لبنان ومنطقة حوض المتوسّط... هل من خطر وشيك ومتى؟؟؟ | أخبار اليوم

لبنان ومنطقة حوض المتوسّط... هل من خطر وشيك ومتى؟؟؟

انطون الفتى | الإثنين 01 أغسطس 2022

الأب خنيصر: نحذّر من أولئك الذين يُطلقون النظريات ويُخيفون الناس

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين من يؤكّد لنا أن درجة حرارة مياه البحر المتوسط، تقترب من معدّلات تهدّد بظواهر مناخية قاسية، ومن يتحدث عن أن منطقة حوض المتوسّط تتّجه الى التعرّض لمخاطر حدوث أعاصير.

وعلى وقع دقّ ناقوس الخطر، في كل ما له علاقة بالتنوّع البيولوجي، والنّظُم البيئية في منطقة المتوسط، بسبب مفاعيل الاحتباس الحراري، والتقلّبات في درجات الحرارة، نسأل عن مستقبل لبنان ومحيطه الجغرافي والمتوسّطي، انطلاقاً من كل تلك التحذيرات.

 

غرباً

فالقلق طبيعي جداً في مثل تلك الحالات، خصوصاً أننا في بلدان لا تهتمّ كثيراً بالملفات العلمية، والمناخية من بينها، في وقت تشكّل فيه مثل تلك القضايا، هامشاً خاصاً من النقاشات والأبحاث المستمرّة، والميزانيات، في دول أخرى، خصوصاً كلّما اتّجهنا غرباً.

 

تحذير

شدّد المتخصّص في الأحوال الجوّية وعلم المُناخ في بوسطن، الأب إيلي خنيصر، على أنه "ليس كل ما يصدر أو يُنشَر أو يُبَثّ، عن مستقبل المناخ، والتوقّعات المناخية والجوية، يكون صحيحاً. وهنا نحذّر من أولئك الذين يبتدعون صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُطلقون النظريات عبرها، ويُخيفون الناس".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "درجات حرارة مياه البحر المتوسط لا تزال ضمن معدلاتها الطبيعية الاعتيادية حتى الساعة، وهي لا تزال تتراوح، في المياه الإقليمية اللبنانية، ما بين ٢٨ و٢٩ درجة مئوية. أما في نواحي شمال أفريقيا، فهي تتراوح ما بين ٣٠ و٣١ درجة مئوية. وبالتالي، لسنا أمام حالة حَرِجَة في الوقت الرّاهن".

 

الضغط الجوّي

وأشار الأب خنيصر الى أن "الأمور لا تزال طبيعية، رغم التغيّر المناخي الحاصل عالمياً، والذي يؤثر على حركة الضغط الجوي".

وشرح:"الفحص الأول الذي يجريه الطبيب، لأي مريض يقصده، هو قياس نسبة ضغط الدم لديه. والأمر نفسه يمكن تطبيقه على قضايا المناخ. فتفاوُت وتضارُب الضغط الجوي بين منطقة وأخرى، يولّد حركة رياح تؤثر على حال الطقس، فيما الرياح تغيّر في حركة الرطوبة، وتنقل المنخفضات بين منطقة وأخرى. وإذا كانت (الرياح) في المحيطات، فإنها تأتي بمزيد من السُّحُب، وتُدخلها الى اليابسة، فتتسبّب بفيضانات، وبمتساقطات هائلة، وبخراب ودمار، في بعض الأحيان".

 

لبنان

وأكد الأب خنيصر أنه "صحيح أن مناطق أوروبا الوسطى، والدول الاسكندينافية شهدت بعض التيارات الحارّة، خلال السنوات الماضية، وأن حرارة منطقة جنوب أوروبا ارتفعت ببن درجتَيْن وثلاث درجات مئوية تقريباً، إلا أن لا ضرورة للخوف. فموقع أوروبا الجنوبية الجغرافي، القريب من الصحاري الكبرى في القارة الأفريقية، مثل الجزائر وليبيا، يجعلها عرضة للتيارات الجنوبية التي تصعد نحو البحر المتوسط".

وأضاف:"التغيُّر المناخي الذي يُحكى عنه صحيح، وهو يسبّب تلاعباً بالضغوط الجوية، بين مناطق الضغط الجوّي المرتفع، والمُنخفض، الناتج عن الفروقات الحرارية الشاذّة. والتصادم بين هذه الضغوط الجوية قد يسبّب الكوارث الطبيعية. أما في ما يتعلّق بلبنان، فرأينا خلال الشتاء الفائت 6 موجات قاسية يمكن تسميتها بـ "ثلجات كبرى"، مع درجات حرارة منخفضة جداً عن المعدلات الموسمية الشتوية الاعتيادية، والتي وصلت في البقاع مثلاً، الى حدود 9 أو 10 درجات تحت الصّفر".

 

أشدّ برودة

وأوضح الأب خنيصر:"هذا التغيُّر كانت تحدّثت عنه دراسات "ناسا"، التي أشارت الى أننا في بداية "ميني" عصر جليدي، هو عبارة عن نشاط قطبي سيؤثّر علينا خلال فصل الشتاء، وسيمدّد تياراته القطبية الى القارات الشمالية الثلاث، وهي أميركا الشمالية، وآسيا، وأوروبا، كما الى منطقة شمال أفريقيا، وحوض المتوسط، وسيتسبّب ببرودة قاسية في فصلَي الخريف والشتاء فيها، مع انخفاض في درجات حرارة الصيف أكثر من السنوات السابقة، وذلك رغم الشّعور بالحرّ في تلك المناطق نفسها. وهي حالة سترافقنا خلال الـ 15 عاماً القادمة، تقريباً".

وتابع:"المناطق المدارية الصحراوية التي تُعتبر دافئة نسبياً في فصل الشتاء، تتعرّض لسقوط تيارات قطبية باستمرار، في السنوات الأخيرة. وهذا ما عانت منه مصر مثلاً، وشمال السودان، ومناطق شمال السعودية، خلال الشتاء الفائت، عندما كانت درجات الحرارة متدنّية جدّاً فيها. وهذا ما يجعل منطقتنا أشدّ برودة، خلال فترات الشتاء، منذ سنوات".

 

بَرَد

وعن حبّات البَرَد الكبيرة جدّاً، التي تتسبّب بتكسير زجاج السيارات والمنازل، أجاب شارحاً الفارق بين "البَرَد الزّجاجي"، و"البَرَد الثّلجي".

وقال:"البَرَد الزّجاجي" لا يتشكّل إلا خلال فصل الصيف، ويلزمه درجات حرارة مرتفعة، تتخطى الـ 35 درجة مئوية. أما "البَرَد الثّلجي"، فهو ناشف، وهو ذاك الذي يتشكّل خلال فصل الشتاء. فعندما تكون حرارة سطح الأرض بين صفر، وناقص 1 أو 2 درجات، تكون درجة حرارة البَرَد الذي يتشكّل في الجوّ بين ناقص 10 أو 12 درجة، وهو البَرَد الثّلجي الشتوي، ويتساقط ضمن حرارة باردة جدّاً، بين سطح الأرض، والمرتفعات الشاهقة".

وختم:"أما "البَرَد الزّجاجي"، فهو يأتي نتيجة عمليّة تكاثف متكرّرة، تنجم عن تفاوت بين طبقات من الهواء الساخن جدّاً على سطح الأرض، تصعد الى طبقات عالية في الجوّ خلال الصيف، قد تتخطى الـ 8 آلاف متر، وهي ذات درجات حرارة تتراوح ما بين ناقص 15 وناقص 40 درجة، حيث الرّطوبة والغيوم. فيرتفع الهواء الساخن الى فوق، وينخفض البارد الى أسفل، فتحصل عملية التكاثُف، ويتشكّل "البَرَد الزّجاجي" صيفاً، بهذه الطريقة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار