حالة "مُقرِفَة" وتفادي الكارثة الأمنية والاجتماعية يحتاج الى انفصال هادىء! | أخبار اليوم

حالة "مُقرِفَة" وتفادي الكارثة الأمنية والاجتماعية يحتاج الى انفصال هادىء!

انطون الفتى | الجمعة 19 أغسطس 2022

مصدر: نحن في بقعة جغرافيّة مربوطة بخيط رفيع من القوى الأمنية يتلاشى تدريجيّاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

دولة "مُقرِفَة" بكلّ المعايير، نقولها بأسف شديد، إذ إننا نتوغّل في الانتقال من حالة البلد المُترهِّل، ومن الحديث عن بلد غير صالح للعَيْش، الى أرض "مضروبة" بكلّ ما للكلمة من معنى، حيث قد لا تتسبّب الأزمات الكثيرة بجرائم يوميّة بين الناس (والحمد لله)، ولكنّها تزكّي نار الخلافات والمشاكل في ما بينهم، إذ لا يُمكن البتّ بأي قضيّة، أو خلاف، أو مشكلة، على قاعدة واضحة، لا على مستوى ثنائي، ولا على صعيد جماعي، نظراً الى سرعة الانهيار الهائل واليومي، الذي يمنع رؤية القَعْر نفسه، حتى.

 

بالأرقام

دولة "مُقرِفَة"، لا آراء علميّة واضحة فيها، قادرة على إفهامنا الأمور على حقيقتها. فعلى سبيل المثال، يُمكن لأي قرار رسمي، أن يُفسَّر بترحيب من جانب بعض الخبراء، بالأرقام، والعلم، ليجد هذا القرار نفسه، طريقه الى التحذير، وربما الى الشّتم، من قِبَل غيرهم، وبالعلم والأرقام أيضاً.

فهل من شروط، أو من قواعد، داخلية أو خارجية، قادرة على إحداث أي فارق بَعْد، في هكذا دولة "مُقرِفَة" الى هذا الحدّ؟  

 

انتهت

لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن "المقوّمات الضرورية لنقول إننا نعيش في دولة، انتهت. فنحن في بقعة جغرافيّة، مربوطة ببعضها البعض، من خلال خيط رفيع من القوى الأمنية، يتلاشى تدريجيّاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المسؤولين عن حياة الناس في تلك البقعة الجغرافيّة، لا دخل لهم بعلم إدارة شؤون الشعوب، لا سياسياً، ولا اقتصادياً، ولا قضائياً، ولا على أي صعيد كان، بل هم مجموعات من الجَهَلَة، وصلوا الى الحُكم لأنهم وصلوا. فيما نسبة مهمّة من خبرائهم الذين يعلّقون على ما يحصل يومياً، يردّدون الآراء التي تُطلَب منهم، لا أكثر".

 

هدر إضافي

وشرح المصدر:"على المستوى العلمي، يُمكن قول الكثير من الأشياء عن رفع قيمة الدولار الجمركي مثلاً، سواء على صعيد سلبياته في ما يحتويه من كوارث على إنفاق الناس، وعلى رفع الأسعار، أو على صعيد إيجابياته المتعلّقة بزيادة إيرادات لبنان، في الوقت الذي يحتاج فيه الى ذلك".

وأضاف:"لكن مقابل كل ما سبق ذكره، هل يُمكن لأحد، أن يشرح لنا علمياً، تداعيات رفع قيمة الدولار الجمركي على إنفاق أفقر الناس، بموازاة الاستمرار في حالة عَدَم قدرة الدولة على أن تسيطر على السلع التي يأتي بها فريق "المُمانَعَة" وجماعته الى لبنان، عبر الحدود، والمرافىء، والمطار، والتي يمرّرها بإسم ضرورات دعمه؟ وبالتالي، فقدان العدالة مستمرّ بين اللبنانيّين، بين من سيتكبّدون مفاعيل زيادة قيمة الدولار الجمركي، وبين من لن يشعروا بنتائجه كثيراً، خصوصاً أن تهريبهم سيستمرّ، مع عَدَم إقفال الحدود. كما سيُصبح الدولار الجمركي باباً لزيادة التهريب، من جانب الكثير من الجهات، ولاستمرار هدر إيرادات من أمام الدولة".

 

انفصال هادىء

وعن عُقْم الشروط الخارجية المُمكِنَة، للنّهوض بالبلد، حتى على صعيد الترسيم الحدودي جنوباً، واستجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن، واتّباع برنامج مع "صندوق النّقد الدولي"، التي قد تكون كلّها عاجزة عن إصلاح وتصحيح أي شيء داخلي، شدّد المصدر على أنه "كان من المُمْكن الحديث عن مؤتمر وطني، يبحث الوضع اللبناني، لو كنّا في ظروف مختلفة تماماً".

وتابع:"أي مؤتمر وطني، يُعقَد في ظروف شبيهة بتلك الموجودة في لبنان، يعني الاتّفاق على الطلاق بين مكوّناته. فنحن نعيش عملياً ضمن مجموعة من البلدان، مُتباعِدَة جداً، اجتماعياً، ونفسياً، وسياسياً، واقتصادياً، فيما بات إعادة تركيبها مستحيلاً، في مثل الشّروط الموجودة لدينا".

وختم:"تفادي حصول كارثة أمنية واجتماعية في لبنان، يحتاج الى انفصال هادىء، عبر مؤتمر وطني يحقّق الطلاق بين مكوّناته، بشكل بارد. وهذا هو نوع المؤتمر الوحيد في مثل حالة لبنان، طالما أنه لا يمكن إرساء أي حلّ سياسي "انسجامي" بين مكوّناته".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة