"دفاتر مايا " على شاهد: حرب لبنان بلغة سينمائية ممتعة | أخبار اليوم

"دفاتر مايا " على شاهد: حرب لبنان بلغة سينمائية ممتعة

| الإثنين 12 سبتمبر 2022

الفيلم من إخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج

"أخبار اليوم"

تعرض منصة شاهد لمشتركيها فيلم "دفاتر مايا " من إخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج، وهو مستوحى من حياة المخرجة التي قامت بكتابة رسائل بصورة يومية خلال الحرب اللبنانية -مثلما فعلت بطلة فيلمها- دوّنت خلالها تفاصيل حياتها وحفظتها للزمن في صندوق، لكن بدلاً من أن تدعه حتى تكتشفه ابنتها مثل البطلة بعد سنوات، فتحته مع مشاهديها من خلال السينما، لتصبح دفاتر جوانا هي دفاتر كل من عاش الحرب اللبنانية.

تبدأ أحداث "دفاتر مايا" (بطولة ريم تركي ومنال عيسى ونسرين ابي سمرا) مع اسرة صغيرة مكونة من ثلاثة أجيال من النساء اللبنانيات، الجدة، الأم مايا والابنة أليكس، يعشن في كندا. الحفيدة المراهقة لا تستطيع الحديث مع جدتها بالعربية، بينما تحاول الأخيرة إسعاد ابنتها وهي سيدة في منتصف العمر باستحضار لبنان البعيد على هيئة وجبات شهيرة. تضع الحفيدة والجدة اللمسات النهائية على التفاصيل الصغيرة للاحتفال بالعيد، إلى أن يصل من لبنان صندوق كبير للأم، تحاول الجدة إخفائه بعيداً عن عيون ابنتها التي تكتشفه بالصدفة، ويصدمها كما لو أنه شبح عاد من الماضي.

الصندوق فيه دفاتر وأشرطة وصور قديمة كانت قد أرسلتها مايا إلى صديقتها المقربة من بيروت في الثمانينيات. ارتأت عائلة صديقتها تلك أن تعيد الأغراض لصاحبتها بعدما توفيت الابنة في حادث سير. ترفض مايا فتح الصندوق لكن أليكس تبدأ سراً في نبش ما فيه وتتبّع الذكريات فتجد نفسها أمام تلخيص مكثّف لجزء من تاريخ لبنان، من خلال سرد يوميات مايا لصديقتها ليزا عن حياتها وحبها الوحيد وحالة الحرب وليل بيروت الطويل وسط القصف والتحايل عليه والالتفاف على بشاعته من خلال امور يومية تساعد في الاستمرار. ويتطرق الشريط الى والد مايا الذي قيل انه مات منتحراً، لكن الحقيقة ان أمّها اختارت أن تطلق عليه الرصاص بيدها بعد موته، لكي يُزّف على أنه بطل قومي اغتيل على خلفية مواقفه السياسية، فيما تلتقط له ابنته صوراً وتترك الفيلم في الكاميرا لحين وصول هذه الكاميرا مع بقية أغراضها إلى كندا بعد مرور السنوات. في اختصار، نحن أمام وجبة سينمائية مكثفة ورشيقة قل نظيرها في السنوات الأخيرة. وقد اعتبر البعض فيلم "دفاتر مايا" لوحة كولاج عملاقة، على اعتبار انه يحوي أكثر من خط زمني، وشخصيات من الماضي والحاضر تتقاطع مع بعضها البعض.

"دفاتر مايا" ليس التعاون الأول بين جوانا حاجي توما وخليل جريج، فقد قدم الزوجان من قبل عدة أفلام منها "يوم مثالي" و"أريد أن أرى" والأكيد ان فيلمهما الأخير هو الأكثر نضجاً والابعد عن الملل ويستحق النجاح النقدي الذي حصده والجوائز والترشيحات التي مُنحت له في المهرجانات. هو شريط مشغول بحرفية عالية ومصور بلغة سينمائية ممتعة ولافتة ومكتوب بحوارات قابلة للتصديق. هو عمل فني لا يستخف بالمشاهد وليس مجرد فيلم آخر عن الحرب، بل اكثر من ذلك بكثير. وفي النهاية، يبقى الحكم لكم بعد مشاهدته التي لا بد منها في نظرنا.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة