هل تنجح الصين وروسيا بانتزاع "ولاية أميركية" من قلب بايدن ومتى؟ | أخبار اليوم

هل تنجح الصين وروسيا بانتزاع "ولاية أميركية" من قلب بايدن ومتى؟

انطون الفتى | الخميس 18 أغسطس 2022

طبارة: العلاقات الجيوسياسية والاقتصادية لا تزال هي الطاغية حتى الساعة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن دقّة أو عَدَم دقّة المعلومات، حول الامتعاض الصيني من إسرائيل، من جهة، وبموازاة الخطوات الروسيّة الملموسة التي "تُعادي" تل أبيب، سواء على مستوى "الوكالة اليهودية" في روسيا، أو تلك التي تُزعجها في سوريا... من جهة أخرى، يستغرب أكثر من مُراقِب، الانتظارات الصينية والروسيّة من إسرائيل، على صعيد إمكانيّة الابتعاد الإسرائيلي عن السياسات الأميركية في الملفَّيْن الأوكراني والتايواني، بحسب المُشتهى الروسي - الصيني.

 

مستحيل

فمن غير المنطقي مُطالَبَة إسرائيل بعَدَم دعم السياسات والاستراتيجيات الأميركية، نظراً الى أنها تبقى ولاية أميركية في الشرق الأوسط، وذلك مهما طوّرت علاقاتها مع كلّ من موسكو وبكين.

فالميزانيات الإسرائيلية، والتسليح الإسرائيلي، والسياسة الإسرائيلية... كلّها أميركية، في الأساس، وبنسبة ساحقة. وهو ما يعني أنه من المستحيل لأحد، أن يُطالب أميركا بمُعاداة أميركا.

 

بوضوح

هذا فضلاً عن أن العلاقات بين الدّول ليست مجرّد تجارة، واستثمارات، واقتصادات، ومشاركة بابتكارات، أو ببرامج تكنولوجية،... حصراً، بل هي إيديولوجيا أيضاً، بينما نجد أن ما يجمع إسرائيل بالولايات المتحدة الأميركية، على مستوى البُعْد الإيديولوجي "التوراتي"، ليس موجوداً، ولا يُمكنه أن يكون موجوداً، في أي يوم من الأيام، لا في الصين الشيوعية، ولا في روسيا الاتحادية، وريثة الاتحاد السوفياتي، والدولة التي تريد أن تُظهِر نفسها كمركز ثقل للأرثوذكسيّة العالمية، في مرحلة ما بعد انهيار الحكم الشيوعي فيها.

وانطلاقاً ممّا سبق، لا مهرب تامّاً من الوصول الى اليوم، الذي ستكشف فيه إسرائيل عن مواقفها الحقيقية من الحروب والأزمات، سواء في أوكرانيا، أو في تايوان، مع الاصطفاف الكامل في الجانب الأميركي، وبوضوح تامّ.

 

مصالح

أشار سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "العلاقة الإسرائيلية - الصينية تتضمّن شقّاً اقتصادياً كبيراً. ولا شيء يرجّح إمكانيّة تخلّي الصين عن إسرائيل لأسباب سياسية، بل انها ستضغط عليها من دون أن تقاطعها، إذ تجمعهما مصالح جيوسياسية واقتصادية كثيرة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "وجود خلافات إسرائيلية - روسيّة أيضاً. ولكن الطرفَيْن يُراعيان بعضهما، حتى الآن. فلا قرارات بالانفصال أو بالخلاف بينهما، بسبب المصالح الاقتصادية التي تجمعهما. فضلاً عن أن نسبة من الروس هم من اليهود، ويشكّلون مصلحة كبرى في ما بين تل أبيب وموسكو، أيضاً".

 

اللّوبي اليهودي

وشدّد طبارة على أن "العلاقات والمصالح الجيوسياسية والاقتصادية، بين إسرائيل والصين وروسيا، لا تزال هي الطاغية حتى الساعة. والإسرائيليون يلعبون "على الحبلَيْن"، بين ما يُرضي الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، نظراً لاشتباك مصالحهم مع كل الأطراف. ففي سوريا مثلاً، لا تزال إسرائيل تقصف المواقع الإيرانية والسورية، والروس يتفرّجون، بينما يتمّ القصف الإسرائيلي أحياناً من أجواء مناطق قريبة من قاعدة "حميميم" العسكرية الروسية، ومن دون أي قطيعة بين تل أبيب وموسكو".

وردّاً على سؤال حول البُعْد الإيديولوجي "التوراتي" الذي يجمع في ما بين واشنطن وتل أبيب، والذي يجعل تلك الأخيرة أقرب من الأميركيين، أكثر من أن تتّجه الى روسيا والصين، في أي يوم من الأيام، أجاب طبارة:"العلاقة الإيديولوجية بين الولايات المتّحدة الأميركية وإسرائيل مهمّة جدّاً، وهي مكمِّلَة للعلاقات الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، بينهما".

وختم:"الولايات المتّحدة تحمي إسرائيل في مجلس الأمن، بـ "الفيتو" الأميركي الدائم لصالح تل أبيب، وتُرسل لها أسلحة متطوّرة. فيما تساعد الإيديولوجيا كثيراً على متانة العلاقة بين البلدَيْن، وفي الدّعم الأميركي للحروب الإسرائيلية، وفي ملف القضية الفلسطينية، لا سيّما في الأوساط الأميركية المتديّنة. ولكن لدى إسرائيل أيضاً، اللّوبي اليهودي القويّ جدّاً هناك، والذي يمتلك سطوة كبيرة جدّاً على أعضاء الكونغرس الأميركي، وعلى رؤساء أميركا، مع القدرة على التحكُّم بهم، وبالحزبَيْن "الديموقراطي"، و"الجمهوري".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار