اقترب الوقت... مسيحيّو لبنان في إيران بسيّاسيّيهم وأموالهم ورجال أعمالهم؟ | أخبار اليوم

اقترب الوقت... مسيحيّو لبنان في إيران بسيّاسيّيهم وأموالهم ورجال أعمالهم؟

انطون الفتى | الإثنين 22 أغسطس 2022

مصدر: لا يُمكنهم أن يستثمروا في إيران لأن ذلك سيقلب الدّنيا في لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من دون المرور بشيعة لبنان، وعلى طريقة "ما حكّ جلدك إلا ظفرك"، وبموازاة المفاوضات الأميركية - الإيرانية الدائمة والمستمرّة، باتّفاق نووي أو من دونه، بحسب أكثر من مصدر مُطَّلِع، أما حان الوقت لينفتح المسيحيون "السياديّون" في لبنان على طهران؟

 

نقاش مباشر

فلا يجوز لبعض الدول "الشقيقة" للبنان، أن "تفلح فلاحة" بالتجارة، وبالمال، والأعمال، والعلاقات مع الإيرانيّين...، وبالالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران، وعلى غير إيران، وأن تشكّل صلة وصل بين طهران ودول "شقيقة" أخرى له (لبنان)، فيما تلك الأخيرة تموّل سياسات مُقاطَعَة إيران لدى شرائح لبنانية واسعة، مسيحيّة وغير مسيحيّة، وبما يحقّق مصلحتها هي (الدول "الشقيقة")، لا المصلحة اللبنانية بالضّرورة، في الوقت الذي نُمنَع فيه نحن من البحث عن مصلحة لبنان، التي قد تكمن بانفتاح مسيحي لبناني على إيران، قد يصل الى درجة الاستثمار فيها ربما...، من ضمن فلك "توافقي" معيّن مع الولايات المتحدة الأميركية (خصوصاً إذا أُبرِمَ الاتّفاق النووي من جديد)، مرسوم بدقّة، وقادر على أن يقود الى ثقة تراكُميّة، تجعل من السلاح الإيراني الموجود في لبنان، مادّة للنّقاش المباشر بين المسيحيّين فيه، وبين إيران، في مدى زمني أبْعَد، ومقبول.

 

ليست صالحة

فالأميركيون لا يريدون نزع سلاح الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ولا بعض "الأشقّاء" أيضاً، كما يبدو، والذين يتحوّل بعضهم الى إيرانيين، بالمال والأعمال والتجارة، أكثر من الإيرانيّين أنفسهم. فيما يعيّر هؤلاء ("الأشقّاء") لبنان بالفَشَل في دروب الإصلاحات، كتعبير مُمَوَّه عن خوفهم من السلاح الإيراني الموجود فيه، الذي يُضعِف سياساتهم في بيروت. وهو ما يعني أنهم يبحثون عن سياساتهم، لا أكثر، وليس عن مصلحة لبنان "الشقيق".

وبالتالي، أما حان الوقت، لترك مسافة لبنانية، ومسيحية لبنانيّة، مع بعض "الأشقاء" في المنطقة، مقابل بعض الانفتاح على إيران، وذلك من خارج شيعة لبنان، وبما يتقصّى عن فرص نجاح أو فشل كل الاحتمالات، بدلاً من ترك المياه اللبنانية في سلال "شقيقة"، ما عادت صالحة لشيء على مستوى لبنان؟

 

للبعض فقط

شدّد مصدر مُطَّلِع على أنه "لا يُمكن للّبنانيين، ولا للمسيحيين في لبنان، أن يستثمروا في إيران، لأن ذلك سيقلب الدّنيا فيه".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إيران خاضعة لعقوبات. ومن يتعامل معها تجارياً ومالياً...، من بين بعض دول المنطقة، يفعل ذلك من زاوية ما يتمتّع به من استثناءات، تمنحها القوانين الأميركية التي تستعملها واشنطن لفرض عقوباتها. ولكنّها تمنحها للبعض فقط، من دون سواهم".

 

تعقيدات

وشرح المصدر أن "شركة "رينو" مثلاً، تخلّت عن مليار دولار من الاستثمارات في إيران، عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتّفاق النووي. أما شركات عالمية أخرى، فهي رَمَت بمليارات من الدولارات جانباً، عندما انسحبت من طهران، بعد خروج ترامب من الاتّفاق أيضاً. وهو ما يعني أنه لا يُمكن للبنان، ولا لشركات أو رجال أعمال فيه، أن يُخاطروا بأنشطة اقتصادية مع إيران".

وأضاف:"الى جانب خطورة سقوطهم تحت نير العقوبات، في أي يوم من الأيام مستقبلاً، فإن أي علاقات أو أنشطة مع إيران، قادرة على أن تشكّل خطراً على الانتشار اللبناني في الخارج، وعلى المسيحي منه خصوصاً. ففي تلك الحالة، قد يُصبح أحد الذين يستثمرون في إيران، مُستهدفاً بالعقوبات في أي يوم من الأيام، فيما قريبه يعمل أو يستثمر في إحدى الدول الخليجية مثلاً، وهو ما سيؤثّر على التحويلات المالية بينهما، وعلى أعمالهما، وعلى مصالحهما، وسيخلق الكثير من التعقيدات".

وختم:"لا يمكن للّبنانيّين، ولا للمسيحيين في لبنان، أن يفتحوا علاقات مع إيران، إلا من ضمن إطار عالمي. فالمخاطر كبيرة، خصوصاً أن طهران، وبدلاً من أن تستفيد من الاتّفاق النووي لتقوية اقتصادها، تأخذ أموالها لزيادة إنفاقها العسكري، وأنشطتها الأمنية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار