".

 

"عا الرّيحة"

وسام ألكسندر نيفسكي "القدّيس"، لقديروف "القاتل"، من بوتين قيصر "روسيا المقدّسة". فهل يُكمِل "الرئيس القوي" حروبه، ويطلب من قديروف مساعدته في "استعادة" و"تدعيم" كاتدرائية "آجيا صوفيا، ليكون (بوتين) عرّابه (قديروف)، خلال حفل معموديّته على يد البطريرك الروسي كيريل، في "آجيا صوفيا"؟

قد يكون السؤال افتراضياً جدّاً، أو سخيفاً بالنّسبة الى البعض. ولكن حتماً، ليس أسخف من بعض السّخيفين والمتخلّفين في هذا العالم (كما هو حال أكثرية ساحقة في منطقتنا) الذين يهلّلون لحروب "عا الرّيحة"، حتى ولو كانوا لا يجدون توصيفاً واحداً، وواضحاً، وشرعياً لها. "مش ضروري"، و"لشو التّعب"، إذ يكفي أن "القائد" يفكّر، وهذا يكفي.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار