من هو أوّل زعيم مسيحي سيزور إيران للاتّفاق على زمن ما بعد اتّفاق 6 شباط 2006؟ | أخبار اليوم

من هو أوّل زعيم مسيحي سيزور إيران للاتّفاق على زمن ما بعد اتّفاق 6 شباط 2006؟

انطون الفتى | الإثنين 12 سبتمبر 2022

مرجع مسيحي: هل سيستمع الإيرانيون الى كلام مسيحي واحد إذا فُتِح أي حوار اليوم؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل يكفي انتخاب رئيس للبنان من خارج محور "المُمانَعَة"، لنقول إن البلد يقترب من "الحياة"؟ وهل يمكن لرئيس "مُعادٍ" لـ "حزب الله"، أن يحكم بالفعل؟ وهل يُمكن لمثل هذا الرئيس، أن يشكّل خريطة طريق وحيدة لتشكيل حكومة لبنانية، "مُتحرّرَة" من مفاعيل السياسة الإيرانية في المنطقة؟

 

مظلّة

يؤكد أكثر من مُراقِب، أنه آن أوان اقتناع المكوّن المسيحي في لبنان، بأن "العالم الحرّ"، بضفَّتَيْه الأميركية والأوروبية، لا يريد كَسْر إيران، وبأنه لا يزال هناك الكثير من العمل، بين الغربيّين والإيرانيين في الشرق الأوسط، وربما مع نظام "الثورة الإسلامية" نفسه الذي يحكم طهران، مهما بدا أن العكس هو الصحيح.

وأمام هذا الواقع، وبدلاً من إضاعة الوقت، لا بدّ من إسراع مختلف المكوّنات المسيحية اللبنانية، و"السيادية" منها قبل غيرها، بعدما باتت أقوى من المكوّن المسيحي الحليف لمحور "المُمانَعَة" في لبنان، بشرعيّة انتخابية شعبيّة، (لا بدّ من إسراعها) الى البحث في كيفيّة فتح خطوط التواصُل اللبناني المسيحي مع طهران، من خارج طريق "حزب الله - طهران"، وضمن مظلّة أميركية - فرنسية - أوروبية ربما.

 

إيديولوجيا

فزمن "ورقة التفاهُم" بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، التي شكّلت مشروعاً مسيحياً للانفتاح على "شيعة الثورة الإسلامية" في لبنان، وخريطة طريق رئاسية، انتهى، بعد "عهد رئاسي" فشل في إيجاد التوازُن اللّازم بين الغرب وإيران على الساحة اللبنانية، وأدى بسبب ذلك الى محاصرة لبنان مالياً، واقتصادياً، وحياتياً.

ولكن هذا الفشل، لا يجب أن يُستتبَع بفشل من نوع آخر، من مستوى عَدَم القدرة على فتح أي خطوط مسيحية مع طهران، تتحدّث مع الإيرانيين بوضوح عن أن لا مجال لنجاح علاقات لبنانية - إيرانية، إلا إذا احترمت طهران الخصوصيّة اللبنانية، وهي أن لبنان ليس سوريا، ولا العراق، ولا اليمن، ولن يكون مثل تلك الدول، وأن لا مجال ليشكّل (لبنان) ساحة لـ "الثورة الإسلامية"، لأسباب كثيرة، هي إيديولوجيّة قبل أي شيء آخر، تُترجَم بالسياسة، والاقتصاد، والمال...

 

المسيحيّون

هذا الكلام لا يُمكن لإيران أن تسمعه، أو أن تفهمه، إلا من المسيحيّين في لبنان. وما عادت لديها هوامش كثيرة لرفضه، لكون "ورقة تفاهم" فريقها اللبناني، مع مكوّن مسيحي قيل يوماً إنه الأقوى، والأكثر تمثيلاً، سقطت بفشل ذريع، وباستحالة القدرة على إعادة النّظر فيها حتى، أو بترجمتها في السلطة بشكل ناجح.

فالمسيحيون في لبنان، لا يُقاسون بالعدد، ولا بمن يوفّر الحماية الأمنية لهم. وهم مكوّن لا يُمكن لأي طرف إقليمي أن يقرّر حياتهم عنهم، من ضمن فلك إقليمي أوسع، و(هم) مُكوّن لا يُحصَر بمشروع "ثورة إسلامية"، ولا باستراتيجيات "حرس ثوري"، ولا بغيرها من المشاريع، وذلك تحت طائلة فشل ترجمة أي علاقات مسيحية (لبنانية) - إيرانية، في الحُكم اللبناني، واقتصاد البلد، من خارج الاقتناع بتلك النّقطة. والمثال على ذلك واضح، وهو سقوط عهد رئيس الجمهورية ميشال عون في "مُنتصفه"، بالمال، والسياسة، والاقتصاد... بسبب التماهي شبه التامّ، مع إيران.

 

مع الجميع

أكد مرجع مسيحي أن "مشكلة المسيحيين الحالية في لبنان، هي بالدّور، لا بالعدد، ولا بالمشاركة في السلطة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن انتخاب رئيس مُعادٍ لـ "حزب الله" في لبنان، في الوقت الذي لا تريد فيه واشنطن كَسْر إيران نفسها، في أي مكان. كما لا يمكن انتخاب رئيس جمهورية من فريق "الحزب" حصراً، لأنه لن يتمكّن من أن يحكم، بل نحتاج الى رئيس يعرف كيف يتحاور مع الجميع".

 

الصّيغة

وشدّد المرجع على "أننا لن نرتاح باستحقاقات دستورية فقط، ولا باحترام مواعيدها، ولا بمن يبرّر فشله بالقول "ما خلّونا". فالمسيحي يحتاج الى معرفة الدور الذي يستطيع أن، والذي يتوجّب عليه أن يلعبه، ليس في لبنان فقط، بل على مستوى المنطقة عموماً، ضمن عالم يتغيّر كثيراً".

وختم:"هل سيستمع الإيرانيون الى كلام مسيحي واحد، إذا فُتِح أي حوار إيراني مع المسيحيّين في لبنان، اليوم، وبمظلّة غربيّة، أم أكثر من كلام، ورؤية، وتوجُّه، قد تتضارب مع بعضها البعض؟ فهذا أبرز ما عانى منه المسيحيون في لبنان، خلال تاريخهم، وهو عَدَم اتّفاق أحزابهم على رؤية واحدة ومشتركة لشيء. وبالتالي، من هو ذاك الذي سيُسمِع إيران عن حدود سياستها المقبولة والمسموحة لها في لبنان، والقادرة على أن تُترجَم بالسياسة والاقتصاد؟ ومن هو الطرف المسيحي الذي سيوضح للإيرانيّين أسباب فشل ترجمة إيديولوجيّتهم، على الساحة اللبنانية؟ فالمسيحيون لا يمتلكون كلاماً واحداً، في لبنان، وهو ما يصعّب علينا أن ننجح في مسار ضامن للصّيغة، وللهوية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار