مصدر: ارتفاع أسعار النفط يُوقِف نموّ الدول النامية ويُخفّف النموّ العالمي
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
الى أين يُمكن للعبة الهرّ والفأر، بين دول مجموعة "أوبك بلاس" من جهة، ومعظم دول "العالم الغربي"، من جهة أخرى، أن تصل؟
تقنية؟
فبين رفع "خجول" لإنتاج النّفط في شهر، وتخفيضه من جديد في آخر، والتلويح بمزيد من التخفيض، مع ما يعنيه ذلك من زيادة في الأسعار، ومن انعكاسات على الاقتصاد العالمي، يقف العالم متفرّجاً على نهاية تلك اللّعبة، وسط تعدّدية في الآراء، بين من يؤكّد أنها لعبة سياسية، وجيوسياسية، وبين من يقول إن الفوضى الحاليّة في أسواق الطاقة، تعود لأسباب تقنية حصراً.
بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زار المنطقة في تموز الفائت، لا يزال ثابتاً على أهدافه، وهي ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، ودعم النمو الاقتصادي، وخفض الأسعار للمستهلكين الأميركيين، وفي جميع أنحاء العالم. فيما تؤكد دول مجموعة "أوبك بلاس" أنها عند الطاقة القصوى للإنتاج، في الوقت الرّاهن.
ورغم التهديدات الروسية، لا يزال طيف العمل الغربي على وضع حدّ أقصى لسعر النفط الروسي، يخيّم على الأجواء العالمية، وفوق موسكو أيضاً، التي ورغم استعمالها النّفط والغاز كسلاح من أسلحة حربها على الغرب، بموازاة حربها على أوكرانيا، إلا أنها (روسيا) تخسر بدورها الكثير يومياً، من جراء استعمال هذا السلاح نفسه.
فالى أين يُمكن لتلك اللّعبة أن تصل، سواء على خطّ الغرب - روسيا؟ أو الغرب - "أوبك بلاس"؟
بديل وحيد؟
اعتبر مصدر واسع الاطلاع أن "لا أحد كان يتوقّع أن تزيد زيارة بايدن جدّة في تموز الفائت، إنتاج النّفط كثيراً. فالسعودية نفسها عاجزة عن زيادة إنتاجها، إلا بنسبة تصل الى 13 مليون برميل يومياً، كحدّ أقصى، بموازاة وصول الكويت، وقطر، والإمارات الى طاقتها الإنتاجية القصوى تقريباً، في الوقت الرّاهن. فيما لا أحد ينتظر أن تكون منطقة الشرق الأوسط مصدراً بديلاً وحيداً لمصادر الطاقة الروسية، بهدف تلبية حاجات السوق العالمية".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "العالم سيتعايش مع أسعار النّفط المرتفعة، وذلك رغم أن ما يحصل في أسواق الطاقة حالياً، ليس طبيعياً تماماً. ولكن إمكانية عودة إيران الى السوق النّفطية العالمية، وتمكين العراق من ضخّ المزيد من نفطه في الأسواق، مع استثمارات أكثر في المجال النّفطي، هي خطوات قادرة على زيادة الإنتاج الى ما بين 3 و4 مليون برميل يومياً. ولكن ذلك غير كافٍ للمرحلة القادمة. فالمشكلة الأساسية هي تلك التي تسبّبت بها روسيا، وهي دولة كبيرة جدّاً في مجال الطاقة، من خلال حربها على أوكرانيا، والعقوبات التي فُرِضَت عليها، بهدف وقف تمويلها لتلك الحرب".
تصحيح الخَلَل
وأكد المصدر أن "أزمة الطاقة الحالية، هي مشكلة أوروبيّة في الأساس، لا مشكلة أميركية. فاستقرار إنتاج وأسعار النفط عالمياً، هو أساس للاقتصادات الأوروبية، والولايات المتحدة هي الأقلّ تضرُّراً من التقلّبات العالمية لأسعار النّفط، ولكنّها تحمل هذا الملف على أكتافها لأسباب سياسية، وجيوسياسية".
وأوضح:"الولايات المتحدة الأميركية ليست سوقاً حقيقياً لنفط الشرق الأوسط، إذ قد لا تتجاوز مشترياتها منه، واستهلاك السوق الأميركية منه، نسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المئة فقط. وإذا اشترت أميركا النّفط من منطقتنا، تشتريه عندما تشهد أسعاره انخفاضاً، ويكون ذلك لتخزّنه ضمن مخزونها النّفطي الاستراتيجي. ولكن شركات النفط الأميركية تستفيد من نفط الشرق الأوسط، وتبيعه في الأسواق العالمية".
وختم:"ارتفاع أسعار النفط يُوقِف نموّ الدول النامية، ويُخفّف النموّ العالمي. ولكن دولة مثل فنزويلا، تتمتّع بمخزونات نفطية هائلة، فيما مشاكلها مع الأميركيين لم تُحَلّ بَعْد حتى الساعة، لتتمكّن من أن تشكّل فارقاً نفطياً في عزّ الأزمة الحالية. وأما إمكانية عودتها (فنزويلا) مع إيران والعراق الى السوق النّفطية بقوّة، فسيكون صالحاً لتصحيح الخَلَل الحالي في أسواق الطاقة، ولو بنسبة غير كاملة".