دولة تنشر أضاليلها... حقائق مُعلَنَة منذ 105 أعوام قد تُنذِر بنهاية البشرية في ليلة "شتاء نووي"... | أخبار اليوم

دولة تنشر أضاليلها... حقائق مُعلَنَة منذ 105 أعوام قد تُنذِر بنهاية البشرية في ليلة "شتاء نووي"...

انطون الفتى | الجمعة 19 أغسطس 2022

تحذيرات مريميّة سبَقَت سقوط روسيا القيصرية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مشكلة أساسية عانَت منها الكنيسة دائماً، وهي الارتباك الكبير في صفوف "الشعوب المسيحية" شرقاً وغرباً، على مستوى التفاعُل مع ظهورات السيّد المسيح بعد قيامته من بين الأموات، وتلك التي تعود الى السيّدة العذراء، أو الى القديسين، والملائكة، بما يتجاوب معها بطريقة منطقية، وصحيحة، أي كتدخّل إلهي مباشر، في بعض الظروف، والحالات، والأزمنة.

فصحيح أن قيامة المسيح دهرية، ولكنّها مفتوحة على زمننا دائماً، وتتدخّل فيه، في كلّ مرّة تبرز فيها الحاجة الى ذلك.

 

تمييز

ولكن هذا الارتباك ليس غريباً، إذا قُلنا إن كثيراً من "الشعوب المسيحية"، باتت مسيحيّة بعد التحاقها بإيمان الأمبراطور، أو الملك، وهي لم تستحقّ معموديّتها، مثلما كانت عليه أحوال الذين استشهدوا، واضطُّهِدوا، خلال العقود والقرون الأولى التي أعقبت قيامة المسيح.

كما من الطبيعي جدّاً، أن نجد ضعفاً كبيراً في صفوف المسيحيّين اليوم، على صعيد التمييز بين الأرواح، إذ يهرع بعضهم الى "بيت فلان"، أو "بيت فلانة"، لتلمُّس صلوات صاحب أو صاحبة هذه الرؤية، أو هذا الظّهور...، أو ذاك، ومن دون بحث عمّا إذا كان هذا الشخص من أولئك الذين يأتون بالخوارق والأعاجيب بقوّة روح المسيح، أم بروح الشيطان. (لا مجال للتوسُّع في تلك النّقطة هنا).

 

في الزّمن

من المهمّ جدّاً، وسط هذا الكمّ الهائل من الحروب والمشاكل الزّمنية، والأزمات الغذائية، والصحية، والمناخية... التي تعصف بكوكبنا، أن يتوقّف تعامُل بعض المسيحيّين معها بطريقة "مؤامراتية".

كما من المهمّ أيضاً، أن يتوقّف تعامُل بعض المسيحيّين الآخرين معها بطريقة "تسخيفيّة". فصحيح أن التقاتُل على كوكبنا قديم، والأمراض، والأوبئة، والكوارث الطبيعية أيضاً، إلا أن التعاطي مع الأمور "مؤامراتياً"، أو "تسخيفياً"، هو الحلّ الأمثَل للهرب من تمييز الأرواح، ومن "فَحْصها"، وللتملُّص من أي حديث عن ضرورة حصول "تغيير حياة" (توبة)، وبتعامٍ كامل عن أن الأزمات الحادّة، والحروب، هي شكل من أشكال التدخّل الإلهي في الزّمن أيضاً، أي تماماً كالظّهورات السماوية.

 

صدفة؟

فهل هي صدفة أن تعلن الطبيعة حربها على البشر، غرباً وشرقاً، وصولاً الى حدّ جفاف الأنهر، مع انعكاس ذلك على زيادة أزمات حيوية تتعلّق بالطاقة، والنّقل،... في أكثر من مكان، وبالتزامن مع أسوأ مشاكل اقتصادية، و"طاقوية"، أعقبت انفجار الحرب الروسية على أوكرانيا؟

وهل هي صدفة أن روسيا، بحربها تلك، جعلت الحديث عن السلاح النووي، وعن التأهُّب النووي، وعن التجارب الصاروخية النووية، وعن المفاعلات النووية (ولو حتى السلميّة) في عدد من البلدان، مادّة عادية في لاوعينا العالمي، وكأنها من الأحاديث الدائمة خلال احتساء فنجان من القهوة؟

 

توبة روسيا

يمكننا أن نتوقّف في هذا الإطار، ولو قليلاً، وبمعزل عن إيمان البعض بالظّهورات المريميّة أو لا، أمام ما نقله الأطفال الثلاثة من أقوال السيّدة العذراء لهم في فاطيما (البرتغال)، في عام 1917، عن ضرورة توبة روسيا، وذلك منذ ما قبل سقوط روسيا القيصرية خلال الحرب العالمية الأولى بأشهر، أي منذ ما قبل تأسيس نظام الإلحاد الذي دمّر الكنائس والأديار الروسيّة، وأقفل بعضها الآخر، واغتال الكهنة والرّهبان...

كما يُمكننا أن نتوقّف، ولو قليلاً، أمام ربط العذراء مريم في حديثها، بين توبة روسيا كطريق للسلام في العالم، وبين تأثير عَدَم توبتها على نشر أضاليلها في العالم، مع تعرّض الكنيسة لاضطّهاد شديد، والتسبُّب بإبادة أوطان كثيرة... وغيرها من التفاصيل، التي لا مجال للحديث عنها، هنا.

 

ديكتاتوريّة

نلاحظّ بالانطلاق ممّا سبق، أن تحذيرات العذراء مريم من الأضاليل الروسيّة، سبقت تلمُّس العالم لها (الأضاليل) في ما بَعْد، مثل من يلمسها بيده، وذلك بين إلحاد شيوعي (سابقاً)، ومظاهر إيمانيّة مسيحيّة أرثوذكسيّة (في روسيا حالياً)، خالية من روح المسيح، تنشد زعامة دوليّة لا أكثر، وصولاً الى حدّ إشعال (السوفيات سابقاً، والروس اليوم) حروب، وصراعات، وتغذيتها، ودعم أنظمة وشخصيات إرهابية (في منطقتنا تحديداً، وغيرها)، والتحالُف مع إيديولوجيّات إرهابية (في منطقتنا تحديداً، وغيرها)، مع تسليحها، وفتح أبواب موسكو لها، ومنحها "الفيتوات" السوفياتية (سابقاً)، والروسيّة (حالياً) الدائمة في مجلس الأمن.

حتى إن ديكتاتورية جديدة وشابّة، تتشكّل في منطقتنا حالياً، وهي ديكتاتورية مُجرِمَة، جائعة للعروش والسلطات، وملهوفة على المال، والأموال الكثيرة، والثّروات، والشهرة، وشراء الذّمم والسّمعة الطيّبة، ولو بارتكاب جرائم بيدها، بدعم روسي، وبـ "إعجاب" روسي.

 

بوقاحة

وبمعزل عن الشّروحات الكثيرة المرتبطة بأسرار ظهورات العذراء مريم في فاطيما (البرتغال)، نتوسّع بالحديث عن أضاليل روسيا، التي يتحمّس لها البعض كحامية للمسيحيين، فنُشير الى فَتْحها (روسيا) منصّاتها الإعلامية والدعائية لبثّ التجديف على السيّد المسيح، عبر بعض البرامج، ومن خلال بعض الضّيوف، وحتى غير المسيحيّين منهم، الذين يسمحون لأنفسهم، وبوقاحة تامّة، وبحجّة حقدهم على إسرائيل، بأن يتحدّثوا عن التوراة بقلّة احترام، مع بثّ أفكار تجديفيّة عن أنبياء "العهد القديم"، وعن السيّد المسيح، وتصويره كشخصيّة بشرية عادية، وعن العذراء مريم وكأنها من الآلهة النّسائية الوثنيّة القديمة، وصولاً الى حدّ استضافة من يتحدّثون عن المسيحية كحركة سياسية، "فُجِعَت" بـ "قتل" قائدها، وهو يسوع النّاصري...، ونَمَت بظروف سياسية، مع السماح لأنفسهم بتشبيه صلب السيّد المسيح بواقعة كربلاء، بوقاحة تامّة (نكتفي بهذا القدر). وهذا كلّه على منصّات إعلاميّة تبثّ الدّعاية الروسية، والسياسة الروسية، وبتجاهُل تامّ لأخطاء تاريخيّة متعدّدة، ومقصودة، كثيرة، ترِد على لسان هؤلاء الضّيوف.

 

إبادة

فهل هي صُدفة أن تتحدّث العذراء مريم عن توبة روسيا، وأن تحذّر من أضاليلها، ومنذ ما قبل سقوط روسيا القيصرية، "مُشتهى" العالم المسيحي الشرقي قديماً؟

وهل كان فوز روسيا القيصرية في الحرب العالمية الأولى، الذي كان سيكرّسها رئيسة للشرق، وصولاً الى أوروبا الوسطى في الغرب، ليمنع أضاليلها؟ أم ان ما تحدّثت عنه العذراء مريم (الأضاليل) موجود داخل الكنيسة الروسية أيضاً، ومنذ الزّمن القيصري، والذي نرى بعض ملامحه اليوم، في دعم كنيسة موسكو للحرب الروسيّة على أوكرانيا؟

وماذا عن إبادة أوطان كثيرة، إذا لم تتُب روسيا، التي تحدّثت عنها العذراء مريم في فاطيما، فيما نرى يومياً، "الروح الحربي المُجرِم" في روسيا، الذي يهدّد بسَحْق هذا البلد، وتلك الدولة، بشكل متكرّر حالياً؟

نكتفي بهذا القدر هنا، داعين من ينصّبون أنفسهم كقيّمين على "الشعب المسيحي"، الى تزويد "القلّة القليلة" الباقية فيه بالأسلحة اللازمة، وهي التمييز، والتمييز، وروح التمييز، في عالم "ينتهي" و"يهلك" بأقوى ما فيه، وهو عَدَم التمييز.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار