"هجمات" تضرب "السوق السوداء" وتترك "الأيادي المُشغِّلَة" لها مخفيّة؟! | أخبار اليوم

"هجمات" تضرب "السوق السوداء" وتترك "الأيادي المُشغِّلَة" لها مخفيّة؟!

انطون الفتى | الأربعاء 14 سبتمبر 2022

مصدر: لا نيّة بوقف انهيار الليرة اللبنانية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لن ننزلق الى مقارنة ما لدينا في لبنان، بما هو موجود في الدول التي يسود فيها حكم القانون والمؤسّسات. ونعلم أن أقصى ما يُمكننا أن ننتظره على هذا الصّعيد في بلادنا، هو الحلم لا أكثر، ومن مستوى الأحلام التي يصعب تحقيقها.

 

لم "تكربج"

ولكن بالتفاتة بسيطة الى ما حولنا في هذا العالم، نرى أن حرباً عالميّة، هي الحرب الروسيّة على أوكرانيا، بمفاعيلها الاقتصادية والحياتية الدولية الكاملة، لا السياسية والعسكرية فقط، لم "تكربج" أوروبا والعالم، رغم الصّعوبات والمخاطر الحقيقية المرتبطة بمستقبل أسواق الطاقة، والأسواق المالية، والأزمات الغذائية، ومستويات التضخّم.

فلا أحد يقف متفرّجاً، لأن "ما بيده حيلة"، أو لأنه لم يُشعِل هو الأزمة بيدَيْه، بل ان كل دولة تتحرّك، وتقوم بما يتوجّب عليها، وبما يُمكنها أن تفعله، لتأمين ما تحتاجه، وما يُناسب شعبها، وما بإمكانها أن تحرّكه لتسهيل الحلول الإقليمية (في محيطها)، أو العالمية، مقابل أن تحصد مختلف أنواع المكاسب من جراء تلك الحركة.

 

مُضحِك

أما لبنان، وبعد نحو ثلاث سنوات كاملة تقريباً، من انهيار مالي واقتصادي، تعود أسبابه القريبة والمباشرة (بمعزل عن تلك المُزمِنَة التي تتعلّق بعَدَم تطبيق الإصلاحات) الى تطبيقات دولار السوق السوداء، يقف كلّ من فيه "مُتأمِّلاً" لتلك التطبيقات، ولمفاعيلها اليومية على حياة الناس، في الوقت الذي يُمكن فيه القضاء عليها "في يوم وليلة"، لو توفّرت الإرادة السياسية والأمنية لذلك.

مُضحِكٌ بالفعل، أن نستمع الى مسؤول سياسي أو أمني، أو أن نراه متعجّباً من تحكُّم "الدولار الأسود" في حياة الناس، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يُخرج تلك التطبيقات من الخدمة، منذ مدّة طويلة، بوسائل متعدّدة، مع حرمان أصحابها من الأرباح، ومنعهم من استدراج حياة الناس نحو المزيد من الفقر.

 

خارج لبنان

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "الدولة قادرة على إخراج تطبيقات دولار السوق السوداء من الخدمة، في ما لو أرادت أن تحسم أمرها على هذا الصّعيد. وحتى إن التكامُل في تلك المهمّة مع السلطة التنفيذية، يُمكنه أن يشكّل مُكمِّلاً لأي مجهود رسمي، في هذا الإطار".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "حتى التطبيقات والمنصّات التي تعمل من خارج لبنان، وتتلاعب بدولار السوق السوداء، فإنه يُمكن توقيفها عن العمل بأساليب تقنية متعدّدة. فهذا ما كانت لتفعله أي دولة في العالم، إذا حاولت إحدى المنصّات أن تؤثّر على عملتها، وأسواقها".

 

"حمايات"

وأشار المصدر الى أنه "لطالما قيل في لبنان، إن الأيادي المُشغِّلَة لتلك التطبيقات معروفة. ولكن لماذا لا يتمّ توقيفها؟ ولماذا التأخير في وقف العمل بتلك المنصّات، حتى ولو بقيَت الأيادي المُشغِّلَة لها مخفيّة لأسباب سياسية مثلاً؟ الجواب بسيط، وهو أن لا نيّة بوقف عمل السوق السوداء، ولا بوقف انهيار الليرة اللبنانية".

وختم:"رغم أهميّة ذلك على إرساء استقرار اجتماعي واقتصادي، إلا أن المفتاح الأساسي موجود في يدٍ سياسية. فلا يُمكن القيام بعمل حقيقي على هذا المستوى، بوجود "حمايات" سياسية كثيرة. وإذا تمّ توقيف أحد المُتلاعبين بالدولار اليوم، مع الإعلان عنه، سترتفع أصوات جماعته الحزبيّة والسياسية، التي ستغطّيه، وستمنع بالتالي القدرة على توقيف غيره، الذي ينتمي الى جماعة سياسية أو حزبية أخرى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار