الحوار مع "حزب الله" في لبنان أقرب وأسرع من السّفر الى إيران... | أخبار اليوم

الحوار مع "حزب الله" في لبنان أقرب وأسرع من السّفر الى إيران...

انطون الفتى | الثلاثاء 23 أغسطس 2022

مصدر: زيارة بطريركية لإيران ستكون ناجحة بروتوكولياً وفاشِلَة من حيث النتائج

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

إذا كان الانفتاح التجاري والاقتصادي على إيران، مسموحاً لبعض بلدان المنطقة، و"مُحرَّماً" على اللبنانيين، وعلى المسيحيّين في لبنان، لأسباب كثيرة، ورغم الحاجة الى البحث عن المصلحة اللبنانية ضمن منطقة تتغيّر، يلتقي فيها العربي مع الفارسي والتركي، من دون قواعد واضحة، وبموازاة ترك الكثير من المناطق والبلدان والشعوب الجامدة بالحصار على جمودها، نسأل عن مدى قدرة شخصيّة لبنانية روحيّة - وطنيّة، هي فوق الاصطفافات المحليّة والإقليمية والدولية، ومن مستوى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على أن تحقّق الخرق المطلوب في جدار الأزمة اللبنانية، وبهامش واسع من الحركة، وعلى أن تكون (تلك الشخصية) راعية لانفتاح مسيحي لبناني أصبح ضرورياً على غير العرب في المنطقة، أي على إيران تحديداً، التي تمتلك سياسة، وبنية تحتيّة عسكرية لها في لبنان، بما يفتح نقاشات مسيحية لبنانية مباشرة مع طهران، حول الحدود المقبولة لسلوكيات الإيديولوجيا الإيرانية، على الأراضي اللبنانية.

 

نقاش مباشر

صحيح أن إيران ليست دولة موثوقة، ولا يُمكنها أن تشكّل ضمانة لشيء، إلا أن خلط الأوراق العربية - التركية - الإيرانية، يفرض على المسيحيّين في لبنان إدخال تغييرات معيّنة على سياساتهم، بما يتماشى مع ضرورات الحفاظ على وجودهم خلال العقود والسنوات القادمة، ضمن منطقة تتوغّل في تعقيدات كثيرة.

وبما أن حاجة لبنان الى الحياد واضحة. وبما أن هذا الحياد، لا يكون ملموساً، إلا إذا وافقت الدول المجاورة على "تحييدنا" عن سياساتها، وعن صداقاتها الخاصّة، كما عن خلافاتها الخاصّة، نسأل عن مدى القدرة على فتح نقاش مباشر حول تلك النّقطة، بين البطريرك الماروني في لبنان، والدولة الإيرانية، وبين تلك الأخيرة والأحزاب المسيحية في لبنان، إذا نجحت أي زيارة بطريركية مارونية الى طهران، بتمهيد الطريق لتحسين العلاقات السياسية بين الأحزاب اللبنانية المسيحية المُناهِضَة لطهران، والدولة الإيرانية.

 

بروتوكولياً

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "أي زيارة للبطريرك الراعي الى إيران ستكون ناجحة بروتوكولياً، وفاشِلَة من حيث المضمون والنتائج. فالبطريرك ليس قادراً على تحريك أي تغيير في استراتيجيات "الحرس الثوري". هذا فضلاً عن أن زيارات المجاملات غير مُفيدة. فالرئيس الأميركي جو بايدن نفسه، زار السعودية في تموز الفائت، من دون أن ينجح في تغيير شيء".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإيرانيّين يعدّلون في سياساتهم حالياً، بمعنى أن "حزب الله" بات قابلاً للتعاون مع الجميع، في ملف رئاسة الجمهورية. فهو يريد انتخاب رئيس غير مُعادٍ له، ولكن من دون أن يكون بالضّرورة أحد الشخصيات المتطرّفة ضمن فريق "8 آذار".

 

لجنة الحوار

ولفت المصدر الى أن "حزب الله" يرسل رسائل، حول استعداده للتفاوض على ملف رئاسة الجمهورية. وهذا يعني أن زعيم تيار "المرده" سليمان فرنجية سيخرج من المعادلة، الى جانب خروج رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من المعادلة الرئاسية، أصلاً. وهو ما سيمهّد الطريق للاتّفاق على شخصيّة غير مُعادِيَة لفريق "المُمانَعَة"، ومن دون أن تكون من متطرّفي فريق "8 آذار".

وأضاف:"بدلاً من الانفتاح المسيحي على إيران، يُمكن الانفتاح على "حزب الله" في لبنان، ومن خلال شخصيات وسطيّة. وبالتالي، لم الذّهاب الى طهران؟ ولكن ما يصعّب الأمور، هو أن بعض الأحزاب المسيحية ماضية في رفع السّقف تجاه "الحزب"، بشكل يُعيق أي حوار لها معه، وذلك رغم أنه ("حزب الله") في مرحلة من الجهوزيّة للانفتاح على معارضيه".

وختم:"إذا حُلَّت المشكلة التي حصلت مع المطران موسى الحاج، فإن ذلك سيمهّد الطريق لحوار بين بكركي و"حزب الله"، من خلال تفعيل لجنة الحوار القائمة بين الطرفَيْن. ومن دون حلّ هذا الملف، فلا حديث مُمكناً عن أي مبادرة على خط البطريركية المارونية و"الحزب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار