لا بالقنبلة النووية ولا بالصواريخ الباليستية... هل تنطلق حروب الشرق الأوسط من الجوّ؟؟؟ | أخبار اليوم

لا بالقنبلة النووية ولا بالصواريخ الباليستية... هل تنطلق حروب الشرق الأوسط من الجوّ؟؟؟

انطون الفتى | الثلاثاء 30 أغسطس 2022

وهيبة: يُمكن استعمال الاستمطار للحصول على أكبر كميّة من المياه قبل أن تعبر الغيوم الى دول أخرى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في عالم يُعاني من نتائج التغيّر المناخي، ومن الجفاف الذي يؤثّر على المياه الجوفيّة، وعلى نِسَب المياه في الأنهار، وعلى المحاصيل الزراعية، جنباً الى جنب بحث الدول عن استقلاليّتها، وعن إنهاء زمن تبعيّتها لمصادر "الطاقة الأحفورية" عبر الطاقات النّظيفة، التي تشكّل المياه أحد أهمّ عناصرها، تتّجه بعض الدول، ومنها في منطقتنا، وتحديداً في الخليج، الى التسابُق على تطوير التقنيات اللازمة "لاستمطار السُّحُب"، بهدف الحصول على كميات مائية وافرة.

 

مجاعة

ملايين الدولارات تُنفقها بعض دول منطقتنا، على تلك الجهود والتقنيات، والتي من بينها تلقيح الغيوم بمواد كيميائية تحفّز تساقُط الأمطار، بهدف خلق مخزون استراتيجي من المياه الجوفيّة، في عصر تحوُّل القوى الجيوسياسية للدول، من "عصر النّفط"، الى عصر الطاقات المتجدّدة، والنّظيفة.

فالى أي مدى يُمكن لتلك التقنيات أن تكون مُضرّة بالطّقس مستقبلاً؟ والى أي مدى يُمكنها أن تؤثّر على نِسَب المتساقطات في المناطق والأقاليم المجاورة للدول التي تستعملها بإفراط؟ والى أي مدى يُمكن لتلك التقنيات أن تشكّل سبباً لصراعات وحروب، خصوصاً إذا أدّت الى تجفيف الغيوم قبل أن تصل الى بلدان أخرى؟

وهنا نتذكّر الاتّهامات الهندية للصين، خلال سنوات سابقة، بأنها (الصين) تستفيد من استمطار السُّحُب لديها، لتجفيفها قبل أن تصل الى جارتها (الهند)، بما يخفّض نِسَب المتساقطات فيها (الهند)، ويؤدّي الى زيادة الجفاف، وانخفاض كمية المحاصيل الزراعية لديها، وهو ما يمكنه أن يؤسّس لحالة من مجاعة في مدى بعيد، في بلد (الهند) ذات كثافة سكانية مرتفعة.

 

نوعان

تحدّث رئيس مصلحة الأرصاد الجوية المهندس مارك وهيبة عن "نوعَيْن من الاستمطار. الأول، يقوم على تقنية ضخّ أملاح في مناطق ذات رطوبة عالية وكثافة في الغيوم. فتتشكّل نقط المياه على تلك الأملاح، وتنزل الى الأرض على شكل أمطار. أما الثاني، فيقوم على تقنية "التأيُّن" (ionization)، وهو إرسال "إيونات" الى الغلاف الجوي، عبر ماكينات موجودة على الأرض، تستقطب الرطوبة، وتشكل منها المياه، وتؤدي الى هطول الأمطار".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا شيء يؤكّد ما هو تأثير الاستمطار، ولا الأملاح المُستعملَة فيه، على الغلاف الجوّي في مدى بعيد، بشكل تامّ. ولكن الأملاح المُستعملة في تلك التقنية، ستنزل الى الأرض مع المياه، طبعاً".

 

دول الجوار

وأشار وهيبة الى أنه "إذا تمّ تحفيز الرطوبة الموجودة في غيوم منطقة معيّنة، في عملية استمطار على تلك المنطقة، فإن ذلك قد يخفّف من الكمية الباقية التي يجب أن تهطل على منطقة مجاورة لها. ولكن لا شيء دقيقاً تماماً حول تلك النّقطة بَعْد، خصوصاً أن الغلاف الجوّي ليس خزّاناً من المياه، ينضب إذا تمّ إفراغه، بل ان الكتل الهوائية قادرة على أن تتجدّد، فيما التيارات الهوائية تحمل الرطوبة، وتغذّي الغيوم. وبالتالي، فإن التغذية المستمرّة للغيوم بالتيارات الرّطبة، تُبقيها جاهزة لتُسقِط الأمطار في المناطق المجاورة".

 

سلاح

وردّاً على سؤال حول إمكانية استخدام تقنيات الاستمطار كسلاح سياسي أو عسكري، بطريقة مُنتظمة، في عالم تتسابق دوله على مجالات وفرص "التحوُّل الطاقوي"، وعلى إلغاء أي شكل من أشكال التبعيّة "الطاقوية"، والغذائية... لأي دولة بحدّ ذاتها، أجاب وهيبة:"لا يُمكن النّجاح في الاستمطار من لا شيء، بل انه مرتبط بظروف الطبيعة، وهو ليس بمتناول تصرُّف الإنسان بشكل دائم. كما لا يُمكن الاستمطار في بيئة جافة، أو من دون نسبة عالية من الرّطوبة في الجوّ".

وأضاف:"يُمكن استعمال الاستمطار كسلاح، من حيث الرؤية الاستراتيجيّة، أي كمحاولة من جانب بعض الدول للحصول على أكبر كميّة ممكنة من المياه فوق أراضيها، قبل أن تعبر الغيوم الى مناطق ودول أخرى. وهو ما سيسمح بحجز نِسَب ومخزونات مائية مهمّة لديها. ولكن لا بدّ من مراقبة المردود من جراء ذلك، في مدى بعيد، على مستويات عدّة، من بينها، هل يؤدّي الاستمطار الى نِسَب متساقطات أكثر من تلك التي كانت ستهطل من دونه؟ وبأي نسبة مئوية؟ هل 20 أو 30 في المئة، أو أكثر؟ وكيف يمكن استثمار ذلك؟ هذا الحوار لا يزال قيد النّقاشات في الوقت الرّاهن".

وختم:"العمل على الطقس لا يُشبه ذاك الذي يحصل في المختبرات، أي انه لا يمكن خلق الظروف نفسها دائماً، مع مقارنة نتائجها. فالطقس هو الذي يؤمّن الظروف، التي قد تكون مُغايِرَة بين مرّة وأخرى. وبالتالي، عامل المقارنة المباشرة ليس سهلاً. ومن هذا المُنطَلَق، نجد أن عملية الاستمطار ليست مُعتمدة بشكل مُمنهج، يُبنى عليه سياسات، بل انه لا يزال في إطار الخطوات الدراسية والبحثيّة حتى الساعة".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار