إسم الرئيس الجديد للبنان... في الرّبع الساعة الأخير وقد لا يخطر على بال أحد!؟ | أخبار اليوم

إسم الرئيس الجديد للبنان... في الرّبع الساعة الأخير وقد لا يخطر على بال أحد!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 23 أغسطس 2022

جابر: التوافق الأميركي - الإيراني هو المدخل الضروري للاستحقاق الرئاسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

رغم الحوار السعودي - الإيراني، واستعادة العلاقات الديبلوماسية بين الإمارات وإيران، وبين الكويت وإيران، إلا أن المخاوف لا تزال محرّكاً أساسياً للدول العربية، في كل مرّة تتصاعد فيها الإيجابيات على صعيد الاتفاق النووي مع طهران.

 

اتّفاقيّة جديدة

فبين قِمَم عربية تتكاثر، عندما تقترب الأمور من الانفراج على الخطّ النووي، وبين إشارات خليجية "نفطيّة"، يفسّرها بعض الخبراء على أنها بطاقة سعودية حمراء في وجه الولايات المتحدة الأميركية، تلوّح بها الرياض من حين لآخر، كمحاولة لتقليص مساحات التقارُب الأميركي والغربي مع طهران، تنتظر المنطقة الآفاق التي سيفتحها الاتفاق الأميركي - الإيراني.

فما كاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدّث عن ردّ إيراني "معقول" على الاقتراح الأوروبي، بشأن الاتفاق النووي، حتى انتشر مضمون مقابلة لوزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، يتحدّث خلالها عن إمكانية خفض دول اتفاق "أوبك بلاس" إنتاج النفط، في أي وقت، للتعامل مع التحدّيات، وعن اتّفاقية جديدة بين أعضاء المجموعة ("أوبك بلاس")، لما بعد عام ٢٠٢٢، وهو ما وضعه مراقبون في دائرة المضيّ السعودي في زيادة المسافة مع الأميركيين، وتقوية العلاقات السعودية مع روسيا، بسبب توجُّس الرياض من السياسة الأميركية "التقارُبيّة" مع إيران في الخليج، خصوصاً في مرحلة ما بعد الاتّفاق النووي، والتي ستنعكس على مزيد من الراحة الإيرانية في الملف اليمني، مستقبلاً.

 

ليس مُبرَّراً

أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدّراسات والأبحاث والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر، أن الخوف الخليجي من إيران، الذي يتحدّث عنه البعض على أنه مبرَّر، ليس مبرّراً، وهو يعود الى ما زرعته واشنطن في عقول قادة الدول الخليجية منذ ٤٣ عاماً، حول أن إيران هي العدوّ المُحتَمَل لهم. وهذا يحتاج الى وقت لنزعه من استراتيجيّاتهم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تمدُّد "الجمهورية الإسلامية" في كثير من الدول، أخاف العرب. ولكن متى اعتدت إيران عسكرياً، على أي دولة خليجية؟ هذا ما لم يحصل، ولا في أي يوم من الأيام".

 

بسرعة

ولفت جابر الى أنه "صحيح أن "مجلس التعاون الخليجي" غير صديق لإيران، الى درجة أنه يُعاديها أيضاً، إلا أن النظر الى دول الخليج "بالمفرّق"، يبيّن أن الإمارات مثلاً، ترتبط بعلاقات تجارية كبرى مع طهران. فيما قطر، كان يمكنها أن تجوع خلال الحصار الخليجي والسعودي عليها قبل أعوام، لولا الجسر الجوّي الذي أقامته إيران، لنقل المواد الغذائية، والخضار، والفواكه الى الدوحة. كما لا توجد حالة عداء بين الكويت وإيران، في الوقت الذي تُصنَّف فيه العلاقات بين سلطنة عمان وإيران، بأنها في أفضل حال. يبقى أن العلاقات الإيرانية - السعودية تتحسّن تدريجياً، فيما لا تزال العلاقات الإيرانية - البحرينية خاضعة لمخاوف البحرين القديمة، من أن طهران تنظر إليها على أنها تابعة لها، تاريخياً".

وأضاف:"المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية، تجري على قدم وساق في الوقت الراهن. والإتحاد الأوروبي قادر على أن يقوم بدور الوسيط أكثر من أي طرف آخر، خصوصاً أن الاتفاق النووي حاجة للاقتصادات الأوروبية. ويمكن القول إن التقدّم يتمّ على نار هادئة، وإنما بسرعة".

 

ضمانة

وشدّد جابر على أن "الصّبر الإيراني كبير، ومعروف. والعراقيل المتبقّية تعود الى مسألة أن الرئيس الأميركي جو بايدن غير قادر على رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس، في الوقت الرّاهن، وهو ما فهمه الإيرانيون. كما أن طهران ترفض إدراج بند صواريخها الباليستية في مفاوضات نووية، لا علاقة لها بالصواريخ أصلاً، وهو ما فهمه الأميركيون أيضاً. ولكن تبقى الحاجة الإيرانية الى ضمانة أميركية، حول عدم انسحاب أي رئيس أميركي من الاتفاق، مستقبلاً، كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".

 

لبنان

وتطرّق جابر الى ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، على ضوء الاتفاق النووي، فقال:"يسأل الجميع عمّا إذا كنّا سندخل في مرحلة من الفراغ الرئاسي، في الخريف القادم، أو لا. والحقيقة هي أن رئيس لبنان يُنتَخَب في الخارج، ويُصوَّت له في البرلمان اللبناني، ولا رئيس جمهورية في لبنان إذا كانت تختاره واشنطن وحدها، أو طهران وحدها. وهذا يعني أن التوافق الأميركي - الإيراني هو المدخل الضروري للاستحقاق الرئاسي".

وأضاف:"إذا وُقِّع الاتفاق النووي قبل الخريف، فإنه يُمكن القول عندئذ إننا لن ندخل في حالة من الفراغ الرئاسي. وبغير ذلك، سيكون الفراغ بانتظارنا. وفي حال الاتّفاق، سيكون الرئيس الجديد للبنان شخصية من الشخصيات المارونية، القادرة على أن تدير الدولة، كما فعل الرئيس الراحل الياس سركيس. وقد تُطرَح بعض الأسماء المارونيّة التي توفّر هذا النّموذج، للتوافق على واحد منها في الرّبع الساعة الأخير، قبل إتمام الاستحقاق الرئاسي. وهي أسماء ربما لم تخطر على بال أحد للرئاسة، سابقاً".

 

الحصار

وردّاً على سؤال حول تأثير ذلك على فكّ الحصار عن لبنان، وحول إمكانية أن يمرّ هذا النوع من التوافُق الأميركي - الإيراني، من دون موافقة سعوديّة عليه، خصوصاً أن الرياض قادرة على أن تحجب الكثير من المساعدات عن لبنان، إذا كانت غير مُوافِقَة على اسم الرئيس الجديد، أجاب جابر:"سيُفَكّ الحصار عن لبنان حتماً. فالاتفاق النووي بين واشنطن وطهران يحلّ الكثير من المشاكل".

وختم:"يكفي أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية وإيران عن توافقهما في الملف اللبناني، حتى يتمّ الاستحقاق الرئاسي، وتسير فيه كل الأطراف العربية، بما فيها السعودية، التي لن تعارض واشنطن في قرار أساسي من هذا النوع. هذا فضلاً عن أن الأميركيين ينظرون الى إيران وحدها في يد، والى العرب كلّهم في يد أخرى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار