بعد الشهر السادس... لبنان "ضحيّة أولى" لأمم متّحدة جديدة مقرّها موسكو؟! | أخبار اليوم

بعد الشهر السادس... لبنان "ضحيّة أولى" لأمم متّحدة جديدة مقرّها موسكو؟!

انطون الفتى | الأربعاء 24 أغسطس 2022

نادر: الدول الكبرى تتقاتل دائماً بلحوم الصّغار والشعوب الضّعيفة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

نصف عام، بالتّمام والكمال، انتهى من عُمر الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

"الناتو"

حرب فشلت في تحقيق أي هدف منها، خصوصاً على مستوى وضع حدّ لتمدُّد حلف "الناتو" على حدود روسيا، الذي زادت اللُّحمة في داخله، وزاد عدد دوله (عبر مسار انضمام فنلندا والسويد إليه)، وحدوده المشتركة مع الاتحاد الروسي. حرب لا تنجح سوى في إراقة الدماء، وسط تكاليف روسية باهظة فيها، بالمال والعتاد والجنود، وصولاً الى حدّ سقوط "عقول بوتين" في ضواحي العاصمة الروسية، مع عجز روسي عن حماية تلك "العقول"، وعن منع المقاومة والهجمات المضادّة في أي بقعة من الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم التي سقطت من الموقع الذي حاول الروس وضعها فيه، كخطّ من الخطوط الروسية الحمراء.

 

تسمُّم

حرب لوّحت روسيا فيها باستعمال كل أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح النووي، فيما بات الروس يتحدّثون عن حالات تسمُّم في صفوف جيشهم في أوكرانيا، بسبب هجمات كيميائية أوكرانية، بينما يؤكد أكثر من مصدر ومسؤول أوكراني أن حالات التسمُّم تلك، تعود الى أطعمة فاسدة ومنتهية الصلاحية، يتناولها الجنود الروس في أوكرانيا، بسبب ضعف خطوط الإمداد الروسي، وعجز موسكو عن إيصال الحاجات الضرورية لجيشها بالسرعة اللازمة، بفعل الضربات الأوكرانية.

 

"أوركسترا"

حرب يتباهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يُعيد رسم النظام العالمي بواسطتها، فيما لم يُعلن حتى الساعة عن سَحْب روسيا من الأمم المتحدة، ولا عن تشكيل "أمم متّحدة جديدة"، رغم حلفه الاستراتيجي مع الصين، وتعميق علاقاته مع قوى إقليمية في الشرق الأوسط مثل تركيا، والسعودية، وإيران، الى جانب زيادة حضوره في أفريقيا، الى درجة نهب الذهب من عدد من دولها، بالإضافة الى احتفاظه بصداقات روسيّة قديمة في منطقة أميركا اللاتينية.

فهل تكفي تلك الصداقات الروسية، لبناء نظام عالمي جديد، وفق قواعد "الأوراسية الروسية"، أم ان الحرب التي انطلقت في أوكرانيا، ستفتح الباب لنظام عالمي جديد بالفعل، تكون روسيا "عازفة" من "عازفي" الأوركسترا فيه، لا قائدة لتلك الأوركسترا؟

 

مواجهة

أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن "روسيا حاولت أن تخلق واقعاً عالمياً جديداً، من خلال حربها على أوكرانيا. ولكنّها نجحت بخلق واقع جديد، يختلف عن ذاك الذي كانت تريده في الأصل. فهي تحتلّ أراضٍ في شرق وجنوب أوكرانيا، بينما كانت تريد احتلال كامل أوكرانيا، في الأساس".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك مواجهة غير مباشرة بين الشرق والغرب، في أوكرانيا، وبواسطة حلفاء كل طرف من الأطراف الدولية المتصارِعَة، حول العالم. وهذا الواقع يُفسح المجال للصين، في محاولة خلق واقع جديد، يقوم على مبدأ أنه يحق للكبير أن يأكل الصغير، في الوقت الذي يريده، وذلك من خلال سلوكياتها في ملف تايوان".

 

أمم متّحدة

وأوضح نادر أن "تأسيس "أمم متّحدة جديدة" لا يأخذ مداه إلا ضمن واقع ساخن، أي من واقع عسكري جديد على الأرض، فيما الهجوم الروسي على أوكرانيا لم يكُن بالحجم الذي أرادته موسكو، أي انه عاجز عن التأسيس لمنظمة دولية جديدة".

وشرح:"لو احتلّ الروس كامل أوكرانيا خلال ثلاثة أسابيع بالأكثر، كما أرادوا في الأساس، وقامت الصين باحتلال تايوان، مع تثبيت الاحتلال في هذين البلدَيْن، لكان فُرِضَ النظام العالمي الجديد الذي تتحدث عنه روسيا".

 

تسوية؟

وأكد نادر أن "القوّة الأميركية - الأوروبية لا تزال الأقوى في العالم، مالياً واقتصادياً وعسكرياً، حتى الساعة، وهو ما يمنع من تشكيل نظام عالمي جديد بقيادة روسيّة - صينية. فضلاً عن مشكلة أساسية، وهي أن المبدأ الذي تستند إليه روسيا والصين للنظام العالمي الجديد، هو مبدأ القوّة العسكرية، الذي يتناقض مع حق الشعوب بالحرية، وبتقرير مصيرها".

وحذّر من أن "لبنان سيسقط ضحيّة في مثل هذا النوع من الأنظمة العالمية، القائمة على القوّة العسكرية، إذا قُدِّر لها أن تنطلق، بصمت عالمي عن احتلال أوكرانيا مثلاً. ففي تلك الحالة، لا شيء سيمنع سوريا، وبغطاء روسي - صيني، من احتلال لبنان، وبالاستناد الى تحالفات لبنانية مع دمشق، موجودة داخل مجلس النواب، والحكومات اللبنانية".

وختم:"أي صمت دولي مُحتمَل، في أي يوم من الأيام، عن احتلال أوكرانيا، سيُستَتْبَع بصمت دولي عن احتلال سوري للبنان. فالدول الكبرى تتقاتل دائماً بلحوم الصّغار، والشعوب الضّعيفة. ولكن الاحتمال الأبرز حتى الساعة، هو عدم الانتصار الروسي في أوكرانيا، كما عدم الهزيمة الروسية هناك، بموازاة تسوية معيّنة حول الشرق الأوكراني".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار