تتبُّع كلّ الذين يدخلون ويخرجون من سوريا منعاً لـ "تهريبة" ليلة مُظلِمَة!؟ | أخبار اليوم

تتبُّع كلّ الذين يدخلون ويخرجون من سوريا منعاً لـ "تهريبة" ليلة مُظلِمَة!؟

انطون الفتى | الخميس 15 سبتمبر 2022

مصدر: احتواء هذا النّوع من الأمراض يتطلّب تمويل إعادة تأهيل بعض البنى التحتية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل سيصل مرض الكوليرا، بنسخته السورية الى لبنان، عاجلاً أم آجلاً؟ وهل هي مبالغة إذا سمعنا البعض يُطالب بضرورة بَدْء الاستعداد لكل الاحتمالات، منذ الآن، داعياً الى القيام بالمستحيل، لمَنْع حصول ذلك؟

 

"تهريبة"

لا مبالغة في بلد هو لبنان، فيه ما يكفيه من مشاكل، ومن تلوّث وشحّ مائي، ومن شبكات للصرف الصحي، وبنى تحتيّة مائيّة "مُتعَبَة"، ومن صعوبة القدرة على تأمين مياه الشّرب، لدى الكثير من الفئات والشرائح الشعبية. وهي ظروف تتسبّب بمختلف أنواع المصائب، والكوارث، والمشاكل الصحية. فكيف إذا كان الخطر قريباً جدّاً، وعلى الحدود؟

وتتضاعف المخاطر بسبب الحدود المفتوحة بين لبنان وسوريا، من دون أي رقابة تامّة وكاملة، حتى في الأمور الصحية.

فعدد لا بأس به من النّازحين السوريّين يتنقّل بين لبنان ومختلف المناطق والمحافظات السورية، وبعض اللبنانيين مثلهم، لدواعٍ سياسية، و"اقتصادية" (تهريبيّة)، وأمنية...، فيما لا يوجد من يدقّق على أي صعيد، ولا سلطة للدولة اللبنانية على شيء. فهل نستورد "الكوليرا"، في "تهريبة" ليلة مُظلِمَة؟

 

محظور

الأمم المتحدة، ومنظمة "الصحة العالمية"، حذّرتا من تهديد خطير قد تواجهه سوريا، حيث تتوزّع الإصابات في عدد من المحافظات، وفي مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري أيضاً، وسط احتمالات مرتفعة لمزيد من انتشار المرض.

وبموازاة تأكيدات تُفيد بأن الإصابات ترتفع بشكل سريع، لا سيّما في مناطق سيطرة النظام (السوري)، ومناطق شمال وشرق سوريا، لا بدّ من تركيز الاهتمام اللبناني على احتمال وصول المرض الى مخيّمات النازحين في لبنان، كما على تتبُّع كل الذين يدخلون سوريا ويخرجون منها، من نازحين، وغير نازحين، والتنسيق مع كافة الجهات السياسية والحزبية، وحتى "الاقتصادية" التي يتبعون لها، منعاً لـ "استيراد" كارثة الى لبنان، أو للحدّ من مفاعيلها على قدر المُستطاع، إذا كان المحظور قد وقع بالفعل، منذ مدّة.

 

تنسيق

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "بعض ما يصدر من تأكيدات عن سوريين، بأن لا كوليرا في سوريا، هي غير صحيحة. فالمرض بدأ يتفشّى هناك، منذ مدّة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "وجوب البَدْء باتّخاذ الاحتياطات في الجانب اللبناني سريعاً، رغم أن العلاقات بين لبنان وسوريا اليوم ليست كاملة، وهي محصورة على مستوى "من وزير الى وزير"، وليس "من حكومة الى حكومة". ورغم أن هذا قد يصعّب بعض الترتيبات، إلا أن التنسيق يبقى مُمكناً بوسائل كثيرة".

 

الحصار

وأكد المصدر أنه "عندما تصل الأمور الى الكوليرا، فإن لا أحد يقبل بالصّمت عن خطر سيُداهم الجميع، ويُمكنه أن يخلق مشكلة إقليمية كبيرة. وبالتالي، التحرُّك الرسمي أكثر من واجب وضروري في هذا الإطار، مع ضرورة البحث في سُبُل إيجاد حلّ إنساني، يخفّف الحصار عن مناطق تفشّي المرض في سوريا، ولو لمدّة زمنيّة معيّنة على الأقلّ، مع توفير الوسائل الكفيلة بمنع تجدُّده (المرض). وبغير ذلك، لا حلول مُستدامة مُمكِنَة لاحتواء هذا النّوع من الأمراض، التي تتطلّب توفير وتجهيز وإعادة تأهيل بعض البنى التحتية، وهو ما يحتاج الى تمويل".

وختم:"يُمكن لمنظمة "الصحة العالمية" أن تدفع باتّجاه تخفيف، أو حتى إلغاء بعض العقوبات التي تطال بمفاعيلها الشعب السوري، بشكل أساسي. فعندما يتغلغل الموت في صفوف شعب الى هذا الحدّ، يُصبح النّظر الى الصحة شرطاً من شروط حقوق الإنسان، وذلك بعيداً من شروط إعادة الإعمار، والحلّ السياسي، للحرب السورية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة