عسكر "الردع" راجع... هل يكرر التاريخ نفسه؟!
النازحون "جيش" غير معلن للنظام السوري في لبنان
شادي هيلانة- وكالة "أخبار اليوم"
"المطالبة بعودة مليون ونصف مليون لاجئ سوري من لبنان، امر يعترض عليها النظام السوري، فمُعظم هؤلاء من مؤيّديه، وهُم عنصر قوّة لهُ، دون أنّ نعلم انهم يتحركون في لبنان بشكل منظّم وبأوامر النظام ضدّ خصومه"، هذا ما تكشف مصادر واسعة الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم"، وتقول: كما أنّهم جيش غير معلن، ويشكل البعض منهم خطراً على المجتمع اللبناني. وهنا تسأل لماذا لا يرجعون إلى بلدهم ليمارسوا طقوس الديموقراطية على أصولها على ارض وطنهم؟
وتشير المصادر الى انّ الوضع كارثي سيواجهه لبنان على كافة المستويات، فبعد اسابيع قليلة سوف يدخل عهد الرئيس عون مرحلته الأخيرة، كما تنجلي ايضا الصورة بشأن مسار المفاوضات حول الاتفاق النووي، وعلى ضوئها تستعدّ المنطقة لمرحلةٍ قد تكون تحوّلية لصالح ايران ولبنان وسوريا.
هنا تبدي المصادر خشيتها من انّ تكون نتيجة هذه المفاوضات بيع لبنان إلى النظام السوري، بذريعة انّ لبنان لا يقدر على حكم نفسه بنفسه، ووجوب طلب مساعدة من الجوار.
وتضع المصادر، عنصر "مناعة الرئيس" في وجه الاحتمالات السيّئة، ومقصود بذلك عدم اقتتال اللبنانيين، مهما كانت الاختلافات فيما بينهم كبيرة.
من جهةٍ اخرى، يقول العارفون انّ سوريا غير قادرة عملياً وعسكرياً وأمنيّاً وسياسياً واقتصادياً على انّ تحكم لبنان، لا بل هي تستفيد من أموال الدعم، التي يُهربها حلفاؤها اليها. ويمكن القول إنّها تتنفّس من الرئة اللبنانية، وهذا يجعل المقاربة حول عودة النظام إلى البلد غير مستقيمة، فالوضع اليوم يختلف جذرياً عن فترة السبعينيّات، في سوريا وفي لبنان.
وفي مقاربة سياسية للموضوع، يعلم حزب الله أن المرشحين الأبرز لانتخابات رئاسة الجمهورية (من ضمن فريق 8 آذار) هما النائب جبران باسيل المنضوي في صفّ الحزب والوزير السابق سليمان فرنجية الحليف المقرّب للرئيس بشار الاسد، وربما يشعر الحزب بأنّ إضعاف باسيل سوف يساهم في تعزيز موقع فرنجية والنفوذ السوري في لبنان، ما يُفيد في نهاية المطاف مصالح الحزب.
بشكلٍ او بآخر، يبقى السؤال هل تعود سوريا الى لبنان من بوابة انقاذه، وهي الحجّة نفسها التي أعطيت لدخولها إلى البلاد في مراحل تاريخيّة سابقة؟ فهل يُكرّر التاريخ نفسه، مع توافق إقليميّ مضمر؟