صديقي الذي انكسر فانتصر في أقصى أُفُق الشرق والى أن يحين "الوقت"... | أخبار اليوم

صديقي الذي انكسر فانتصر في أقصى أُفُق الشرق والى أن يحين "الوقت"...

انطون الفتى | الأربعاء 31 أغسطس 2022

وقف خفيفاً للانطلاق في "وقت جديد"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

كنجمة تلمع في أقصى أُفُق الشرق عند الفجر، مُنذِرَةً بوداع ليل حالك الظّلمات، ومثل من يودّع دهراً كاملاً، وقف صديقي خفيفاً، ناظراً الى أُفول شمس موسم انتقال أمّ ربه، الى أعلى أعالي "مشرق الأنوار". وهو موسم لا نهاية له في كيان صديقي، المتحرّر من محدوديّة الزّمن.

 

"فم الأفعى"

فأمّ ربه هي "الحياة الدائمة" الساكنة فيه، والآتية دائماً من "مطلع الشرق"، حيث الحقّ، والجمال، والحياة. "مطلع شرق" نوره منه، وفيه، ينبثق وينبثق، الى ما لا نهاية، وكلّما انبثق، اشتدّ نوره ولمعانه.

وتضاعف شعور صديقي بتلك "الحياة الدائمة"، ساكنة فيه، بعدما أخرجته هي، من قلب "فم الأفعى"، الذي كان من المُفترض أن يدخله (صديقي)، منذ ما قبل خمسة أوقات، ونصف وقت.

فصديقي كاد أن يتحوّل الى ذكرى على "المائدة المقدّسة"، منذ ذلك الوقت. ولكن يد أمّ ربه أقفلت ذاك "الفم الأسود"، الذي أراد إدخال صديقي بـ "لاهيوليّتة" القاحِلَة، في ظهيرة يوم.

 

"لا نهاية"

مثل نجمة تلمع في أقصى أُفُق الشرق عند الفجر، وقف صديقي خفيفاً، متأمّلاً بما فعلته يد أمّ ربه بأزمانه. وزادت خفّته عندما بدأ يترنّم بعجائبها مسروراً. تلك العجائب التي تأمّلها منذ وقت قليل أيضاً، في أرض بعيدة.

هناك، أخرجت الأمّ المُبارَكَة شعاعاً من يدها، فأعادت الحياة الى أرض "أُفُول شمس" كانت تحترق. فأمطرت السماء على تلك الأرض في ليلة رقاد "الحياة الدائمة" في الزّمن، فأعطت فرق الإطفاء والإنقاذ قسطاً من راحة، في معركتهم ضدّ حريق هائل.

وقف صديقي خفيفاً كهواء، متأمّلاً ومترنّماً بعجائبها مسروراً، بحالة من غبطة متجدّدة تشبه حالة من "لا نهاية"، زادته خفّة ولمعاناً، لعلمه بأن لا وداع ممكناً لأمّ الحياة، وبأن لا وقت قادراً على أن يضبط تلك التي لم يضبطها قبر، في زمننا. فأمّ ربه هي تلك التي لا حدّ لعجائبها. كيف لا، وهي تلك التي بها تزول اللّعنة.

 

"انتهى"

خمسة أوقات ونصف وقت، مرحلة مُكمِّلَة في حياة صديقي، لعمل يد "الحياة الدائمة" و"مطلع الشرق" فيه، ضمن "وقته" الحاضر.

وآخر فصول هذا العمل الدائم، وأقربها، كان إخراج صديقي مجدّداً من "فم الأفعى" تلك، الذي كان سيُعيده الى أوان ما قبل الخمسة أوقات، ونصف الوقت، ليُدخِله بـ "اللاهيوليّة" الفاقِدَة للحياة نفسها.

ففي أوان الخطر هذا، كان صديقي بحريّته الكاملة، ولكن مثل من ليس قادراً على الإمساك بها، من خلف لوح زجاجي. وبتحريض من "فم الأفعى"، طافت "اللاهيوليّة" تلك حوله، طواف طيف شرير، حاملةً "الوباء الأليم" إليه (صديقي)، بما بات يسمح بالقول إنه (صديقي) "انتهى".

نعم "انتهى". هو "انتهى" بالفعل. كان من المُفتَرَض أنه "انتهى"، من دون القدرة على إجراء أي ترتيب، أو أي وداع.

 

انتصر

صديقي "انتهى"... كما يُفتَرَض، بعدما حُمِلَ "الوباء الأليم" إليه ثلاث مرات (ليس على سبيل الرّمز)، شبه متتالية، قَضَت على أي مجال للنّجاة. صديقي "انتهى"... كما يُفتَرَض، ولكن...

لا إعياء، لا ألم، لا شبه ألم، بل أنهار حياة تتفجّر غزيرة في عمق أعماق كيانه. أنهار حياة غزيرة، لا يقدر أن يحدّد منبعها، فيما لا مصبّ لها.

هناك، كاد صديقي أن ينكسر، ولكنّه انتصر. هو لم يَخُض معركة، ولكنّه يقف وقوف فارس على قمّة جبل، بعدما رجع من الحرب مُنتصراً.

 

الوقت

لا مرض، لا ألم. لا شيء تغيّر، أو تبدّل. أنوار هائلة أنهَت "الطواف الشرير"، ورمت بالتحضيرات "اللاهيولية" الفاقِدَة للحياة، بعيداً، وبما لا قدرة على قياسه بحواس.

هنا، "وقت" جديد بدأ، وهو ينضمّ الى الخمسة أوقات، ونصف الوقت، السابقة، والى ما قبلها من "أوقات". فصديقي لا يزال في الزّمن، بفضل أمّ ربه، وفي موسم انتقالها الى أعلى أعالي "مشرق الأنوار"، الذي لا يضبطه زمن.

وكنجمة تلمع في أقصى أُفُق الشرق عند الفجر، مُنذِرَةً بوداع ليل حالك الظّلمات، وقف صديقي خفيفاً، وخفيفاً جدّاً، استعداداً لانطلاقه في "وقت جديد"، ضمن "الوقت"، الى أن يحين "الوقت"، طالباً معونة ذاك الذي تحمله أمّ ربه على يدَيْها، قائلاً له: تعال... في أي وقت.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار