إيران "نووية" في "شانغهاي" و"بريكس"... مصلحة أميركية لا روسيّة - صينيّة فهل تتحقّق؟! | أخبار اليوم

إيران "نووية" في "شانغهاي" و"بريكس"... مصلحة أميركية لا روسيّة - صينيّة فهل تتحقّق؟!

انطون الفتى | الجمعة 19 أغسطس 2022

مصدر: حجج نووية تعرقل المفاوضات أكثر من مخاوف حقيقيّة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين البحث الإيراني المستمرّ عن ضمانة عَدَم انسحاب أي رئيس أميركي مستقبلاً، من "خطة العمل الشاملة المشتركة"، كما حصل خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبين عَدَم رغبة الولايات المتحدة الأميركية بتوفير ضمانات للنّظام الإيراني، الذي قد يوقّع على اتّفاق اليوم، قبل أن يبدأ بخرقه غداً، وبالدمّ، تنتظر المنطقة الآفاق والاحتمالات والفُرَص التي يُمكن للاتّفاق النووي أن يوفّرها، على الصّعيدَيْن الإقليمي والدولي.

 

مصلحة أميركية

ولكن ماذا عن الالتباس الدائم في كلّ ما يتعلّق بالأنشطة النووية الإيرانية، وسواء أُبرِمَ الاتّفاق مع طهران، أو لا؟

فرغم الرّفض الإسرائيلي التامّ لامتلاك إيران قنبلة نووية، إلا أن تلك القنبلة قد تشكّل مصلحة أميركية بحسب بعض الخبراء في الشؤون الدولية، الذي يؤكّدون أن جلوس طهران على طاولة دول "منظمة شنغهاي للتعاون"، ودول مجموعة "بريكس"، في المستقبل، كقوّة نووية، يشكّل مصلحة أميركية، ستتطلّب قيام روسيا والصين بحسابات مختلفة، سياسياً، واقتصادياً، وجيوسياسياً، قد تكون مُرهِقَة لموسكو وبكين.

وبالتالي، رغم التحالُف الاستراتيجي بين طهران، وبكين، وموسكو، إلا أن امتلاك إيران قنبلة نووية، قد يشكّل مصلحة أميركية - إيرانية، لا روسيّة - صينية - إيرانيّة، وهو ما يشعّب الحسابات المتعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني.

فهل يُمكن الاتّفاق في يوم من الأيام، على حدود السلاح النووي المسموح أميركياً لإيران، وذلك بمعزل عن قدرة التوصّل الى اتّفاق في فيينا ضمن وقت قريب، أو لا؟

 

بلحظات قليلة

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "هناك حججاً نووية تعرقل المفاوضات على الخطّ الأميركي - الإيراني، أكثر من مخاوف نووية حقيقيّة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "حتى لو امتلكت إيران قنبلة نووية، فهي لن تفجّر أي دولة أو منطقة بواسطتها. وتُدرك طهران جيّداً، أنها قد تُمحى بلحظات قليلة، إن هي أطلقت أي صاروخ نووي، وأن أكثر دولة قادرة على التحرّك ضدّ أي نشاط نووي إيراني، هي إسرائيل، سواء بالترسانة النووية الإسرائيلية، أو من خلال تكتيكات، وتقنيات أخرى تمتلكها تل أبيب، بينما لا حاجة لتدخّل أميركي أو غربي كبير، لتنفيذ ذلك".

 

استهلاك كلامي

وأكد المصدر أن "أكثر ما تسعى إليه إيران، هو الحفاظ على نظامها، وفتح الأسواق الدولية أمام اقتصادها. كما أن المسؤولين الإيرانيين، تعلّموا جيّداً من التجربة النووية لكوريا الشمالية، التي لم تؤسّس لاقتصاد كوري شمالي قوي، ولا لفَرض بيونغ يانغ كدولة ذات شأن دولي، لا عسكرياً، ولا سياسياً، بل على العكس من ذلك، إذ زادت الأسلحة النووية من عزلتها (كوريا الشمالية) وانغلاقها، ومن ضعفها الاقتصادي".

وختم:"كل دولة كبرى تحتاج الى أن تحافظ على خياراتها، من خلال التوقيع على "خطة العمل الشاملة المشتركة" مع إيران، بينما لدى طهران الهدف نفسه أيضاً. ولكن العنصر الأساسي الذي يتحكّم بالمفاوضات الحالية مع الإيرانيّين، هو أزمة الطاقة العالمية، ومدى قدرة واستعداد إيران لأن تشكّل الفارق المطلوب، والبديل من روسيا، على صعيد النّفط والغاز تحديداً، ورغم التوقيع الروسي على الاتّفاق النووي أيضاً. أما المخاطر النووية الإيرانية، فهي للاستهلاك الكلامي، أكثر من أي شيء آخر، في الوقت الرّاهن".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار