هل من علاقة للبنان بتحريك واشنطن قاذفاتها النووية في سماء الشرق الأوسط؟ | أخبار اليوم

هل من علاقة للبنان بتحريك واشنطن قاذفاتها النووية في سماء الشرق الأوسط؟

انطون الفتى | الثلاثاء 06 سبتمبر 2022

مصدر: أي تهديد يتعلّق بمصادر الطاقة في إحدى المناطق بات محطّ اهتمام الجميع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعد مرحلة من الغياب عن الشرق الأوسط، حلّقت قاذفتان أميركيّتان من طراز "بي - 52" (وهي قاذفات طويلة المدى، ذات قدرات نووية) قبل يومَيْن، فوق شرق البحر المتوسط، وسماء إسرائيل، وشبه الجزيرة العربية، والبحر الأحمر، ضمن مهام تدريبية، بعدما أقلعتا من قاعدة "فيرفورد" للقوات الجوية الملكية في إنكلترا.

 

منصّات الصواريخ

ويرى مراقبون أن السياسة المرتبطة بتلك الخطوة، ليست متعلّقة بتقلّبات الاتّفاق النووي مع إيران حصراً، بقدر ما هي خطوة تلويحيّة بخطوات أميركية - "أطلسية"، قادرة على أن تصل الى داخل الأراضي الإيرانية بالذّات، في ما لو استمرّت أو تصاعدت أو نُفِّذَت التهديدات باستهداف منصّات النّفط والغاز الإسرائيلية في المتوسّط، سواء في أيلول الجاري، أو في الخريف القادم، أو في مرحلة ما بعدهما، خصوصاً أن من أبرز مهام الـ "بي - 52"، هي تدمير منصّات الصواريخ، والمواقع العسكرية، الأكثر تحصيناً.

 

النّفط والغاز

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "لا يمكن الاستخفاف بالرسائل من جراء تحليق الـ "بي - 52"، على خلفيّة ما يشهده ملف النّفط والغاز عالمياً. فأي حرب تطال أي حقل أو منصّة للنفط أو الغاز اليوم، قادرة على أن تنعكس على ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً أكثر. هذا طبعاً، الى جانب عوامل أخرى تتحكّم بارتفاع الأسعار أيضاً".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "أي حدث يحصل في العالم، ما عاد بالإمكان عزله عن الصراع الدائر في أوروبا، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا. فقبل نحو عامَيْن، تحكّمت نتائج جائحة "كوفيد - 19" بسياسات الدول، وباقتصاداتها، الى أن اندلعت الحرب في أوكرانيا، التي تنعكس على أسواق الطاقة، وعلى إنتاج النّفط وأسعاره المؤثِّرَة في الاقتصاد العالمي. فعلى سبيل المثال، تشهد بريطانيا حالياً أسوأ حالة تضخُّم، هي الأولى من نوعها منذ زمن حكم رئيسة الحكومة البريطانية الراحلة، مارغريت تاتشر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الطاقة".

 

اهتمام الجميع

وأشار المصدر الى أن "تحليق قاذفات الـ "بي - 52" مرتبط بالسياسة الأميركية في المنطقة عموماً، والتي من بين ما يتفرّع منها، القلق من إيران ومن ملفّها النووي، ومن القدرة على تهديد حقول ومنصّات النّفط والغاز الإسرائيلية، في عزّ الحاجة العالمية الى استقرار في أسعار الطاقة. فأي هجوم يطال حقل كاريش مثلاً، سينسحب على اندلاع حرب على مستوى المنطقة عموماً".

وأضاف:"وصلنا الى مرحلة بات فيها كل شيء قادراً على التأثير في زيادة أسعار النّفط عالمياً، مع ما يعنيه ذلك من خسائر في بُنية الاقتصادات العالمية".

وختم:"أسعار الطاقة أتعبَت العالم، واقتصادات دوله، وجعلت الجميع يقتربون من مرحلة الكساد العالمي. فحركة التصنيع والتصدير انخفضت، إذ ما عادت المصانع قادرة على تأمين حضور كامل لعمّالها، للحفاظ على مستويات الإنتاج العادية لديها. ومشاكل الطاقة تنسحب على شركات الطيران أيضاً، وعلى كل شيء، وهو ما يجعل أي تهديد يتعلّق بمصادر الطاقة في إحدى المناطق أو الأقاليم، محطّ اهتمام الجميع".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار