تفاؤل "مُضخّم" في التفاوض البحري.. والحزب كان يعلم؟ | أخبار اليوم

تفاؤل "مُضخّم" في التفاوض البحري.. والحزب كان يعلم؟

شادي هيلانة | الثلاثاء 02 أغسطس 2022

التسوية بعيدة المنال

شادي هيلانة- "أخبار اليوم"

الجميع كان ينتظر وصول المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين إلى بيروت، حاملاً معه الردّ الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية التي سبق أن زُوّد بها، لكن حتى الساعة كل ما تم البحث فيه مع الرؤساء الثلاثة هو عبارة عن "جعجعة من دون طحين"، الامر الذي طرح العديد من علامات الاستفهام عمّا آلت اليه المفاوضات بسبب عدم توفر مؤشّرات واضحة  توحي بإمكانية الذهاب إلى إتفاقٍ  على ترسيم الحدود البحريّة رغم إشاعة اجواء من التفاؤل المُضخّم.

بشكلٍ أو بآخر، فإنّ ما بيّنتهُ المشاورات التي حصلت خلال الساعات الماضية، تكشفُ عن ثغرات أساسيّة ما زالت قائمة في الملف، وبالتالي فإنّ الجولة التفاوضية التي أجراها هوكشتاين امس لم تفضِ إلى تقدّم كبير على صعيد التسوية المُنتظرة.  بل إنّ الملف اقتصر على أمرين أساسيين: الأول إنهاء النقاش بكل ما يرتبط بالخط 29، والثاني تثبيت المفاوضات حول كل ما يرتبط بالخط 23 حصراً.

 

ولعلّ ما يعزّز هذه النظرة السلبية، هي المهلة التي تحدّث عنها الامين العام لِحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه منذ ايام، انّها لنّ تكون مفتوحة الى ماشاء الله. وعلى الرغم من ذكره مراراً أنّه خلف الدولة،   اوحى في المقابل أنّ التفاوض مع ممثليها الرسميين والشرعيين ما عاد مجدياً ومفيداً على اعتبار انهُ مضيعة للوقت، وانّ ايّ تسوية في هذا الشأن "بعيدة المنال".

وما كان الشريط المصوّر الذي نشره حزب الله يوم الاحد الفائت عن إحداثيّة منصات استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، سوى رسالة واضحة وحازمة إلى الإسرائيليّين، حملت في طيّاتها الكثير من علامات الاستفهام عن دلالاتها ومغزاها في هذا التوقيت بالتحديد، فما الذي أراد الحزب أنّ يقوله من خلال هذا الفيديو؟

وقد اعتبرت  مصادر سياسيّة متابعة، عبر وكالة "اخبار اليوم" انّ الحزب حين لوّح بالقوة في مواجهة أيّ تفرد" إسرائيلي، كان على علمٍ بأنّ المواقف الرسمية ستبدو "مُلتبسة" مرّة أخرى، مشيرةً الى انّ فيديو الحزب بالتزامن مع زيارة هوكشتاين ليس "محض صدفة". ولفتت  الى انّ الحزب اختصرها بعنوان اختاره بعنايةٍ ، مفادهُ  انّ سفينة تنقيب الغاز التي تخصكم هي "في المرمى.. واللعب بالوقت لا يفيد"، قارعاً جرس الانذار بقولهِ للبنانيين فعلاً اننا أمام سباق وانّ الحرب باتت بالنتيجة اقرب من ايّ وقت مضى!

من جهة اخرى، ثمّة من يعتبر أنّ رسائل الحزب هي عامل قوة للدولة، لا العكس، حتى لو اختار ممثلوها الرسميون الانكفاء أو التنصُل من عملياته وتسجيلاته، فهو يؤكد على رفض التنازل عن حقوق لبنان البحرية والنفطية، مهما كان الثمن.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة