عيد التجلي استعاد نكهته الروحية الثقافية بعد انقطاع دام عامين! | أخبار اليوم

عيد التجلي استعاد نكهته الروحية الثقافية بعد انقطاع دام عامين!

كارول سلّوم | الأربعاء 03 أغسطس 2022

الاب الياس كرم لـ"أخبار اليوم": لنكون انقياء ونظهر نورنا في العالم

كارول سلوم – "أخبار اليوم"

يتحول عيد التجلي أو عيد الرب الذي تعيد له الطوائف المسيحية في السادس من آب من كل عام،  إلى مناسبة تجمع البعدين الروحي والثقافي، وقد دأبت رعية الشويفات للروم الأرثوذكس  إلى الإحتفال به منذ سنوات. واليوم وبعد انقطاع دام عامين بفعل جائحة كورونا، تعود هذه المناسبة لتشكل محطة جامعة لأبناء المنطقة من المسيحيين والموحدين الدروز، كما كانت عليه الحال دائما.  

 ويقول كاهن رعية الشويفات  للروم الأرثوذكس الأب الياس كرم لوكالة "أخبار اليوم" أن هذا العيد ليس بجديد وهو من الأعياد الأساسية التي تحتفل به الكنيسة منذ سنوات طويلة، ويشير إلى أن الاحتفال به يقام في تلة معروفة بالمدبر، نسبة إلى المدبر مخايل البردويل الذي كان يسير شؤون الكنيسة في أواسط القرن التاسع عشر، وأصيب بمرض عضال وشفي بأعجوبة من الملاك ميخائيل، فبنى كنيسة على هذه التلة في أعالي الشويفات، واضحت محجا لأبناء البلدة الذين اعتادوا على أحياء هذا العيد فيها على اعتبار أنها تقع في مكان مرتفع وشبيه بجبل التجلي. 

ويضيف الأب كرم: مع بداية الستينات ومع نشوء جمعية نهضة الشبيبة الأرثوذكسية، انطلقت أنشطة منها أنشطة  تخييم بمشاركة أبناء البلدة، وأقيمت مباريات التيرو في تلة المدبر، وعلق كل شيء بسبب الحرب في العام ١٩٧٥.

وفي التسعينات، تم إحياء العيد فكان المؤمنون يشاركون بالقداس، ولم يكن هناك من طريق يصل الى كنيسة المدبر. وفي العام ١٩٩٨ ومع انتخاب مجلس جديد لبلدية الشويفات بعد سنوات من غياب الانتخابات، برزت مساهمة البلدية في هذه المناسبة، ولم تقصّر البلديات المتعاقبة في دعم النشاطات، وسجلت أنشطة مختلفة، وبعد ذلك قرر مجلس رعية الشويفات العمل على توسعة المقام وإضافة اجنحة له، وكان قد زود بالكهرباء والمياه والاهم من كل تنفيذ مشروع الطريق المؤدي لكنيسة المدبر، كما تم توسعة الكنيسة القديمة وبناء صالة كبيرة لمختلف المناسبات وباحة خارجية تستوعب مختلف النشاطات، كما تم تشييد دار متري جرجي المر الاجتماعي. 

ويشير إلى أن تبرعات سخية وصلت إلى الكنيسة من جميع أبناء البلدة دون استثناء، لافتا إلى أن هذه المناسبة باتت تأخذ طابعا متنوعا بعد مشاركة حركة الشبيبة الأرثوذكسية التي يهتم اعضاؤها وهم من شباب رعيتي الشويفات وبسابا بتنمية البعد الروحي وتنشيطه كما بجميع الأولاد .

ويوضح الاب كرم أن هؤلاء الشباب كانوا وراء فكرة إحياء سلسلة نشاطات لهذه السنة، مشددا على الطابع الروحي للعيد إذ أنه كلما ازدادت ثقافتنا الكنسية كلما تحلينا بالوعي والإدراك لأهمية الانتماء الى الكنيسة الذي يشكل انتماء لرسالة المسيح أي رسالة المحبة، ومطلوب منا أن نتجلى كما تجلى السيد المسيح على الجبل،  أي ان نكون انقياء ونظهر نورنا في العالم كما قال السيد المسيح لتلاميذه انتم نور العالم، مؤكدا أهمية العمل أن نعكس هذا النور أينما وجدنا من خلال تسامحنا ومحبتنا وفضائلنا. 

ويلفت إلى أنه بعد انقطاع عامين عن احتفالات عيد الرب، ها هي تعود مجددا وذلك على مدى اسبوع .

 

وببركة راعي أبرشية جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسي، وبدعوة من كاهن ومجلس رعيّة الشويفات للروم الأرثوذكس، وبالتعاون مع حركة الشبيبة الأرثوذكسية في رعيّتي الشويفات وبسابا، إنطلقت نشاطات أسبوع عيد التجلّي (عيد الرّب) في ربوع كنيسة مار ميخائيل (المدبّر) في الشويفات، بفقرة موسيقية وطنية، تحية للجيش اللبناني، أحيتها موسيقى الكشّاف الوطني الأرثوذكسي (فوج القدّيس أنطونيوس الكبير- فرن الشباك)، بحضور هيئات روحية وبلدية وعسكرية، ومخاتير وجمعيات، وعدد من أبناء الشويفات والجوار. استهل الإحتفال بالنشيد الوطني، عزفته موسيقى الكشاف، ثم كانت قصيدة من وحي المناسبة لملحم جريديني، ألقى بعدها كاهن الرعية كلمة ترحيبيّة، شاكرًا كل من ساهم في إنجاح هذا الأسبوع، ومثنيًا على روح المحبّة والإلفة بين اهل الشويفات كنموذج يحتذى به.  ثم كانت كلمة لرئيس جمعية الكشاف الوطني الأرثوذكسي فؤاد عبود. 

وضمن هذه النشاطات، حديث مع قدس المتقدم في الكهنة الاب فيليب سعيد كاهن رعية كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في سوق الغرب تحت عنوان "الليتورجيا ودورها في حياة المؤمنين". كما يقام عرض فيلم عن سيرة حياة القديس نكتاريوس اسقف المدن الخمس وناظم نشيد عذراء يا ام الله.

ويخصص نشاط ترفيهي  للأطفال يوم الخميس  مع الساحر داني.  ومساء يوم الجمعة تقام صلاة غروب العيد وتبريك العنب إذ أن الكنيسة وفق الأب كرم تبارك الكنيسة  ثمار كل  إنتاج جديد في الخليقة ويصادف أن العنب هو الإنتاج الجديد ، وتلي سهرة تراثية فنية مع الفنان عبدو ياغي الذي اتصل من كندا  بالأب كرم   وقال أنه يرغب في إحياء هذه السهرة ، مع العلم أن ياغي سبق له أن احيا هذه المناسبة . ويقام السبت قداس عيد التجلي.

ويختم الاب كرم مؤكدا أن الجميع مدعو إلى هذه المناسبة التي تحمل في طياتها تجديد الإيمان برسالة السيد المسيح القائمة على المحبة والسلام .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار