يعرض على منصة شاهد
"أخبار اليوم"
بعد اقل من عام على انتهاء عرض الموسم الخامس والاخير من مسلسل "الهيبة"، اطلقت منصة شاهد قبل ايام "الهيبة-الوثائقي" وهو فيلم مدته ٦٧ دقيقة يضم مقتطفات من الاجزاء الخمسة ومقابلات كثيرة مع عدد من نجوم ووجوه "الهيبة" وصاحب شركة الصبّاح المنتجة للمسلسل وآخرين.
اول ملاحظة تتبادر الى الاذهان بعد مشاهدة الوثائقي هي غياب الممثلة نادين نسيب نجيم عنه، رغم انها كانت بطلة الجزء الاول الذي اسس لنجاح "الملحمة" وهو الاسم الذي اطلقته الشركة على "الهيبة"، علماً ان نجمات المواسم الاربعة اللاحقة ظهرن جميعاً بمن فيهن نيكول سابا، وهي التي عبّرت سابقاً عبر الاعلام عن عدم رضاها عن مشاركتها في الموسم الثاني، حين حلت مكان الفنانة السورية ميريام عطالله التي جسّدت شخصية سمية نفسها في الموسم الاول. وقد يكون وراء غياب نجيم عن الوثائقي واحد من سببين لا ثالث لهما: رفض نادين المشاركة كي تبعد نفسها نهائياً عن "الهيبة" بعد خلافها الشهير مع بطله تيم حسن، او رفض الاخير ظهور نادين في الوثائقي كي لا تنسب لنفسها او ينسب لها احد نجاح الموسم الاول.
في اي حال، الوثائقي وان كان واضحاً انه تطلب ساعات طوال من العمل، الا انه صراحةً لا يرقى الى مصاف الوثائقي فعلاً، بل هو اقرب الى تقرير ترويجي طويل جداً عن "الهيبة" تشعر وانت تشاهده ان شركة الصبّاح ارادت ان تصفّق لنفسها وان تكرّس في عقول الناس ان الانتاجات الدرامية العربية المشتركة ما قبل "الهيبة" شيء وما بعده شيء آخر، وقد قالت الممثلة القديرة منى واصف ذلك خلال مقابلة اجريت معها خلال الفيلم.
وقد بدا مستغرباً ان تستعين الشركة المنتجة بصحافيين مخضرمين هما جمال فياض ومحمد حجازي للمشاركة في الوثائقي، دون سواهما، وكأنها تريد ان تصوّر لنا ان الصحافة تقف الى جانب المسلسل وليس لديها من انتقادات عليه، اذ ان ما قاله فياض وحجازي (او ربما ما تُرك من كلامهما في المونتاج) يندرج في سياق الدفاع عن العمل وابراز حسناته، من دون اي حديث عن سيئات او علامات استفهام حوله.
في اي حال، ينتهي "الهيبة-الوثائقي" بإعلان واضح وصريح على السنة عدد من المتحدثين عن فيلم "الهيبة" (جرى تصويره قبل أشهر في تركيا) الذي سيعرض في الصالات اعتباراً من ٢٩ الشهر الحالي، ما يدل اكثر فأكثر على ان الغاية من وراء ما قدّم لنا على انه وثائقي ما هي الا عرض مادة اعلانية تحتفي بمنتج حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً من دون شك (والارجح ان الفيلم سينال نجاحاً مماثلاً ايضاً)، لكنه كان مليئاً بالهفوات والاخطاء التي نأمل ان يتعلم منها صناعه ولا يكرروها عندما يقدمون لنا عملهم المقبل.