الدّيبلوماسيّة "العظيمة" في وزارة الخارجية... أسرارها بـ "أزرار" الوزير وسراويله! | أخبار اليوم

الدّيبلوماسيّة "العظيمة" في وزارة الخارجية... أسرارها بـ "أزرار" الوزير وسراويله!

انطون الفتى | الإثنين 08 أغسطس 2022

"تزييت" إحدى أقوى الترسانات الشرقية لـ "تغضَب" الى ما لا نهاية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بغضّ النّظر عن الجدل الذي أثارته زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان، وعن "الخبث الأميركي" الكامن فيها، يبقى أن امرأة هزّت دولة كبرى هي الصين.

فلا الصواريخ الباليستية الصينيّة، ولا الخروق الجويّة لأجواء تايوان، ولا التطوّر العسكري الصيني النووي والكلاسيكي، خلال السنوات الأخيرة، سيتمكّن من محو صورة أن "عجوزة"، وبزيارة واحدة، أدخلت الحزب "الشيوعي" الصيني في حالة من الاضطّراب، وفعلت ما كان يخشى الرجال ربما، من أن يقوموا به.

 

"يا حرام"

فبيلوسي حطّت في تايوان، بعد تهديدات صينية متكرّرة، وجديّة، وغير تقليدية، بمَنْع الزيارة الأميركية، مهما كلّف الأمر. ولا يُمكن لأي "كائن" بشري على هذه الأرض، في الشرق قبل الغرب، أن ينكر جرأة المسؤولة الأميركية.

فعلى سبيل المثال، انتقد بعض "الرجال" في منطقتنا، أو الذين يُدْعَوْن رجالاً، الزيارة، بذريعة أنها استفزاز يهدّد السّلم العالمي، فيما هم يعجزون "يا حرام" عن زيارة جزيرة أو بقعة جغرافيّة واحدة، يقولون إنها لهم في الأساس، وإن إيران تسيطر عليها.

وهنا نسأل، من يكون صاحب صفة الرّجولة في تلك الحالة، أهؤلاء، أم نانسي بيلوسي؟

أما بالنّسبة الى حرصهم على السّلم العالمي، فلا بدّ من الإشارة الى "شعرة رفيعة جدّاً"، بين الحرص هذا، والجُبْن. وبالتالي، قد يكون (حرصهم) هرباً من مواجهة، خصوصاً أن "هدير" مسيّرة إيرانيّة واحدة، يُمكنه أن يتسبّب بإسراع بعض "الرجال" في منطقتنا الى رمي أنفسهم في مياه البحار والخلجان، وقبل التأكُّد ممّا إذا كانت مُسلَّحَة بالفعل، أم لا.

 

خيانة

كما نوجّه بعض الأسئلة للنّساء الشرقيات في بلادنا، اللواتي ينظرن الى حقوقهنّ من خلال بعض المقاعد في البرلمانات، أو الحكومات، أو بعض الميداليات في عوالم الرياضة، أو بعض الرّتب والمواقع العسكرية، في جيوش بلادهنّ.

فهل كانت إحداكنّ لتدخل مجالاً جويّاً مُهدّداً، الى الحدّ الذي كان فيه المجال الجوّي التايواني (مهدّداً) الأسبوع الفائت؟ وهل كانت إحداكنّ لتثق ببعض التطمينات، حيث لا شيء مضموناً، وحيث جوانب الخطأ أو الخيانة مرتفعة، على أكثر من مستوى؟

 

هل تزورون؟

لن نسأل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا وزير خارجيّته سيرغي لافروف، ولا نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، عمّا إذا كانوا سيزورون شبه جزيرة القرم مثلاً، "تحت حماية" نيران جيشهم "العظيم" وحربه على أوكرانيا، بل عمّا إذا كانوا قادرين على التنقُّل بحرية تامّة، في شوارع روسيا، وتحديداً في العاصمة موسكو، والتنزُّه سيراً على أقدامهم فيها، وتناول البوظة بين الناس في أي يوم، وذلك بعد إعلان وزارة التطوير الاقتصادي في روسيا، خلال تموز الفائت، عن أن نسبة الأفراد الذين أعلنوا إفلاسهم، وطلبوا تسييل أصولهم لسداد ديونهم، ارتفعت بنسبة 37.8 في المئة خلال النّصف الأول من عام 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت؟

أما بالنّسبة الى "رجال الصين"، الذين وعدوا بـ "غَضَب مُنتظِم" ومُستدام حول تايوان مستقبلاً، فإننا نسأل عن شجاعتهم، في ما لو أرادوا زيارة بعض المناطق الصينية، التي قيل إن بكين نجحت في إنهاء حال الفقر المُدقع فيها، ومن دون مرافقة أمنيّة؟

ونسأل أيضاً، بعض "أفْحَل" الرّجال في منطقتنا. هل تُخرِجون بعض أتباعكم من "أوكارهم"، ليزوروا شعوبهم المَيْتَة فقراً، ومرضاً، وجوعاً... على امتداد بلداننا، بسبب حروبكم المُتوالَدَة الى ما لا نهاية، والتي "استوردت" الحصار الى داخل دولنا؟ شرط أن تكون تلك الزيارات، مباشرة، ومن دون أي مرافقة أمنية، بما أنّكم تثقون بناسكم، كما تقولون.

 

امرأة

بمعزل عن "خفايا" بيلوسي، إلا أن خطوتها قدّمت نموذجاً من الأنوثة "الرّجوليّة" بالشّجاعة، وبالثّبات على الموقف، نفتقده في شرقنا، من أقصاه الى أدناه، حيث تنحصر القوّة النّسائية، بسراويل الرجال، مع الأسف.

فواحدة من مستوى المتحدّثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مثلاً، تستعمل كلمة "امرأة" للتهكُّم، فتنصح رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بـ "اكتشاف امرأة في نفسه"، ليتمكّن من تولّي منصب أمين عام حلف "الناتو" (بعد أنباء عن قواعد غير مُعلَنَة تتحدّث عن إسناد المنصب لامرأة)، وتسأل عشيّة استقالته "ماذا لو كان بوريس جونسون امرأة، هل كان سيرحل حينها؟".

 

انحطاط فكري

هذه الدّيبلوماسيّة نفسها (زاخاروفا)، ردّت على منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الذي قال إنه إذا أراد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فسوف يُمسك بنظيره الروسي (سيرغي لافروف) من "زر قميصه"، (خلال الاجتماع الوزاري لرابطة دول جنوب شرق آسيا في كمبوديا)، ليبحث معه بعض القضايا، مثل مسألة تبادل الأسرى. وقالت (زاخاروفا):"هل حاولتم إمساكه من ربطة عنقه؟"، وأضافت:"هناك أيضاً السروال".

وإذا كانت بعض أعلى المناصب في شرقنا، مُوكَلَة الى شخصيات نسائية يُفتَرَض أنها مؤثِّرَة، بينما هي تزخر بهذا الكمّ من "الانحطاط الفكري"، و"التصحُّر الأخلاقي"، الى درجة استعمال امرأة (زاخاروفا) كلمة "امرأة" للسّخرية، وتوجيه الرسائل للخصوم بشيء من انعدام المستوى (السراويل)، فإننا لا نتعجّب في مثل تلك الحالة، كيف تمكّنت "عجوزة" غربيّة واحدة، من "تزييت" إحدى أقوى الترسانات العسكرية الشرقية، لـ "تَغْضَب" حول تايوان منذ أيام، والى ما لا نهاية.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار