المغترب يصرخ: "استروا ما... شفنا منكم" | أخبار اليوم

المغترب يصرخ: "استروا ما... شفنا منكم"

جان الفغالي | الأحد 21 أغسطس 2022

يُقسِم مغتربون على ان عطلاتهم المقبلة لن تكون في لبنان، هل وصلت الرسالة إلى "النهَّابين"؟

بقلم جان الفغالي- وكالة "اخبار اليوم"

المثل يقول "استروا ما شفتو منَّا"، لكن في الحال اللبنانية يصبح: "استروا ما شفنا منكم".
وهي صرخة المغترب في وجه بعض المؤسسات السياحية، من منتجعات ومطاعم وأماكن سهر وصولًا إلى "الفاليه باركينغ".


يعود المغتربون إلى "أوطانهم الثانية" حاملين صورًا وذكريات ووقائع سيئة حيث تعرضوا لعملية "نهب" منظمة ومبرمجة تحت شعار "هذا مغترب اسلخوه" ... هذا المغترب لم يجمع ماله "بالرفش" بل بعرق جبينه وبالقهر وتحمُّل قساوة الغربة بعيدًا من الأهل والعائلة، فيأتي كل سنة حاملًا معه ما يحتاج إليه المقيم، وقد بات يحتاج إلى كل شيء، من ادوية الامراض المستعصية وصولًا إلى حبة "البانادول"، ويشعر بفخر لأنه يقوم بعمل من أجل عائلته ومن أجل وطنه الذي هو "العائلة الكبيرة" أو هكذا يُفترض ان يكون.


ولكن ماذا يلقى في المقابل؟ قطَّاع طرق في المنتجعات والمطاعم وأماكن السهر والمحلات التجارية:
تبدأ عملية النهب من "الفاليه باركينغ" حيث وصلت التسعيرة في بعض الاماكن إلى مليون ليرة لبنانية.
في المنتجعات السياحية وصل سعر قنينة المياه الصغيرة إلى مئة الف ليرة.
في بعض المطاعم وصلت إحدى الفواتير إلى خمسين مليون ليرة.
هذا غيضٌ من فيض، ولكن على أي أساس يكون الإحتساب؟


ببساطة كلية، على أساس غياب الرقابة الرسمية، من شرطة سياحية ووزارة الاقتصاد، وعلى أساس غياب ضمائر اصحاب هذه المطاعم والمنتجعات والفنادق، فعندما لا يكون هناك حسيب أو رقيب، "تفلت الأسعار" إلى مستوياتٍ جنونية.
لم يعد المغترب، كما يصنِّفه بعض المقيمين، "مش شايف الزفت"، فالآتي من أوستراليا أو كندا أو أوروبا، أو الخليج، آتٍ من بلدان المدينة فيها بحجم لبنان، يعرف القوانين وكيفية احتساب الأسعار لأنه يتعب في جنيِ كلِّ "سنت"، فيأتي المقيم لينهبه!
أعرف ان هذا الكلام سيذهب سدى، ولكن حبذا لو تستحدث وزارتا السياحة والاقتصاد موقعًا لتلقي رسائل الشكاوى من المغتربين، تفصِّل عملية "النهب النظمة" التي تعرَّضوا لها، ويكون الرد على الناهبين بالتشهير بهم لئلا يعلق ضحايا آخرون.
هذه الصيفية نجح البعض في نهب المغتربين، ولكن هل فكَّر هؤلاء البعض في الصيفية المقبلة؟
يُقسِم مغتربون على ان عطلاتهم المقبلة لن تكون في لبنان، هل وصلت الرسالة إلى "النهَّابين"؟


استعدّوا للصراخ من الآن، لكن المغتربين لن يسمعونكم لأنه سيكونون في مناطق سياحية على حوض المتوسط، من تركيا إلى فرنسا مرورًا باليونان وأيطاليا، والحق عليكم لأنه "على نفسها جنت براقش".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار