من يضمن عَدَم إطلاق يد إيران في لبنان مقابل تخفيف ضغوطها في اليمن؟ | أخبار اليوم

من يضمن عَدَم إطلاق يد إيران في لبنان مقابل تخفيف ضغوطها في اليمن؟

انطون الفتى | الأربعاء 17 أغسطس 2022

مصدر: توقيع طهران على التزامات لا يمنعها من الحفاظ على حضورها في الشرق الأوسط

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صحيح أن اتّفاقاً بحَجْم ذاك الذي يُمكن توقيعه بين الغربيّين والإيرانيين، وبين الأميركيين والإيرانيين تحديداً، حول الملف النووي الإيراني، قد ينقل المنطقة من مرحلة الى أخرى، إلا أن التجربة السابقة المرتبطة به، أثبتت أن مفاعيله تبقى محدودة على المستوى اللبناني.

 

سرعة

فالاتّفاق الذي أُبرِمَ في عام 2015، أراح المنطقة بحدّ أدنى، من دون أن يشكّل الحلّ السّحري لكلّ مشاكلها. ولكنّه لم يُترجَم بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، الذي كان بدأ في أيار عام 2014، إلا في خريف عام 2016، أي في أواخر تلك السنة تقريباً، وعلى مشارف انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أكثر المتحمّسين لسياسات التقارُب مع طهران. وهو ما يعني أن نتائج أي "استراحة" إقليمية من جرّاء هذا الاتّفاق، قد لا تكون سريعة بالضّرورة، في كل مكان، ورغم الحاجة الى تلك السرعة في بعض الأحيان، والبلدان.

وانطلاقاً من التجربة السابقة، هل يُمكننا أن نعوّل على أي اتّفاق قد يحصل حول "النووي الإيراني"، قريباً، أو في مدّة زمنية أبْعَد؟ وهل سيرتاح لبنان بطريقة ملموسة، في ما لو "انفرجت" على الخطّ الغربي - الإيراني عموماً، والأميركي - الإيراني، خصوصاً؟

 

من يضمن؟

لفت مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن "أي اتّفاق بين القوى الكبرى وإيران، سيكون حول البرنامج النووي الإيراني قبل أي شيء آخر، وهو ما يجعل مفاعيله على الساحات الإقليمية، وعلى لبنان، بخلفيّة أبْعَد، وبنِسَب متفاوتة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "اتّفاق فيينا يتعلّق بتحديد أولويات إيران النووية، وتلك السياسية الدولية والإقليمية، والباقي يأتي نتيجة لتلك النّقاط. وبالتالي، من هو ذاك الذي يضمن عَدَم إطلاق يد طهران في لبنان مثلاً، مقابل تخفيفها الضّغوط في اليمن، أو في أمكنة وملفات أخرى؟".

 

مواجهة

وأشار المصدر الى أن "الاتّفاق مع إيران، سيُعيد لها مليارات الدولارات. فما الذي يؤكّد أنها لن تموّل بها ميليشياتها، سواء في لبنان، أو في العراق، أو سوريا، أو اليمن؟ ومن يضمن أنها لن تستعمل تلك المبالغ لتمويل أنشطة أخرى لها، من تحت الطاولة، وحتى لو كانت وافقت (طهران) على التخلّي عن بعض أنشطتها، وسلوكياتها، بموجب هذا الاتّفاق؟".

وأكد أن "توقيع طهران على التزامات، لا يمنعها من الحفاظ على حضورها في الشرق الأوسط عموماً. وحضورها هذا، يندرج ضمن إطار الأذرُع العسكرية الخاصة بها. ومن هذا المُنطَلَق، لا مجال لانتظار مرحلة من الهدوء التامّ والمُستدام بالضّرورة، ولا لتلمُّس نتائج إيجابية ملموسة، لا على الساحة الداخلية في لبنان، ولا على أي ساحة إقليمية أخرى، من باب اتّفاق فيينا، وذلك سواء وُقِّعَ (الاتّفاق) من جديد، في وقت قريب، أو لا".

وختم:"أما إذا لم يتمّ الاتّفاق معها أبداً، فقد تبقى إيران بضائقتها المالية، ولو بنسبة معيّنة على الأقلّ، وصولاً الى حدّ اندلاع حرب معها، تكسر شوكتها في كلّ الساحات، ولبنان من بينها. وفي تلك الحالة، ستتأثّر كل أذرعها العسكرية بالمواجهة، وبنتائجها على الصّعيدَيْن العسكري، والسياسي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة