رسالة مُوجَّهَة الى الرئيس الجديد للبنان... إليكم تفاصيلها... | أخبار اليوم

رسالة مُوجَّهَة الى الرئيس الجديد للبنان... إليكم تفاصيلها...

انطون الفتى | الخميس 15 سبتمبر 2022

لا نريد من يستمع الى "يا بتمشي معنا يا إما ما تحلم بأي قرش"...

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

حضرة الرئيس الجديد للبنان، ورغم أننا لا نعرفكم حتى الساعة،

 

تحيّة، وبَعْد

 

اسمحوا لنا أن نكلّمكم، من لبنانيّين الى لبناني، وليس كمرؤوسين يتحدّثون الى رئيسهم. فالرئاسات خدمة، وهي تنبثق من حاجات الشعب، وتعود الى الشعب. ونتمنى منكم أن تلتزموا بتلك "القاعدة الذّهبية" قبل أي شيء آخر.

 

فخامتكم...

لا نريد رئيساً لدولة، اقتصادها هو اقتصاد "سوق سوداء"... ولا نريد رئيساً لدولة تتحكّم بأسعار محروقاتها تلك السوق غير الشرعية، وذلك بدلاً من أسعار النّفط العالمية، كمرجعية أساسية أولى.

فقد وصلنا الى اليوم، الذي سواء انخفضت أو استقرّت فيه أسعار النفط العالمية، لوقت طويل، فإن اللبناني لن ينعم بمفاعيل ذلك، بسبب دولار السوق السوداء، الذي يعلو ويعلو، ويعلو، والذي بات ضابطاً أساسياً لإيقاع أسعار المحروقات، وكل شيء في البلد، "عا طلوع".

فخامتكم...

لا نريد رئيساً غير قادر، أو لا يريد، تحريك الأموال اللبنانية الموجودة في الخارج، أو المُحوَّلَة إليه خلال السنوات الأخيرة، لإعادتها الى داخل البلد من جديد، رغم أن نسبة منها لا بأس بها هي ثروات لبنانية، يحقّ للشّعب اللبناني فيها، ولا يخضع أي استعمال لها لشروط "السوق السوداء".

ولا نريد رئيساً يُسمعنا الوعود، والكلام، بل ينفّذ من دون أن يتكلّم، الى درجة أن يجعلنا نصحو يومياً على إنجازات حقيقية، في عوالم الإصلاح، واجتثاث الفساد، وتحقيق العدالة في البلد.

 

فخامتكم...

لا نريد رئيساً "تحييدياً" للبنان عن مشاكل المنطقة، بحسب مُشتهى بعض دول المنطقة، بل أن يُحيّدنا نحن، أي الشعب اللبناني، عن كلّ ما يؤذينا نحن، قبل أي شيء آخر.

لا نريد رئيساً، "يبصم" لدول "شقيقة" و"صديقة"، ويسير معها كذيل لها، في سياساتها تجاه هذه الجهة الدولية، أو تلك.

وبتعبير أوضح، لا نريد رئيساً يتّفق مع الغرب، عندما توقّع "جمهورية إسلامية" اتّفاقاً نووياً معه، ويختلف معه الى درجة التسبُّب بمحاصرتنا، وتجويعنا، في الحالة المُعاكِسَة.

ولا نريد رئيساً يسلّم بالقواعد الصاروخيّة، و"المسيّراتيّة"، بل ذاك الذي يذهب الى "مرشد" تلك القواعد، ليُسمعه في عُقر داره أن بإمكانه زيادة ترساناته المتعدّدة في لبنان، على قدر ما يشاء، ولكنّه لن ينجح في أن يحكم بلدنا، وذلك لسبب بسيط، وهو أن اللبنانيين لن يسمحوا له بذلك، مبيّناً له بالدّليل القاطع، أن السيطرة على الرئاسات والحكومات بقوّة السلاح، منذ عام 2008، لم يمكّنه من حُكم لبنان، ولن يمنحه النّجاح بذلك، مهما فعل.

فخامتكم...

بتعبير واضح أيضاً، لا نريد رئيساً "تلميذ مدرسة"، يذهب الى دول في المنطقة ليستمع الى ما ستُخبره به، عن "أمجادها" الماضية بإخراج النّفوذ البريطاني من بلدانها، عبر التخلُّص من الجنيه الاسترليني الذي كان موجوداً في احتياطياتها، وعن "أمجادها" المستقبليّة بضرب الدولار الأميركي، وبجلب زعماء أميركا والغرب والعالم إليها، بشروطها.

أي اننا لا نريد رئيساً يستمع الى "يا بتمشي معنا، يا إما ما تحلم بأي قرش"، بل نريد من يُسمِع تلك الطّغمة في المنطقة، أن "خذوا أموالكم، ولا تفكروا بالعودة الى لبنان، إذا لم تَكُن عودتكم إليه بشروطنا اللبنانية التامّة، لا بحسب "شهواتكم" أنتم، السلطوية وغير السلطوية، الكثيرة والمتعدّدة.

 

فخامتكم...

لا نريد رئيساً للبنان، يستمع الى "غرب" يحدّثه عن حقوق إنسان، قد لا تنسجم مع بثّ الحياة في الإنسان.

ولا نريد رئيساً، قاصراً، ومُقصِّراً في حديثه مع "شرق"، وفي إسماعه بوضوح أننا لا نبحث عن أصدقاء "يمسحون" عن الخرائط، ويُبيدون البلدان والشّعوب، في معرض بحثهم عن "تعدّدية عالميّة".

كما لا نريد رئيساً يحدّثنا عن هوية، وكيان، لا يأخذان في الاعتبار العدالة الإنسانية، للإنسان في لبنان، وعن هويّة وكيان يسلّمان بأمر واقع "بيوتات"، وسياسات، وعائلات سياسية، وبالكثير من الفساد داخل الدولة، وفي جسد مؤسّساتها.

وفي الختام، لا نريد رئيساً، يؤدّي دور "الوظيفة الرئاسية". هذا لا نريده، بل نريد من هو إنساني، يفكّر بحياة الإنسان في لبنان.

 

وتفضّلوا بقبول المودّة والاحترام...

شكراً...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة