هل سيخاف "الرئيس" وجنرالاته من الموت الى درجة أن يموتوا من الخوف... في ليلة؟! | أخبار اليوم

هل سيخاف "الرئيس" وجنرالاته من الموت الى درجة أن يموتوا من الخوف... في ليلة؟!

انطون الفتى | الإثنين 22 أغسطس 2022

أحداث قد تُنذِر بسقوط نظام الحُكم الذي يبدو أنه "يشيخ" بـ "البارانويا" والدماء

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكون مقتل ابنة الإيديولوجي الروسي ألكسندر دوغين، داريا، اغتيالاً خارجياً، أو ربما يكون من "صُنع" أيادٍ روسيّة، في واحدة من دول الحُكم الأمني والاستخباراتي، التي يكون "دود الخلّ منها وفيها"، في نسبة مهمّة من أحداثها، إلا أن أبرز ما تُظهره عمليّة الاغتيال، هو شيخوخة "عقل بوتين".

وهنا لا نقصد ألكسندر دوغين، كـ "عقل مدبّر" لرئيس الكرملين، ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، بل كلّ ما يستند إليه الرئيس الروسي من أوهام، يُحاول أن يقنعنا (كشعوب دول العالم) بها، للسّير بما يريده، في الطريق الى تحقيق أهدافه هو، في ما يسمّيه كَسْر الآحادية الأميركية، وبناء نظام عالمي جديد.

 

أوراسيّة

فها ان إيديولوجيّ "بوتين" (ألكسندر دوغين)، والنّاجح في أن يكون أحد "أباطرة" الإيديولوجيا الأوراسية، والأمبراطورية الأوراسيّة القائمة على رفض "الأطلنطيّة" بوجهها الليبرالي الأميركي تحديداً، و"الأب الروحي" لأفكار السيطرة الروسيّة على أكثر من ثلثَي مصادر الطاقة في العالم، وعلى كمية هائلة من ثروات الأرض، وسكانها، عبر "الأوراسيّة الروسيّة"، ومُلهِم "مطابخ" "منظّمة شنغهاي للتعاون"، وفكرة الاتّحاد (ولو بالقوّة) بين روسيا وبيلاروسيا، كما بين روسيا وأوكرانيا، كباب لما هو أبْعَد، وضع في ذهنه تصوّراً لكيفيّة تمكين روسيا من ربح العالم كلّه، ولكنّه خسر نفسه، عندما نظر منذهلاً الى ابنته تحترق داخل سيارة، في ضواحي موسكو.

 

عاصمته

فهو الإيديولوجي الذي قدّم العالم كلّه لبوتين، من حيث الفكرة، والتصوُّر، والتخطيط، ولكنّه خسر كلّ شيء، في ضواحي العاصمة الروسيّة. والأسوأ، هو أن لا شيء يؤكّد له إذا ما كان "الأعداء" فعلاً، هم الذين انتزعوا نفسه (ابنته) منه، في قلب "العرين الروسي"، أم أولئك الذين قدّم لهم العالم، على طبق فضّي من "أوراسيّة روسيّة". فالله وحده يعلم الخفايا الكاملة، وإذا ما كان المُستهدَف في الأساس هو ألكسندر دوغين، أم ابنته، ولماذا.

أما بالنّسبة الى الرئيس الروسي، فسقوط الشابة الروسيّة، في ضواحي عاصمته، يطرح أسئلة حول جدوى حربه على أوكرانيا، كطريق لحماية روسيا، طالما أن "الأعداء" قادرون على أن يضربوا داخل العُمق الروسي.

 

قويّة؟

وبالتالي، تُظهر عملية الاغتيال تلك، روسيا، بالمستوى نفسه الذي تبدو فيه إيران، عندما تتحدّث عن أن سلاحها يطوّق إسرائيل في الضفّة الغربيّة (وليس في غزّة فقط)، وفي لبنان، وسوريا، والمنطقة كلّها، في الوقت الذي تضرب فيه تل أبيب داخل العاصمة الإيرانية طهران، وفي قلب المنشآت الإيرانية الحسّاسة على اختلاف أنواعها، بضربات نوعيّة، ضمن مشهد يطرح الكثير من الأسئلة، حول ما إذا كانت الميليشيات الإيرانية خارج حدود إيران، أقوى من إيران نفسها.

فهل ان روسيا بـ "عربدتها" في أوكرانيا، أقوى ممّا هي عليه داخل روسيا؟ وهل يُمكن لموسكو المُختَرَقَة الى هذا الحدّ، (إذا كان اغتيال ابنة دوغين اختراقاً خارجياً بالفعل)، أن تكون قويّة؟

 

جائحة

وماذا عن عملية اغتيال ابنة "الأوراسيّة الروسية"، في ضواحي موسكو، التي تجعل بوتين في صورة شبيهة جدّاً بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، الذي يهدّد بالكوارث الصاروخية، والتدميرية،... فيما تهدّد شقيقته كوريا الجنوبيّة بـ "انتقام مُميت"، بسبب اتّهامها ("الجنوبيّة") بالتسبُّب بتفشّي "كوفيد - 19"، في "الشمالية"، وهو ما نال كيم نصيبه منه، عندما أُصيب بالحمّى؟

فهل ان بيونغ يانغ قوية الى درجة قلب الطاولة على محيطها الآسيوي، والعالم، بالفعل، إذا كانت عاجزة عن حماية رأسها الديكتاتوري، من جائحة؟

 

خسارة

اغتيال بَشِع بالفعل، حصل في ضواحي العاصمة الروسيّة، وأظهرها كواحدة من عواصم دول منطقتنا "المتخلّفَة" بالحديد، والنار، والصواريخ، والمتفجّرات، والمشاكل...

ولكنّه اغتيال يُدخل روسيا في واحدة من أسوأ مراحل "الرُّهاب" من الذّات نفسها، حيث كل مسؤول فيها، وكل زعيم، أو قائد، أو جنرال... روسي، بات خائفاً من "آخرين"، أو من "آخر"، وصولاً الى حدّ الخوف على نفسه، من نفسه، ومن شبح ظلّه.

مراحل من "رُهاب ذاتي"، ومن مخاوف شديدة، ستبدأ من الصّحن، والملعقة، والسكّين، على موائد الكرملين، التي من المُمكن أن تكون مسمومة في أي يوم، أو أي ليلة، وصولاً الى الحَذَر من إمكانيّة التعرُّض لإطلاق نار، أو تفجير، أو... على غَفْلَة، وهو ما قد يؤسّس لأحداث تُنذِر بسقوط نظام الحُكم الروسي، الذي يبدو أنه "يشيخ" بـ "البارانويا" والدماء. وهذا طبيعي في بلدان الأنظمة التي تنشد ربح العالم كلّه، فيما تخسر هي نفسها، وتهلك بتلك الخسارة.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار