"العونيّة" لحِقَت بـ "الحريرية" فهل يتحوّل لبنان الى "دولة شيعيّة" اعتباراً من الخريف؟ | أخبار اليوم

"العونيّة" لحِقَت بـ "الحريرية" فهل يتحوّل لبنان الى "دولة شيعيّة" اعتباراً من الخريف؟

انطون الفتى | الأربعاء 17 أغسطس 2022

مصدر: لا يمكن إيجاد بديل منهما إلا بعد حدث معيّن يؤسّس لتغيير كبير

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ماذا عن لبنان، بعدما سقطت كل الأطراف السياسية غير الشيعية الوازِنَة بالحُكم، والتي كانت تتشارك السلطة فيه، مع الفريق "المُمَانِع"؟

 

غطاء

فخلال التسعينيات، وحتى الأمس القريب، شكّلت "الحريرية السياسية" شريكاً، يؤمّن الصداقات الدولية والأموال للدولة اللبنانية، مع غضّ النّظر الدولي، عن فريق الاحتلال "المُمَانِع" فيها.

وفي فترة ما بين عام ٢٠٠٥، والأمس القريب،  أمّنت "العونيّة السياسية" الغطاء المسيحي "القوي" لفريق "المُمَانَعَة"، وحاولت أن تكسر الحاجز النّفسي بين المسيحيين والخطّ "المُمَانِع" (من دون أن تنجح في ذلك، بسبب فشلها في كَسْر الستار الإيديولوجي الحديدي لفريق إيران في لبنان، حتى من النّواحي الوطنية). وهي ("العونيّة السياسية") عوّمت نفسها قبل 17 عاماً، باستبدالها شعارات محاربة الاحتلال السوري، بمحاربة الفساد وسياسات البترودولار (من دون قواعد ومعايير واضحة، وموثوقة).

 

خطوط حمراء

وبالنّظر الى الوراء قليلاً، نجد أن "الحريرية السياسية" سقطت، إما بالكامل، أو الى مدّة زمنية تبدو مفتوحة (حتى الساعة على الأقلّ)، فيما "العونية السياسية" تتحضّر لنهاية "العهد"، ولانتهاء حقبة كاملة معه، بينما تفشل كل محاولات "الإنعاش"، وذلك بمعزل عمّن يُمكنه أن يكون رئيساً في الخريف القادم، أو لا.

القصة لا تنحصر بتشكيل حكومة، ولا بفَشَل التشكيل، ولا بانتخاب هذا الرئيس للجمهورية أو ذاك. فهل تُفتَح الساحة اللبنانية لفريق "المُمَانَعَة" بالكامل، اعتباراً من الخريف القادم، ومن دون أي شريك وازن له (ولو شكليّ، وذات شعارات برّاقة) في الحُكم؟ ومن يمكنه أن يكون الفريق القادر على أن يشكّل عائقاً أمامه، بدعم دولي، في كل مرة تحاول فيها إيران أن تتجاوز الخطوط الحمراء المسموحة لها دولياً، في لبنان؟

 

"شطحات"

أكد مصدر واسع الاطلاع أنه "من الصّعب جداً إيجاد أي بديل فعلي من "الحريرية"، أو من "العونية" السياسية في لبنان، يتشارك الحكم فيه مع الفريق "المُمانِع"، إلا من خلال أزمات".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحالة "العونية" نَمَت في الماضي، مُستندة الى حمل لواء محاربة الاحتلال السوري، وسلاح "حزب الله"، من المنفى الباريسي، وذلك بعد معركة ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠. وهي انتقلت بعد ذلك، الى شعارات مُعاكِسَة لتلك السابقة، بعد حدث، وهو انتهاء حقبة المنفى، في أيار عام ٢٠٠٥. بينما أصبح الرئيس سعد الحريري لاعباً أساسياً في لبنان، بعد حدث أيضاً، وهو اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري".

وأضاف:"لم ينجح الطرفان بالحفاظ على شعبيّتهما، ولا يمكن إيجاد بديل منهما حالياً، لا لمشاركة الفريق "المُمانِع" في الحُكم بطريقة وازِنَة، ولا بما يجبر هذا الفريق على الوقوف عند خطوط حمراء معيّنة، إلا بعد حدث معيّن، يؤسّس لتغيير كبير على الساحة الداخلية. فعلى المستوى المسيحي مثلاً، ورغم جهوزيّة أكثر من طرف ليكون بديلاً من "العونيّة السياسيّة"، إلا أن مشاكل كثيرة تعترضهم على الصّعيد الحزبي الداخلي لديهم، بموازاة "شطحات" بعضهم مع ما يُسمّى بـ "المجتمع المدني"، ونوّابه، الذين يفتقرون الى أصول العمل السياسي الموزون، والوازِن".

 

الدولة

وشدّد المصدر على أن "أي اتّفاق أميركي - إيراني جديد، إذا تمّ، لن يكون لمصلحة لبنان، لأن الخطر فيه هو بإمكانية الاتّفاق على تفويض إيران باستعمال لبنان، كما فُوِّضَت سوريا بذلك خلال التسعينيات. وعندها، سيُمسِك اللاعب الشيعي بزمام الأمور فيه (لبنان)، من دون أي شريك مسيحي فعلي له في الداخل. فالطرف (الشيعي) هذا، يمتلك فيديراليّته الكاملة والخاصّة في البلد، سياسياً، ومالياً، واقتصادياً، وقضائياً أيضاً، إذ لديه محاكمه ومحاكماته الخاصة في مناطقه، من خارج الدولة".

وتابع:"الخطورة المُضاعَفَة حالياً، هي أن سقوط تيار "المستقبل"، أسقط خطّ "الاعتدال الإسلامي" في لبنان، وشعار "لبنان أوّلاً" في المجتمع السُنّي، وجعل معظم السُنَّة يلحقون بـ "حزب الله" في البحث عن الاكتفاء الذاتي، من خارج الدولة. فيما تلك الأخيرة لم تَعُد في حساب أحد، إلا الطرف المسيحي، وهي مترهِّلَة جدّاً".

وختم:"المسيحي في لبنان، والشرق الأوسط، هو أكثر من يتمسّك بالدّول، لأنه يعتبر أنها تحمي وجوده في المنطقة. ولهذا السبب، نجد أن المسيحيّين، ورغم عدم ثقتهم بـ (الرئيس السوري) بشار الأسد، إلا أنهم يفضّلون بقاء النّظام السوري، على أن تتّجه سوريا نحو الفوضى. ولكن الخطورة في لبنان، هي أن ترهُّل الدولة فيه بات مصلحة لدى البعض، تسمح له بفعل ما يريده، وسط عجز الطرف المسيحي فيه عن العَيْش إلا بالاتّكال على تلك الدولة المترهِّلَة، والعاجزة عن السماح له بالعَيْش".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار