"الآدمي فِيُون عميل"... عامل أساسي يرسم مستقبل لبنان!؟ | أخبار اليوم

"الآدمي فِيُون عميل"... عامل أساسي يرسم مستقبل لبنان!؟

انطون الفتى | الأربعاء 03 أغسطس 2022

مصدر: ما خرج من البلد تحوّل الى مادّة لابتزاز حكامه

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مؤسف حقاً، أن تفقد الدولة، أي دولة، قيمة وجودها، وعناصر قوّتها، لأسباب تنبع من داخلها، أوّلاً وأخيراً.

وإذا عدنا الى لبنان تحديداً، نجد أن لا قيمة لشيء فيه. فلا سياسة داخلية فعلية، ولا سياسة خارجية صالحة، ولا أركان السلطة فيه يرسمون مستقبل حدوده، وثرواته، ولا هم قادرون على التجاوب مع أي مبادرة خارجية، ولا على القيام بأفعال "ردّ الجميل"، ولا على التفاعل مع أو تجاه أي شيء. وهو ما يدلّ بنسبة معينة، على أننا في بلد "الأموات"، الذين يحكمون الكراسي "الميتة".

 

محاولة استثمار

فهل يُعقَل مثلاً، أن لا نجد في هذا البلد، من يتفاعل كما يجب، مع إعلان السفير الأوكراني لدى لبنان (إيهور أوستاش) عن استحداث مرفأ في بلاده، من أجل استمرارية تسليم القمح الى لبنان؟ ومع إعلان السفارة الاوكرانية (في لبنان) عن عرض للحكومة اللبنانية، لشراء منتجات سفينة لاوديسيا، بأسعار أقلّ بمرّتَيْن من أسعار السوق؟

فبمعزل عن الجوانب التقنية لما سبق ذكره، ولما يُمكن تطبيقه عملياً منه، أو لا، مالياً ولوجستياً، إلا أن كل تلك الخطوات يبدو أنها لا تجد أي معنى سياسي لدى النّسبة الأكبر من مكوّنات السلطة اللبنانية، حتى على صعيد محاولة الحصول ولو على بعض الثّمار السياسية من جراء نظرة كييف "الصّديقة" لبيروت، على الأقلّ، ومحاولة الاستثمار بذلك لبنانياً، مع الدّول الصّديقة لأوكرانيا في الغرب، في عزّ أزمات غذائية واقتصادية عالمية حادّة.

 

تخفيف الحصار

طبعاً، لا أحد يدعو للتسبُّب بانهيار في العلاقات اللبنانية - الروسيّة. ولكن هل يُعقَل أن تكون حاجات لبنان الكثيرة جدّاً، مؤمَّنَة من الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، ومن الدول الغربية عموماً، على مستوى تخفيف الحصار عنه، وتوفير المساعدات للجيش اللبناني، والتجديد السنوي لمهام قوات "يونيفيل" وفق آليّة مقبولة، والترسيم الحدودي البحري جنوباً، ومستقبل مشاريع النّفط والغاز، ونجاح مسارات التفاوض مع "صندوق النّقد الدولي"، و"البنك الدولي"، وفي الوصول بعدد من البرامج والمساعدات لبعض مشاريع الطاقة، والمياه... الى خواتيم سعيدة، والى هذا الحدّ، فيما لا نجد من ينتقل بالموقف اللبناني الرسمي، من الحرب الروسيّة على أوكرانيا مثلاً، من دائرة "الحياد الفاتر"، الى منطقة الدّعم الواضح والصّريح لموقف كييف، وبما يُمكّن لبنان وشعبه من جني الكثير من "الأرباح"، من جرّاء ذلك، خصوصاً أنه (لبنان) عانى من الحروب والاحتلالات كثيراً في الماضي، فيما لا التزامات لبنانية تجاه روسيا، ولا سياسية روسيّة فعليّة فيه (لبنان)، كما هو الحال على مستوى العلاقات التاريخيّة بين لبنان والدول الغربية؟

 

إخراج

رأى مصدر خبير في الشؤون اللبنانية أن "ما من قيمة لشيء في لبنان، حيث السلطة مكوّنة من مجموعة من الأتباع، والعملاء، مع فارق بسيط في ما بينهم، وهو أن بعضهم يعترف بتمويله الخارجي، فيما بعضهم الآخر لا يفعل ذلك".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ترسيم الحدود البحرية جنوباً، انتهى منذ وقت طويل. والحديث عن أن لبنان لن يقبل بأقلّ من حقل قانا كاملاً، يعني أن هذه النّقطة موضع اتّفاق. وما جولات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، سوى عمليّة لاستكمال الإخراج للاتّفاق الحاصل منذ زمن".

 

فقدوا أموالهم

وشدّد المصدر على أن "التلويح بالمسيّرات هو إثبات دور، وتبرير وجود، لا أكثر. فلا مجال أو فرصة لاندلاع أي حرب في المنطقة أبداً. والحديث عنها، ليس أكثر من تبادُل تصريحات".

وأضاف:"لا أحد في الغرب يطلب من لبنان ما يفوق طاقته. فلا دور، ولا قيمة جيوسياسية فعليّة له أصلاً. هذا فضلاً عن أنه بلد، لم يفقد شعبه فقط ودائعه، بل حكامه أيضاً، فقدوا ودائعهم وأموالهم".

 

"الآدمي"؟

وشرح المصدر:"نحن في بلد، هرّبت مرجعياته وأحزابه أموالها وثرواتها منه، خلال الأشهر القليلة التي سبقت وأعقبت، اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. وهذا عامل أساسي يرسم السياسات اللبنانية، ومستقبل الملفات اللبنانية. وهو ما يجعل كل ما يتعلّق بلبنان، وحكامه، تحت رحمة النظام المالي العالمي، في كلّ "شاردة وواردة".  

وختم:"كلّ زعيم لبناني، حوّل "قرشاً واحداً" الى الخارج، فَقَدَ القدرة على تحريكه. وهذا يعني أن ثروات السياسييّن باتت مسجونة في الخارج، ولا يُمكن التصرّف بها، ولا استعمالها لاستفادة الشعب اللبناني. فما خرج من لبنان، وُضِعَت عليه الأيدي، وتحوّل الى مادّة لابتزاز حكامه، ولإجبارهم على تقديم التنازلات في كل الملفات اللبنانية، تحت طائلة مُعاقبتهم وفضحهم، إن هم رفضوا. ومن هذا المُنطَلَق، نقول، إن "الآدمي فيون عميل".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار