الطاقة الشمسية وأبو شحَّاطة | أخبار اليوم

الطاقة الشمسية وأبو شحَّاطة

جان الفغالي | الإثنين 29 أغسطس 2022

"كشّ برّا" ... ولكن ليس دون عقاب!

بقلم جان الفغالي – "أخبار اليوم"

ما أجمله شعور حين "يتحرر" اللبناني من "نير" المولِّد وصاحب المولِّد ومشغِّل المولِّد "أبو شحاطة".

ما اجمله شعور حين يحتمي المواطن بالطاقة الشمسية في وجه تجبُّر صاحب المولِّد ومشغِّل المولِّد "ابو شحاطة".

فالذي انعم الله عليه بنظام الطاقة الشمسية "تحرَّر":

من "ابو شحاطة" الذي يرسل إليه فاتورة المولِّد ويمهله اربعًا وعشرين ساعة لتسديدها تحت طائلة "قطع الاشتراك".

من "الصوت الشجي" لـ "ابو شحاطة " يُبلِغ المشتركين عبر الرسائل الصوتية بأن المولِّد سينقطع من الساعة كذا إلى الساعة كذا، إلى حين التزود مادة المازوت.

من زعرنة صاحب المولِّد الذي له امتدادات اخطبوطية في البلديات ووزارة الاقتصاد وغيرها من إدارات رسمية، فيتحكَّم بالمشتركين ويعرف سلفًا ان لا بلدية تضعه عند حده ولا وزارة اقتصاد تلاحقه.

عيِّنة من اصحاب المولِّدات: ج. ب. أحد كبار كارتيلات المولِّدات، ويكاد ان يكون زعيم مافيا المولِّدات، عمَّم في أحد الفترات على "مشغِّلي" مولداته، عبر الهاتف، حيث كان يمضي عطلةً في أحد المنتجعات السياحية في حوض المتوسِّط، أن يطبِّقوا تقنينًا صارمًا، ويُرسلوا رسائل صوتية إلى مشتركيهم يُعلمونهم فيها بالخبر "السعيد" ان المولِّد سينقطع لفترات معينة خلال النهار والليل، بحجة عدم توافر المازوت. هذا "التْمُقطُع بالناس" دفعهم إلى تنظيم احتجاج أمام مولداته في ساحل المتن الشمالي، ما دفع  جهاز امن الدولة، بناءً على شكاوى، الى التدخل وأعطائه تعهَّدا   بتأمين المازوت، وبعد التعهد، بدا صاحب المولِّد محرجًا لأنه انكشف ولأن خزاناته "مفولِة"، "فاستغنى" عن عرض جهاز امن الدولة بأن يؤمنوا المازوت له، وانكشف ان ما يفعله بحق المشتركين هو لابتزازهم ورفع الفاتورة عليهم، وتدخل جهاز امن الدولة ارغمه على إعادة "تدوير" مولِّداته.

الجدير ذكره ان صاحب المولد المذكور، لا بل المولِّدات، كان اوقفه جهاز امن الدولة في كانون الثاني من العام 2019، وعنونت إحدى الصحف الخبر على الشكل التالي: " توقيف امبراطور المولدات في لبنان". وجاء في الخبر : "أوقفت دورية من أمن الدولة بناء على اشارة من القضاء، "امبراطور المولدات" في لبنان جوزيف بشعلاني الذي يملك اكثر من 300 مولد، وذلك بعد مخالفات قام بها واهمها اجبار المشتركين على دفع اشتراكات مقطوعة بعد مصادرة مولده، والاستمرار بالقيام بمخالفات في كل المناطق وتحديدا في محافظتي جبل لبنان وكسروان - جبيل."

وتستمر مافيا المولِّدات في المخالفات: من الزعبرة في إيصال التيار لهم، حيث يصل 160 فولت  بدل 220 فولت، وأحيانًا يصل إلى 240 فولت ليتسبب في تخريب الأدوات الكهربائية في المنازل، والسبب في ذلك يعود إلى كثافة المشتركين لديهم وضعف البنى التحتية التي لا يريدون تحديثها، من مولِّد وتمديدات.

شعورٌ عظيم ان يشعر اللبناني بانه تحرر من كل هؤلاء آنفي الذِكر، ويتمنى لو كل اللبنانيين يستطيعون التحرر من عصابات المولِّدات وأذنابهم "ابو شحاطات".

ما بعد الطاقة الشمسية ليس كما قبلها. أصحاب المولِّدات إلى أفول، لكن افولهم يجب الا يمر من دون عِقاب، لقد تجبَّروا بالناس وأذلوهم قبل ان يأتيهم الإنقاذ من الطاقة الشمسية وليس من الدولة.

ولأن الجرم لا يخضع لمرور الزمن، فإنه يفترض ان يُلاحَق أصحاب المولِّدات لأنهم احتلوا مواقع عائدة للبلديات من دون ان يدفعوا قرشًا، وهذا اسمه احتلال وتعدٍّ.

في مطلق الأحوال، بدأ الانعتاق والتحرر من "عبودية المولدات واصحاب المولدات، والفضل في ذلك يعود إلى نظام الطاقة الشمسية، وصار بالإمكان القول لأصحاب المولدات "كش برا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار