لم نكلّف أنفسنا عناء الاقتراع لنستمع الى "صمديات" توزّع علينا الفلفل الحارّ في الجحيم!... | أخبار اليوم

لم نكلّف أنفسنا عناء الاقتراع لنستمع الى "صمديات" توزّع علينا الفلفل الحارّ في الجحيم!...

انطون الفتى | الجمعة 16 سبتمبر 2022

 

سعيد: اللبنانيّون يعيشون على وعْدَيْن ولا خروج من جهنّم عبر الانتخابات الرئاسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عذراً على قساوة التّعبير، ولكنّنا لم نكلّف أنفسنا عناء الاقتراع في الانتخابات النيابية الأخيرة، لنستمع الى "صمديات"، تكتفي بانتقاد الموازنة بكلام كثير، ومن دون تقديم حلول سريعة ليوميات نكتوي خلالها بنيران دولار السوق السوداء، وبمفاعيله.

 

"صمديّة"

ولا حاجة لنا لبرلمان، ولا لحكومة، ولا لرئيس جمهورية، إذا كنّا نتّجه الى مجاعة، لأننا لن نتمكّن من شراء طعامنا، وشرابنا، في القادم من الأيام، إذا استمرّ التلاعُب الحاصل في "الدولار الأسود".

كما أننا لا نحتاج لأي مسؤول "صمديّة"، يجلس في أي مقرّ، إذا كنّا لن نتمكّن من شراء أدويتنا، ولا من الحصول على كهرباء، وإنترنت، واتّصالات، ولا على أي شيء، في بلد تتوغّل قطاعاته بـ "الدولار الأسود"، وبعدما بات إرسال الأولاد الى المدرسة "مشقّة كاملة"، بسبب أسعار المحروقات، والخبز... وذلك الى جانب أسعار الأقساط، وباقي المستلزمات المدرسيّة الكثيرة، التي باتت أسعار بعضها بالدولار "الفريش".

 

ليست دولة

ولا حاجة لنا لدولة، قوانينها موجودة وصحيحة، لمن يلتزم بها فقط، وليس لمن يريد أن "يتَزَعْرَن"، أو أن يُمارس الترهيب، والتخويف لنَيْل حقوقه.

فالدولة التي لا يُمكن للإنسان أن يحصل فيها على حقوقه إلا بالترهيب، وبعيداً من القانون، والاحترام، ليست دولة، ولا بدّ من البحث بمستقبل استقلالها.

 

هل يكفي؟

سمعناهم يقولون لنا اقترعوا، ليتحسّن لبنان. اقترعنا، ولم يتحسّن. ونسمع الآن عن ضرورة تشكيل حكومة، وعن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، كمدخل لاستعادة الثّقة الدولية، والاقتصاد اللبناني. وهو ما لن يحصل، حتى ولو شُكِّلَت حكومة، وانتُخِبَ "الرئيس".

بلد "منتهي"، إلا من "صمدياته" الكثيرة، في مختلف المواقع والمقرّات الرسمية، وغير الرسميّة. فهل سنتمكّن من استعادة لبنان بَعْد، حتى ولو أُزيلَ الاحتلال الإيراني، والسلاح غير الشرعي منه؟ وهل يكفي توفير بعض الشّروط السياسية بَعْد، لإعادة إحياء البلد من جديد؟

 

لا دولة

أشار النائب السابق فارس سعيد الى "أننا سنعود دولة قابلة للحياة، في اليوم الذي نبني فيه الدولة اللبنانية وفق الشرعية اللبنانية، أي الدستور واتّفاق الطائف، كما وفق الشرعية الدولية، وتنفيذ القرارات الدولية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "قبل إتمام تلك الاستحقاقات الداخلية والخارجية، لن نصل الى الدولة. فالمعادلة التي نحن فيها اليوم هي أن لا دولة مع "حزب الله"، ولا دولة من دونه. وبالتالي، لا دولة في الوقت الرّاهن، نظراً للظّروف المتوفّرة حالياً".

 

عذاب

وردّاً على سؤال حول ماذا ينتظرنا بَعْد، أكثر من جهنّم التي سمعنا عنها منذ عامَيْن، والتي وصلنا إليها بالفعل، أجاب سعيد:"منذ عامَيْن، وُعِد اللبنانيون بجهنّم. ومنذ أشهر قليلة، وُعِد الشعب اللبناني بالخروج من جهنّم، في ما لو شارك بالاقتراع في الانتخابات النيابية".

وختم:"هذا يعني أن اللبنانيّين باتوا يعيشون على وعْدَيْن. أحدهما طُبِّقَ بالفعل، وهو النّزول الى جهنم، فيما وعد الخروج منها بالانتخابات النيابية، لم يُنفَّذ. ويبقى أن لا خروج من جهنّم عبر الانتخابات الرئاسية أيضاً. وبالتالي، نحن أمام مرحلة من الصّمود في العذاب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار