لا تُهينوا المزرعة والعصابات والمافيات | أخبار اليوم

لا تُهينوا المزرعة والعصابات والمافيات

جان الفغالي | الإثنين 05 سبتمبر 2022

أنهم كمَن يوجِّه اصابع الإتهام إلى نفسه

بقلم جان الفغالي –"أخبار اليوم"

يستسهِل سياسيون ومعلِّقون استخدام مسميات المزرعة والعصابات والمافيات، في معرض انتقادهم للسلطة الحاكمة ولمَن هُم في موقع السلطات التنفيذية، لكن فات هؤلاء ان المواطنين العاديين يتمنون لو انهم يعيشون في مزرعة ولو ان عصابات، حقيقية، تحكمهم، ولو ان مافيات تدير شؤونهم، هل تعرفون لماذا؟ لأن الجامع المشترك بين هذا المثلث هو "النظام والتنظيم"، فيما نحن نعيش في فوضى .

في نظام المزرعة أن البهائم ينتظمون في المعالِف، فلا يأكل بعضهم حصة البعض الآخر.

في نظام المافيات، كل مافيا تحاذر التدخل في منطقة نفوذ المافيا المنافِسة، راجعوا وثائقيات المافيات في أميركا اللاتينية وفي إيطاليا وفي روسيا، تتأكدون من هذه الحقيقة .

حتى العصابات لها "نظامها " ولا فوضى لديها.

في المقابل ، قارنوا بين هذه "الثلاثية "، وبين ما يحصل على مستوى الطبقة السياسية والمافيات :

" المزرعة السياسية" في لبنان اسوأ بكثير من المزرعة بمعناها الحقيقي، فلا انتظام فيها بل فوضى عارمة، لا بل أن مَن فيها "ينهشون" بعضهم بعضًا على طريقة "أكلة لحوم البشر ".

المافيات في لبنان اسوأ بكثير من المافيات المتعارف عليها، دققوا في مافيات المولِّدات ووكلاء الادوية والصيدليات والمواد الغذائية والسوبرماركت، هذه مافيات أبشع بكثير من المافيات المتعارف عليها لأنها لا توفِّر أحدًا في ضرباتها .

أما العصابات فأكثر ما يمكن أن يُطبَّق عليها هذا التوصيف هو المتاجر والمطاعم التي لا سقوف لفواتيرها الخيالية.

أيها السادة، اعتذروا من المزرعة والمافيات والعصابات، فما هو موجود في البلد اسوأ بكثير من المسميات الآنفة الذِكر . في لبنان تنتشر أسوأ أنواع المسميات التي لا يجمع بينها سوى الفوضى ونزعة التناتش .

في لبنان، السبحة تكر، المزرعة المافيات والعصابات تتكرر، ومَن يعتقد بأن الامور ستتحسن عما هي عليه، فهو مخطئ إلى اعلى درجات الخطأ .

بناء على كل ما تقدَّم ، ليُقلِع السياسيون عن مسميات " المزرعة والعصابات والمافيات " لأنهم كمَن يوجِّه اصابع الإتهام إلى نفسه .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة