"مونديال قطر" 2022... هل يشكّل ساحة مواجهة دولية تتخطى ألمانيا - البرازيل؟! | أخبار اليوم

"مونديال قطر" 2022... هل يشكّل ساحة مواجهة دولية تتخطى ألمانيا - البرازيل؟!

انطون الفتى | الأربعاء 10 أغسطس 2022

حبيقة: قطر لا تحتاج الى "المونديال" لزيادة إيراداتها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل يفشل "مونديال" قطر، الذي ينطلق بعد أشهر، ويسقط ضحيّة الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تعاني منها أوروبا، والدول الغربية، والاقتصاد العالمي عموماً، تماماً كما يُتوقَّع أن تُساهم أزمة أسعار الطاقة، ومفاعيلها الاقتصادية، بسقوط الحزب "الديموقراطي" في الانتخابات "النّصفيّة" الأميركية؟

 

"ناضج"

"كأس العالم" ليس حدثاً رياضياً فقط، بل هو أقرب الى "صناعة" أو الى "استثمار كبير"، يتطلّب الكثير من الإنفاق، ويدرّ الكثير من الأموال في المقابل. ولكن ماذا لو لم تتمكّن قطر من تعويض ما تُنفقه لإنجاح "المونديال"، منذ سنوات، بسبب "الاختناقات" الاقتصادية الغربيّة تحديداً؟

فللكرة الأوروبيّة نكهة خاصّة، في العادة. والسائح الأوروبي (وسيّاح دول "العالم الحرّ" عموماً)، هو سائح أساسي و"ناضج" (من حيث الإنفاق)، لكلّ الأحداث العالمية الكبرى. وهو ما ينسحب على "المونديالات" أيضاً، وبما يفوق سيّاح دول أميركا اللاتينيّة، صاحبة الفرق المهمّة في عالم كرة القدم، لا سيّما الأرجنتين، والبرازيل.

 

الأسعار

ولكن الأوروبيّين "يصرخون" معيشياً اليوم، ويحسبون الحساب لكلّ "يورو" يُنفقونه. وهم يقلّصون من آفاق عطلهم الصيفية، تحضيراً لمزيد من الارتفاع في أسعار الطاقة بحلول الخريف القادم، بحسب أكثرية التوقّعات، وسط حملات شعبيّة تدعو الى عَدَم الدّفع في بعض الدّول الأوروبيّة، وبموازاة توقّعات بسقوط المزيد من الحكومات الديموقراطية في أوروبا، خلال موسم البَرْد الآتي.

فالى أي مدى سيتمكّن الأوروبيّون من القيام بالسياحة "المونديالية" في قطر، بين تشرين الثاني، وكانون الأول، 2022؟ والى أي مدى يُمكن لأزمة الطاقة، التي "تكوي" أوروبا أكثر من غيرها، أن تساهم بإفشال "المونديال" القطري؟

 

مصالح

والى أي مدى تلتقي مصالح بعض دول المنطقة، صاحبة "الأجندات" السياسية، والجيوسياسية المختلفة عن "الأجندا" القطرية، وعن تحالفاتها مع الإدارة "الديموقراطية" الحالية في "البيت الأبيض"، مع الإبقاء على أزمة الطاقة على ما هي عليه في الوقت الراهن، والى ما بعد انقضاء زمن "النّصفيّة" الأميركية، و"المونديال" القطري، وذلك لضرب "البطولة" التي تسعى الدوحة الى تسويق نفسها من خلالها، بصورة عالمية عصرية، سابقة لمحيطها الخليجي؟

 

النّجاح؟

أشار الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن "كلّ ما في العالم يتأثّر وسيتأثّر بأزمة الطاقة، وبالأزمات الاقتصادية والمعيشية العالمية، ومنها الترفيه، والسياحة، والبطولات الرياضية. فمن يمكنه القول حالياً، في كلّ البلدان، إنه يمتلك المال ليُسافر، وليُنفقه على حضور مباريات رياضية، في الخارج، إلا قلّة قليلة جدّاً من الناس؟".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "رغم ذلك، لا مخاوف تُحيط بنجاح "مونديال" قطر 2022، ولا بالقدرة على تأمين الحضور الكامل في الملاعب، إذ يُمكن الاعتماد في هذا الإطار، على الخليجيّين وحدهم، الذين سيحضرون الى قطر من الدول الخليجية المجاورة لها، الى جانب بعض الأوروبيّين، والسيّاح من جنسيات أخرى. فضلاً عن أن قطر، إذا وجدت أن عدد الحضور في الملاعب ليس كبيراً، قادرة على أن تُعلن عن تذاكر مجّانيّة في الرّبع الساعة الأخير من افتتاح "المونديال". وهو ما سيؤمّن الحضور الكامل في الملاعب، في تلك الحالة، من العمال الأجانب الذين يعملون هناك، أيضاً".

 

أسعار النّفط

وأكد حبيقة أن "قطر لا تحتاج الى "المونديال" لزيادة إيراداتها، بل ان العكس هو الصحيح، أي ان تنظيم "كأس العالم" على أرضها، أتى كنتيجة لثرواتها الهائلة. فهذا الحدث الرياضي العالمي هو دعاية كبيرة لها، ولقوّتها التأثيرية في الخليج، وبما يجعلها بمستوى دول عالمية. كما أنه استثمار في صورتها الخليجية، في مدى بعيد".

وأضاف:"يتطلّب "المونديال" القيام باستثمارات هائلة، وهو ما فعلته قطر. ولكن أوضاعها لا تُشبه أوضاع أي دولة أخرى، مثل مصر، أو البرازيل، أو الأرجنتين، أو الهند... التي إذا نُظِّمَ ("المونديال") على أرضها، ولم تنجح في رفع إيراداتها من خلاله، مقابل ما تكون أنفقته على الملاعب، والفنادق، والبنى التحتيّة... قد تشهد إفلاسات أو خسائر كبرى. والسبب في ذلك، هو الاحتياطيات الهائلة التي تتمتّع بها قطر، والتي ستزداد مستقبلاً، بسبب ارتفاع أسعار النفط حالياً".

 

سيصرخون... ولكن

وعن النتائج المستقبلية المُحتمَلَة، على الاقتصادات العالمية، إذا بقيَت أسعار النّفط مرتفعة، أوضح حبيقة:"سعر برميل النفط حالياً بحدود الـ 95 دولاراً تقريباً. والرئيس الأميركي (جو بايدن) ليس طفلاً صغيراً، وهو يعلم منذ ما قبل زيارته جدّة الشهر الفائت، أنهم سيتجاوبون معه بشكل خجول في زيادة الإنتاج، نظراً لمصالح الدول الخليجية النّفطية، في مقاربة هذا الموضوع".

وتابع:"ما سيخفّض أسعار النفط ليس زيادة الإنتاج، بل انخفاض الطلب عليه، كما يبدو. والمثال على ذلك، هو أن انخفاض أعداد الذين ذهبوا الى العُطَل في أميركا وأوروبا، هذا العام، تسبّب بتخفيض سعر برميل النّفط، نتيجةً لتراجُع الطّلب. والأسعار ستنخفض أكثر، في كلّ مرّة يتراجع فيه الطلب أكثر، وحتى لو لم يرتفع إنتاج النّفط".

وختم:"الأوروبيون سيصرخون اقتصادياً، ولكن ليس بطريقة كارثية. فهم اعتادوا على أزمنة الضّيق منذ الحرب العالمية الأولى والثانية. كما أن لا مصلحة لدى روسيا بقطع الغاز عنهم كلياً، لأنها ستخسر هي بدورها الكثير من المال. فضلاً عن أن مشاريع الطاقات البديلة تتعزّز، وصولاً الى توفير مصادر بديلة من الغاز الروسي لأوروبا، سواء من قطر، أو كندا، أو أستراليا، أو الولايات المتّحدة الأميركية، أو فنزويلا، أو حتى إيران، التي إذا وُقِّع الاتّفاق معها في فيينا، بوقت قريب، ستُحدث ثورة اقتصادية عالمية، نظراً الى أنها دولة غنيّة جدّاً بمصادر الطاقة، كما بالثّروات الطبيعية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار