"رسوم متحرّكة" تضع أولاد لبنان والعالم في ساحة الحرب... "دمّرنا 500 قنّ دجاج"!!! | أخبار اليوم

"رسوم متحرّكة" تضع أولاد لبنان والعالم في ساحة الحرب... "دمّرنا 500 قنّ دجاج"!!!

انطون الفتى | الثلاثاء 02 أغسطس 2022

رسائل تستجيب لمتطلّبات الصراعات السياسية والإيديولوجية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أكثر من خمسة أشهر مرّت على الحرب الروسيّة على أوكرانيا. ومنذ 24 شباط الفائت، نستمع الى الإحاطة اليومية للمتحدّث بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، ولوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (وإن بنسبة أقلّ من كوناشينكوف) عن "دمّرنا، ودمّرنا، ودمّرنا..."، بطريقة تذكّرنا بما كان يصدر عن السلطات السوريّة من كلام مُضحِك، خلال الحرب السورية، خصوصاً بين عامَي 2012 و2019.

 

50 في المئة

فلو كانت "دمّرنا ودمّرنا" السورية، لقوافل وعتاد و"جحافل" تنظيمات "داعش"، و"النصرة"، وللتخريبيّين، والإرهابيّين، والتكفيريّين... صحيحة تماماً آنذاك، لما كنّا رأينا الحرب في سوريا تطول الى هذا الحدّ، والى درجة استوجبت "نزول" هذا الكمّ الهائل من الجيوش على الأراضي السورية.

ومثلها تماماً روسيا، ولا مفاجأة كثيراً في ذلك، انطلاقاً من العقيدة العسكرية الشرقية، التي تجمع في ما بين موسكو ودمشق.

فلو كانت المعلومات العسكرية الروسية اليومية، عن "إنجازات" الجيش الروسي "القاتِلَة" في أوكرانيا، وعن لائحة الأهداف التي يتحدّث الروس عن تدميرها هناك، صحيحة وموثوقة بنسبة 50 في المئة، وليس 100 في المئة، لما كان بقيَ "من يخبر" عسكرياً هناك، منذ نهاية آذار الفائت، على أبْعَد تقدير.

 

يعترفون

فعلى سبيل المثال، يتحدّث الروس عن تدميرهم صواريخ "هيمارس" الأميركية في أوكرانيا، مع ذخيرتها، منذ أسابيع، وبما يوحي بشلّ قدرة كييف على الاستفادة منها، وذلك قبل أن يعترفوا هم أنفسهم بأنفسهم (الروس)، وبـ "عظام ألسنة" الانفصاليّين التابعين لموسكو في شرق أوكرانيا المحتلّ، وغير المحتلّ، بقصف أوكراني "نوعي" بتلك الصواريخ في اليوم نفسه، متوعّدين الأوكرانيّين بردود مُؤلِمَة.

 

قبل عقود

قد يهتمّ البعض بالعقيدة البحرية الروسيّة الجديدة التي وقّعها بوتين مؤخّراً، وقد لا يهتمّ بها البعض الآخر إلا جزئياً، أو بنسبة أقلّ. ولكن المُؤكَّد، هو أن العقيدة العسكرية الروسيّة "شاخَت"، والحرب الروسيّة على أوكرانيا فضحت تلك "الشيخوخة" بالفعل، وكشفت ما باتت تلك العقيدة بحاجة إليه من تجديد، ينسجم مع المتغيّرات العالمية.

فإذا نجح السوفيات بأن يخدعوا شعوبهم في الماضي، وبأن يكذبوا عليهم بحديثهم عن "مآثر" جيشهم، قبل عقود، عبر استخدام مفاعيل "الستار الحديدي"، وأسلحة التكتُّم والتعتيم، فإن تلك الأساليب باتت صعبة جدّاً اليوم، وذلك مهما أكثرت روسيا من رقابتها الرسمية على المعلومات، ومهما تحكّمت بتدفّقها، وبما هو مُتاح أو غير مُتاح منها، لشعبها.

 

"انتصر"

نذكر في هذا الإطار أيضاً، أن بعض التقارير، والبرامج... التي تُبَثّ في منطقتنا، مع ضيوفها، تشكّل مادّة تحثّ على الضّحك "حتى طقطقة الخواصر"، عندما تشير الى التفوّق العسكري الروسي "الخارق" في أوكرانيا.

فَعَن أي تفوّق روسي تتحدّثون، طالما أن روسيا، صاحبة أقوى جيش شرقي، تتقاتل مع أوكرانيا، البعيدة جدّاً من مستويات التسليح الروسي، ومن عناصر القوّة التي يمتلكها الجيش الروسي؟

فمن "يتمرجل"، يتوجّب عليه أن يفعل ذلك على من هو، أو على من هم، من مستواه تماماً، في عوالم القوّة. فهنا تكون الجدارة، والقوّة، و"لذّة" الانتصار، إن وُجِد، وليس مثل من يُنْزِل فيلاً مُضطّرباً في ساحة، ويُجلسه على فراشة، ليتحدّث عن أنه "انتصر" عليها، في ما بَعْد.

 

رسوم متحرّكة

وانطلاقاً ممّا سبق، قد يصحّ التأسيس لرسوم متحرّكة، تشرح للأولاد، وللأجيال القادمة حول العالم، مساوىء الحرب الروسية على أوكرانيا، التي اندلعت في يوم من الأيام، ودمّرت حياة الكبار والصّغار فيها.

فالرّسوم المتحرّكة ليست مجرّد لهو للأولاد، بل هي قادرة على أن تحمل لهم رسائل، سواء حول عادات غذائية معيّنة، أو حول قِيَم محدّدة، أو تربية وسلوكيات... وبما يستجيب لمتطلّبات بعض الحقبات أو الصراعات السياسية، والإيديولوجية. وقد تشكّل الحرب الروسيّة على أوكرانيا "فرصة" لتعليم الأولاد، عبر رسوم متحرّكة، فظائع الحرب، أي حرب، و"عبثيّة" اعتماد العنف، والقتل، والدمار، وإراقة الدماء... لبلوغ الأهداف.

 

حَسْم

رسوم متحرّكة، تكشف للأولاد جرائم الحرب الروسيّة على أوكرانيا، بما يتناسب مع أعمارهم. وقد يكون عنوانها الأفضل:"دمّرنا... ندمّر... سندمّر"، مع ما يمثّل اللواء كوناشينكوف الروسي، أو وزير الدفاع الروسي، وهو يتحدّث عن الأهداف المدمّرة، بموازاة ذكر الأهمّ، وهو أن استراتيجيّة "دمّرنا... ندمّر... سندمّر"، قد تنجح في تدمير 500 "قنّ دجاج" يومياً، و500 حظيرة "طرش ومعزي"، و500 "وكر" بما فيها، من دون أن تتمكّن من حَسْم أي حرب!!!

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار