لبنان ينتظر تبلغه رسميا رسالة هوكشتاين الخطية مع احداثيات خط الطفافات
خشية من لعبة هدر وقت جديدة والارداة اللبنانية بالوصول الى حل قبل نهاية ولاية عون
داود رمال –"أخبار اليوم"
هي استراتيجية خطيرة يتبعها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في ادارة التفاوض المكوكي بين لبنان واسرائيل، بما يوحي ان لا نية في الوصول الى اتفاق، لان ما حمله مؤخرا يبدو امرا لا يمكن القبول به تقنيا، اما سياسيا فان المحاولات دؤوبة لتجميل الطرح تمهيدا لاعلان الاتفاق.
وكشف مصدر متابع لملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لـ"وكالة اخبار اليوم" عن ان "وضع عقبة اسرائيلية جديدة امام الانتهاء من مفاوضات الترسيم، من خلال الاصرار على اعتماد خط الطفافات الذي يمتد بعمق 3 الى 4 اميال ومن ثم الانعطاف الى الخط 23، له محاذير كبيرة، لان الموافقة اللبنانية على هذا الطرح وفق معادلة "تنازل مقابل تنازل" سيرتب على لبنان لاحقا التزامات كمثل لجوء اسرائيل الى طرح اعادة النظر بالخط البحري اذا تغيّرت التوازنات السياسية داخلها وايضا اعادة النظر بالحدود البرية".
واوضح المصدر ان "هوكشتاين الذي وعد بارسال المقترح الجديد خطيا ورسميا مع الاحداثيات والشروحات التقنية لخط الطفافات، لم يفعل ذلك بعد، انما عمد الى ارسال احداثيات عبر احد اصدقائه اللبنانيين والتي تم تحويلها الى الجهات التقنية المختصة لدراستها استباقيا استعدادا لوصول المقترح الرسمي".
وقال المصدر "ان هناك رغبة وارادة للوصول الى اتفاق بشأن الترسيم قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لان عدم البت النهائي لهذا الملف قبل انتهاء الولاية الرئاسية سيجعل منه محل تجاذب من منطلق التنازع الدستوري اذا ما دخلت البلاد في شغور رئاسي ولم تتشكل حكومة جديدة، مما يعني دخول ملف ترسيم الحدود في سبات جديد، والاخطر هو لجوء اسرائيل الى بدء الاستخراج من حقل كاريش وربما بدأت، وذهابها الى ما هو ابعد عبر بدء الاستكشاف جنوب الخط 23 من دون اتفاق على الترسيم مع لبنان، الامر الذي سيفتح باب الاحتمالات السيئة على مصاريعها، وقد تتدحرج الامور الى مواجهة عسكرية ضارية".
واشار المصدر الى ان "من دوافع المماطلة الاسرائيلية، هي وصول لبنان كسيحا الى خيار الترسيم، لان ما يتسرّب من معطيات يفيد بأن النية الاسرائيلية المبيتة تقوم على التمييع وتضييع الوقت والمماطلة المتعمدة لانه بالحسابات الاسرائيلية ان لبنان آيل الى الانهيار التام في غضون شهرين، وحينها لا داعي للترسيم البحري، وتستغل الانهيار والفوضى المرافقة لتسرح وتمرح بحريا وغازيا كما تشاء".
اما لماذا القول بأن هوكشتاين يعتمد استراتيجية خطيرة؟، فان ذلك يعود بحسب المصدر الى "كونه يعمد الى الاستكشاف المسبق للموقف اللبناني عبر اصدقائه اللبنانيين، فان وجد ان لبنان الرسمي غير متشدد ويريد الوصول الى حل يؤمن استثمار كامل الثروة النفطية والغازية فان هوكشتاين يعمد الى التشدد، واذا كان الموقف اللبناني متشددا فانه يذهب الى الايحاء بوجود تسهيلات وامكانية للوصول الى اتفاق لتنفيس التشدد اللبناني، وهذه اللعبة يتقنها بامتياز ويستمر باتباعها منذ امساكه ملف التفاوض والوساطة".
اذا الى اين في ملف الترسيم؟، رأى المصدر "ان هناك سعيا لانجاز الترسيم البحري بسقف نهاية الشهر الحالي، واذا وجد لبنان الرسمي بعد تلقي الرسالة الخطية المتضمنة للاحداثيات من هوكشتاين ان ما يتضمنه هذا الطرح لا يمس سيادة لبنان على ثروته الغازية والنفطية ربما نكون امام حل قريب، الا ان التجارب مع العدو الاسرائيلي لا تبشر بالخير، انما دائما توصل الى شر مستطير".