"شي" في السعودية بعد بايدن لابساً قناع ترامب... "جحيمٌ" من القُبَل... لا أكثر؟؟؟ | أخبار اليوم

"شي" في السعودية بعد بايدن لابساً قناع ترامب... "جحيمٌ" من القُبَل... لا أكثر؟؟؟

انطون الفتى | الثلاثاء 16 أغسطس 2022

مصدر: النّفط الإيراني مصلحة كبرى تفوق مردود النّفط السعودي على الصين

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعدما غاب الحديث عن زيارة للرئيس الصيني شي جين بينغ الى السعودية، كان بدأ التداوُل بها خلال الربيع الفائت، أي بعد بَدْء الحرب الروسية على أوكرانيا، وما ظهّرته من خلافات "نفطيّة" بين الأميركيين والسعوديين، عاد هذا الحدث الى دائرة الضّوء في بعض وسائل الإعلام الأجنبية مؤخّراً، سواء على مستوى بعض ما يرشح من معلومات عنه، أو على صعيد التفاعُل معه، والتعليق عليه.

 

علاقات مُتوازِنَة

ورغم أنه لا يزال مبكراً تأكيد أي شيء ملموس يتعلّق بالزيارة، حتى الساعة. وبموازاة تشديد بعض المُتداوَل في شأنها، على تحضيرات سعودية لاستقبال "كبير" للضّيف الصيني، يُعاكِس ذاك (الاستقبال) الفاتر أو البارد الذي حظيَ به الرئيس الأميركي جو بايدن هناك، في تموز الفائت، ويُشبه الحفاوة التي استُقبِلَ بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في السعودية، في عام 2017، نسأل عن مدى قدرة الرياض على النجاح في الإبقاء على علاقات مُتوازِنَة لها مع واشنطن وبكين معاً، ومن دون الوصول الى اليوم الذي قد تُصبح فيه مضطّرة الى الاختيار بينهما.

فعلى سبيل المثال، كان من بين الاتّفاقيات الأميركية - السعودية، التي وُقِّعَت خلال زيارة بايدن السعودية، ما يتعلّق بتعاون البلدَيْن في مجالات تقنيات "الجيل الخامس" (5G)، و"الجيل السادس" (6G)، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرّقمي، وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار، في المنظومة الرّقمية السعودية.

 

مستحيل

وبالتالي، الى أي مدى سيكون صعباً على الرياض أن تطوّر ذاتها في عوالم التكنولوجيا الأميركية والصينية معاً، خصوصاً في "مُدُن الأحلام" (بحسب آراء البعض) التي تبنيها، لا سيّما أنه  من المُنتَظَر أن تتضمن رحلة الرئيس الصيني التوقيع على اتّفاقيات في عدد من المجالات المهمّة؟

فهل اقترب يوم الاختيار السعودي التامّ والمُلزِم، بين قطع العلاقة مع التحالف (السعودي) التقليدي القديم مع واشنطن، أو البقاء فيه، نظراً الى استحالة الجَمْع بين التكنولوجيا الأميركية والصينية الحسّاسة، ولو على أرض "مرّيخيّة" واحدة؟

 

حقّقت مصالحها

لم يوافق مصدر واسع الاطلاع على أن "بايدن أُهين، أو على أنه تلقّى صفعة في السعودية، عبر الإعلان عن زيادة هزيلة جداً في إنتاج النفط، في أيلول القادم، وبعد أقلّ من شهر على زيارته جدّة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "سواء كان استقبال بايدن في السعودية بارداً أو لا، مقابل استقبال حارّ جدّاً للرئيس الصيني هناك، فإن المهمّ هو النتيجة، وهي أن واشنطن حقّقت مصالحها الأساسية الكثيرة، من خلال الزيارة السعودية في تموز الفائت".

 

عواطف

وأكد المصدر "استحالة الجَمْع السعودي بين الـ 5G والـ 6G الأميركية، وتلك الصينية مستقبلاً، في وقت واحد، ولا بأي شكل من الأشكال، خصوصاً أن ذلك سيكون مرفوضاً لدى واشنطن".

وأضاف:"الأحاديث الخليجية التي تظهر في بعض وسائل الإعلام، وعلى بعض المنصّات، عن أن زمن الإملاءات الأميركية ولّى، وما يُشبه ذلك، ليست أكثر من شعر وعواطف. فلا مجال أمام بلدان الخليج لتغيير تحالفها من الغرب الى الشرق، ولا لمحاولة تحجيم الدور الأميركي فيها، لأسباب عدة، من بينها الكلفة الباهظة لذلك عليها، والتي لن تتمكّن من احتمالها. بالإضافة الى أن الطرف الإيراني نفسه سيّتفق مع الأميركيين، ومهما طال الزمن، وهو ما سينعكس على دول الخليج بطريقة سلبية جداً، إذا اختارت أن تبتعد عن واشنطن".

 

النّفط

ولفت المصدر الى "مدّ وجَزْر من الإيجابيات والسلبيات، تُحيط بالاتّفاق الأميركي مع إيران، حول الملف النووي. ولكن رياح أي اتّفاق من هذا النّوع، ستلفح المنطقة عموماً. أما بالنّسبة الى لبنان، فسيُساهم الاتّفاق النووي مع إيران بالاستقرار فيه، لأنه سيُترجَم بالنّجاح في إبرام اتّفاق على الترسيم الحدودي البحري جنوباً، بوساطة أميركية".

وختم:"صحيح أن لدى دول الخليج مصالح كثيرة مع روسيا ضمن اتّفاق "أوبك بلاس"، ومع الصين التي تُعتبَر أكبر شريك تجاري للسعودية، إلا أن الانتقال الخليجي الى الحلف الروسي - الصيني لن يشكّل فارقاً حاسماً على أي مستوى، كما يسوّق لذلك البعض. فالمصالح الروسية والصينية مع إيران ثابتة، وهي أكثر بكثير من تلك التي مع دول الخليج العربي. ونذكّر في هذا الإطار، بأن النّفط الإيراني الذي يُباع بطريقة "التفافيّة" على العقوبات الأميركية، يشكّل مصلحة اقتصادية كبرى للصين، على مستويات عدّة، وبأشكال كثيرة، تفوق مردود النّفط السعودي على الاقتصاد الصيني، بكثير".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار